دعاءُ الإمام ليلة الهرير و يومه - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 6

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




وأخذ عليّ يسير فيما بين الميمنة والميسرة، ويأمر كلّ كتيبة من القرّاء أن تقدم على التي تليها، فلم يزل يفعل ذلك بالناس، ويقوم بهم حتى أصبح والمعركة كلّها خلف ظهره، والأشتر في ميمنة الناس، وابن عبّاس في الميسرة، وعليّ في القلب، والناس يقتتلون من كلّ جانب، وذلك يوم الجمعة، وأخذ الأشتر يزحف بالميمنة ويقاتل فيها، وكان قد تولّاها عشيّة الخميس وليلة الجمعة إلى ارتفاع الضحى، وأخذ يقول لأصحابه: ازحفوا قِيْدَ


[ قِيْدَ وقادَ: أي قَدْرَ، يقال بيني وبينهُ قِيْدُ رُمح، وقادُ رمح: أي قَدْر رمحٍ "النهاية: 131:4".]


هذا الرمح، وهو يزحف بهم نحو أهل الشام، فإذا فعلوا قال: ازحفوا قادَ هذا القوس، فإذا فعلوا سألهم مثل ذلك، حتى ملّ أكثر الناس الإقدام.


فلمّا رأى ذلك الأشتر قال: اُعيذكم باللَّه أن ترضعوا الغنم سائر اليوم، ثمّ دعا بفرسه، وترك رايته مع حيّان بن هوذة النخعي، وخرج يسير في الكتائب ويقول: من يشتري نفسه من اللَّه عزّ وجلّ ويقاتل مع الأشتر حتى يظهر أو يلحق باللَّه! فلا يزال رجل من الناس قد خرج إليه، وحيّان بن هوذة.


[ تاريخ الطبري: 47:5، الكامل في التاريخ: 385:2 نحوه وراجع البداية والنهاية: 272:7 ووقعة صفّين: 475.]




2564- وقعة صفّين عن زياد بن النضر الحارثي: شهدت مع عليّ بصفّين، فاقتتلنا ثلاثة أيّام وثلاث ليالٍ، حتى تكسّرت الرماح، ونفدت السهام، ثمّ صرنا إلى المسايفة؛ فاجتلدنا بها إلى نصف الليل، حتى صرنا نحن وأهل الشام في اليوم الثالث يعانق بعضنا بعضاً.


وقد قاتلتُ لَيْلَتَئِذٍ بجميع السلاح؛ فلم يبقَ شي ء من السلاح إلّا قاتلت به، حتى تحاثينا بالتراب، وتكادمنا بالأفواه، حتى صرنا قياماً ينظر بعضنا إلى


بعض، ما يستطيع واحد من الفريقين ينهض إلى صاحبه ولا يقاتل.


فلمّا كان نصف الليل من الليلة الثالثة انحاز معاوية وخيله من الصفّ، وغلب عليّ عليه السلام على القتلى في تلك الليلة، وأقبل على أصحاب محمّد صلى الله عليه و آله وأصحابه فدفنهم، وقد قُتل كثير منهم، وقُتل من أصحاب معاوية أكثر.


[ وقعة صفّين: 369؛ شرح نهج البلاغة: 45:8.]




2565- الصراط المستقيم عن عمرو بن العاص- يوم الهرير-: للَّه دَرّ ابن أبي طالب! ما كان أكثره عند الحروب! ما آنستُ أن أسمع صوته في أوّل الناس إلّا وسمعته في آخرهم، ولا في الميمنة إلّا وسمعته في الميسرة.


[ الصراط المستقيم: 4:2.]




دعاءُ الإمام ليلة الهرير و يومه



2566- مهج الدعوات عن ابن عبّاس: قلت لأمير المؤمنين عليه السلام ليلة صفّين: أما ترى الأعداء قد أحدقوا بنا؟ فقال: وقد راعك هذا؟ قلت: نعم. فقال: اللهمّ إنّي أعوذ بك أن اُضام في سلطانك، اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أفتقر في غناك، اللهمّ إني أعوذ بك أن أضيع في سلامتك، اللهمّ إنّي أعوذ بك أن اُغلب والأمر إليك.


[ مهج الدعوات: 134، الأمان: 126، بحارالأنوار: 242:94 نقلاً عن كتاب دفع الهموم والأحزان.]




2567- وقعة صفّين عن جابر بن عمير الأنصاري: واللَّه لكأنّي أسمع عليّاً يوم الهرير حين سار أهل الشام وذلك بعدما طحنت رحى مذحج فيما بينهما وبين عكّ ولخم وجذام والأشعريّين بأمر عظيم تشيب منه النواصي من حين استقلّت الشمس حتى قام قائم الظهيرة، ثمّ إنّ عليّاً قال: حتى متى نخلّي بين هذين


الحيَّين وقد فنيا وأنتم وقوف تنظرون إليهم؟ أما تخافون مقتَ اللَّه؟


ثمّ انفتل إلى القبلة ورفع يديه إلى اللَّه، ثمّ نادى: يا اللَّه يا رحمن يا رحيم يا واحد يا أحد يا صمد، يا اللَّه يا إله محمّد، اللهمّ إليك نُقلت الأقدام، وأفضت القلوب، ورُفعت الأيدي، وامتدّت الأعناق، وشخصت الأبصار، وطُلبت الحوائج، اللهمّ إنّا نشكو إليك غيبة نبيّنا صلى الله عليه و آله، وكثرة عدوّنا، وتشتّت أهوائنا، 'رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَتِحِينَ'


[ الأعراف: 89.]


سيروا على بركة اللَّه، ثمّ نادى: لا إله إلّا اللَّه واللَّه أكبر كلمة التقوى.


[ وقعة صفّين: 477، بحارالأنوار: 445:528:32؛ شرح نهج البلاغة: 210:2، ينابيع المودّة: 11:2.]




2568- الإمام الصادق عليه السلام: دعا أميرالمؤمنين عليه السلام يوم الهرير حين اشتدّ على أوليائه الأمر دعاء الكرب؛ من دعا به وهو في أمر قد كربه وغمّه نجّاه اللَّه منه وهو: 'اللهمّ لا تُحبّب إليّ ما أبغضتَ، ولا تُبغّض إليّ ما أحببتَ، اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أرضى سَخَطك، أو أسخط رضاك، أو أردّ قضاءك، أو أعدو قولك، أو اُناصح أعداءك، أو أعدو أمرك فيهم.


اللهمّ ما كان من عمل أو قول يقرّبني من رضوانك، ويباعدني من سَخَطك، فصبّرني له، واحملني عليه يا أرحم الراحمين. اللهمّ إنّي أسألك لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، ويقيناً صادقاً، وإيماناً خالصاً وجسداً متواضعاً، وارزقني منك حبّاً، وادخِل قلبي منك رعباً، اللهمّ فإن ترحمني فقد حسن ظنّي بك، وإن تعذّبني فبظلمي وجوري وجرمي وإسرافي على نفسي؛ فلا عذر لي إن اعتذرت، ولا مكافاة أحتسب بها.


اللهمّ إذا حضرت الآجال، ونفدت الأيّام؛ وكان لابدّ من لقائك؛ فأوجِبْ لي من الجنّة منزلاً يغبطني به الأوّلون والآخرون، لا حسرة بعدها، ولا رفيق بعد رفيقها، في أكرمها منزلاً. اللهمّ ألبِسْني خشوع الإيمان بالعزّ، قبل خشوع الذلّ في النار، اُثني عليك ربّ أحسن الثناء؛ لأنّ بلاءك عندي أحسن البلاء.


اللهمّ فأذقني من عونك وتأييدك وتوفيقك ورِفدك، وارزقني شوقاً إلى لقائك، ونصراً في نصرك حتى أجد حلاوة ذلك في قلبي، وأعزِم لي على أرشد اُموري؛ فقد ترى موقفي وموقف أصحابي، ولا يخفى عليك شي ء من أمري. اللهمّ إنّي أسألك النصر الذي نصرت به رسولك، وفرّقت به بين الحقّ والباطل، حتى أقمت به دينك، وأفلجت به حجّتك، يا من هو لي في كلّ مقام.


[ مهج الدعوات: 128 عن أبي جعفر محمّد بن النعمان الأحول، بحارالأنوار: 237:94 نقلاً عن كتاب الدعاء لسعد بن عبد اللَّه.]




توقّف الحرب


مكر الليل



2569- وقعة صفّين عن عمّار بن ربيعة: إنّ عليّاً قام خطيباً، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثمّ قال: أيّها الناس! قد بلغ بكم الأمر وبعدوّكم ما قد رأيتم، ولم يبقَ منهم إلّا آخر نفَس، وإنّ الاُمور إذا أقبلت اعتُبر آخرها بأوّلها، وقد صبر لكم القوم على غير دين حتى بلغنا منهم ما بلغنا، وأنا غادٍ عليهم بالغداة اُحاكمهم إلى اللَّه عزّ وجلّ.


فبلغ ذلك معاوية، فدعا عمرو بن العاص، فقال: يا عمرو! إنّما هي الليلة حتى يغدو عليّ علينا بالفيصل، فما ترى؟


قال: إنّ رجالك لا يقومون لرجاله، ولستَ مثله، هو يقاتلك على أمر، وأنت تقاتله على غيره. أنت تريد البقاء وهو يريد الفناء، وأهل العراق يخافون منك إن


ظفرت بهم، وأهل الشام لا يخافون عليّاً إن ظفر بهم.


ولكن ألقِ إليهم أمراً إن قبلوه اختلفوا، وإن ردّوه اختلفوا؛ ادعُهم إلى كتاب اللَّه حَكَماً فيما بينك وبينهم؛ فإنّك بالغ به حاجتك في القوم؛ فإنّي لم أزَل اُؤخّر هذا الأمر لوقت حاجتك إليه.


فعرف ذلك معاوية، فقال: صدقت.


[ وقعة صفّين: 476؛ الإمامة والسياسة: 143:1، الأخبار الطوال: 188 كلاهما نحوه.]




2570- وقعة صفّين عن صعصعة: قام الأشعث بن قيس الكندي ليلة الهرير في أصحابه من كندة فقال: الحمد للَّه، أحمده، وأستعينه، واُؤمن به، وأتوكّل عليه، وأستنصره، وأستغفره، وأستخيره، وأستهديه... قد رأيتم- يا معشر المسلمين- ما قد كان في يومكم هذا الماضي، وما قد فني فيه من العرب، فواللَّه لقد بلغتُ من السنّ ما شاء اللَّه أن أبلغ، فما رأيت مثل هذا اليوم قطّ.


ألا فليبلّغ الشاهد الغائب، إنّا إن نحن تواقفنا غداً إنّه لَفناءُ العرب، وضَيعةُ الحرمات، أما واللَّه ما أقول هذه المقالة جزعاً من الحتف، ولكنّي رجل مسنّ أخاف على النساء والذراري غداً إذا فنينا.


اللهمّ! إنّك تعلم أنّي قد نظرت لقومي ولأهل ديني فلم آلُ، وما توفيقي إلّا باللَّه، عليه توكّلت وإليه اُنيب، والرأي يخطئ ويصيب، وإذا قضى اللَّه أمراً أمضاه على ما أحبّ العباد أو كرهوا، أقول قولي هذا، وأستغفر اللَّه العظيم لي ولكم.


قال صعصعة: فانطلقت عيون معاوية إليه بخطبة الأشعث فقال: أصاب وربّ الكعبة! لئن نحن التقينا غداً لتميلنّ الروم على ذرارينا ونسائنا، ولتميلنّ أهل فارس على نساء أهل العراق وذراريهم، وإنّما يبصر هذا ذوو الأحلام والنهى.


اربطوا المصاحف على أطراف القنا.


قال صعصعة: فثار أهل الشام فنادوا في سواد الليل: يا أهل العراق! مَن لذرارينا إن قتلتمونا، ومن لذراريكم إن قتلناكم؟ اللَّهَ اللَّهَ في البقيّة.


[ وقعة صفّين: 480؛ شرح نهج البلاغة: 214:2.]




دعاء الإمام قبل رفع المصاحف



2571- مهج الدعوات عن سعد بن عبد اللَّه- قال: إنّ هذا الدعاء دعا به عليّ صلوات اللَّه عليه قبل رفع المصاحف الشريفة، ثمّ قال ما معناه: إنّ إبليس صرخ صرخة سمعها بعض العسكر يُشير على معاوية وأصحابه برفع المصاحف الجليلة للحيلة، فأجابه الخوارج لمعاوية إلى شبهاته، فرفعوها فاختلف أصحاب أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام:


اللهمّ إني أسألك العافية من جهد البلاء، ومن شماتة الأعداء.


اللهمّ اغفر لي ذنبي، وزكِّ عملي، واغسل خطاياي؛ فإنّي ضعيف إلّا ما قويّت، واقسم لي حلماً تسدّ به باب الجهل، وعلماً تُفرِّج به الجَهَلات، ويقيناً تُذِهب به الشكَّ عنّي، وفهماً تُخرجني به من الفتن المعضَلات، ونوراً أمشي به في الناس، وأهتدي به في الظلمات.


اللهمّ اصلح لي سمعي وبصري وشعري وبشري وقلبي صلاحاً باقياً تُصلِح بها ما بقي من جسدي، أسألك الراحة عند الموت، والعفو عند الحساب.


اللهمّ إنّي أسألك اأيّ عمل كان أحبّ إليك وأقرب لديك، أن تستعملني فيه


أبداً، ثمّ لَقِّني أشرف الأعمال عندك، وآتني فيه قوّة وصدقاً وجِدّاً وعزماً منك ونشاطاً، ثمّ اجعلني أعمل ابتغاء وجهك، ومعاشةً في ما آتيت صالحي عبادك، ثمّ اجعلني لا أشتري به ثمناً قليلاً، ولا أبتغي به بدلاً، ولا تغيّره في سرّاء ولا ضرّاء ولا كسلاً ولا نسياناً، ولا رياء، ولا سمعة، حتى تتوفّاني عليه، وارزقني أشرف القتل في سبيلك، أنصرك وأنصر رسولك، أشتري الحياة الباقية بالدنيا، وأغنني بمرضاة من عندك....


[ مهج الدعوات: 129، بحارالأنوار: 238:94.]




رفع المصاحف



2572- تاريخ الطبري عن أبي مخنف: لمّا رأى عمرو بن العاص أنّ أمر أهل العراق قد اشتدّ، وخاف في ذلك الهلاك، قال لمعاوية: هل لك في أمر أعرضه عليك لا يزيدنا إلّا اجتماعاً، ولا يزيدهم إلّا فرقة؟ قال: نعم.


قال: نرفع المصاحف ثمّ نقول: ما فيها حَكَم بيننا وبينكم، فإن أبى بعضهم أن يقبلها وجدت فيهم من يقول: بلى ينبغي أن نقبل، فتكون فرقة تقع بينهم، وإن قالوا: بلى نقبل ما فيها، رفعنا هذا القتال عنّا وهذه الحرب إلى أجَل أو إلى حين. فرفعوا المصاحف بالرماح وقالوا: هذا كتاب اللَّه عزّ وجلّ بيننا وبينكم، مَنْ لثغور أهل الشام بعد أهل الشام؟ ومن لثغور أهل العراق بعد أهل العراق!


فلمّا رأى الناس المصاحف قد رُفعت، قالوا: نُجيب إلى كتاب اللَّه عزّ وجلّ ونُنيب إليه.


[ تاريخ الطبري: 48:5، الكامل في التاريخ: 386:2، الإمامة والسياسة: 135:1، البداية والنهاية: 273:7 كلاهما نحوه.]




2573- تاريخ اليعقوبي: زحف أصحاب عليّ وظهروا على أصحاب معاوية ظهوراً شديداً، حتى لصقوا به، فدعا معاوية بفرسه لينجو عليه.


فقال له عمرو بن العاص: إلى أين؟


قال: قد نزل ما ترى، فما عندك؟


قال: لم يبقَ إلّا حيلة واحدة؛ أن تَرفع المصاحف، فتدعوهم إلى ما فيها، فتستكفّهم، وتكسر من حدّهم، وتفتّ في أعضادهم.


قال معاوية: فشأنك! فرفعوا المصاحف، ودعوهم إلى التحكّم بما فيها، وقالوا: ندعوكم إلى كتاب اللَّه.


فقال عليّ: إنّها مكيدة، وليسوا بأصحاب قرآن.


فاعترض الأشعث بن قيس الكندي- وقد كان معاوية استماله، وكتب إليه ودعاه إلى نفسه- فقال: قد دعا القوم إلى الحقّ!


فقال عليّ عليه السلام: إنّهم إنّما كادوكم، وأرادوا صرفكم عنهم.


فقال الأشعث: واللَّه، لئن لم تُجبهم انصرفت عنك.


ومالت اليمانيّة مع الأشعث، فقال الأشعث: واللَّه، لتجيبنّهم إلى ما دعوا إليه، أو لندفعنّك إليهم برمّتك.


[ تاريخ اليعقوبي: 188:2 وراجع أنساب الأشراف: 98:3 والعقد الفريد: 340:3 والفتوح: 180:3.]




2574- مروج الذهب- في ذكر ما جري يوم الهرير-: وكان الأشتر في هذا اليوم- وهو يوم الجمعة- على ميمنة عليّ، وقد أشرف على الفتح، ونادت مشيخة أهل


الشام: يا معشر العرب! اللَّهَ اللَّهَ في الحرمات والنساء والبنات.


وقال معاوية: هلمّ مخبّآتك يابن العاص ؛ فقد هلكنا، وتذكّر ولاية مصر، فقال عمرو: أيّها الناس! من كان معه مصحف فليرفعه على رمحه.


فكثر في الجيش رفع المصاحف، وارتفعت الضجّة، ونادَوا: كتاب اللَّه بيننا وبينكم؛ من لثغور الشام بعد أهل الشام؟ ومن لثغور أهل العراق بعد أهل العراق؟ ومن لجهاد الروم؟ ومن للترك؟ ومن للكفّار؟


ورُفع في عسكر معاوية نحو من خمسمائة مصحف.


وفي ذلك يقول النجاشي بن الحارث:




  • فاصبح أهل الشام قد رفعوا القنا
    ونادَوا عليّاً يا ابن عمّ محمّدٍ
    أما تتّقي أن يهلك الثقلانِ



  • عليها كتاب اللَّه خيرُ قُرانِ
    أما تتّقي أن يهلك الثقلانِ
    أما تتّقي أن يهلك الثقلانِ




فلمّا رأى كثير من أهل العراق ذلك قالوا: نُجيب إلى كتاب اللَّه ونُنيب إليه، وأحبّ القوم الموادعة، وقيل لعليّ: قد أعطاك معاوية الحقّ، ودعاك إلى كتاب اللَّه فاقبلْ منه، وكان أشدّهم في ذلك اليوم الأشعث بن قيس.


[ مروج الذهب: 400:2 وراجع الفتوح: 181:3.]




2575- وقعة صفّين عن تميم بن حذيم: لمّا أصبحنا من ليلة الهرير نظرنا، فإذا أشباه الرايات أمام صفّ أهل الشام وسط الفيلق من حيال موقف معاوية، فلمّا أسفرنا إذا هي المصاحف قد رُبطت على أطراف الرماح، وهي عظام مصاحف العسكر، وقد شدّوا ثلاثة أرماح جميعاً وقد ربطوا عليها مصحف المسجد الأعظم يمسكه عشرة رهط.


وقال أبوجعفر وأبوالطفيل: استقبَلوا عليّاً بمائة مصحف، ووضعوا في كلّ


/ 40