استشهاد هاشم بن عتبة - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 6

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




استشهاد هاشم بن عتبة



2501- وقعة صفّين عن حبيب بن أبي ثابت: لمّا كان قتال صفّين والراية مع هاشم بن عتبة- قال:- جعل عمّار بن ياسر يتناوله بالرمح ويقول: أقدم يا أعور!


لا خير في أعور لا يأتي الفزع


فجعل يستحيي من عمّار، وكان عالماً بالحرب، فيتقدّم فيركز الراية، فإذا تتامّت إليه الصفوف قال عمّار: أقدم يا أعور!


لا خير في أعور لا يأتي الفزع


فجعل عمرو بن العاص يقول: إنّي لأرى لصاحب الراية السوداء عملاً، لئن دام على هذا لتُفنَينّ العرب اليوم.


فاقتتلوا قتالاً شديداً، وجعل عمّار يقول: صبراً عباد اللَّه! الجنّة تحت ظلال البيض، وكان لواء الشام مع أبي الأعور السلمي.


ولم يزل عمّار بهاشم ينخسه حتى اشتدّ القتال، وزحف هاشم بالراية يرقل بها إرقالاً، وكان يسمّى: المرقال.


[ وقعة صفّين: 328، الدرجات الرفيعة: 378، بحارالأنوار: 380:26:33؛ شرح نهج البلاغة: 12:8 وليس فيه 'يرقل بهاء إرقالاً...'.]




2502- وقعة صفّين: إنّ عليّاً دعا في هذا اليوم هاشم بن عتبة ومعه لواؤه- وكان أعور- فقال له: يا هاشم، حتى متى تأكل الخبز، وتشرب الماء؟


فقال هاشم: لأجهدنّ على ألّا أرجع إليك أبداً.


قال عليّ: إنّ بإزائك ذا الكلاع، وعنده الموت الأحمر؟


فتقدّم هاشم، فلمّا أقبل قال معاوية: من هذا المقبل؟ فقيل: هاشم المرقال. فقال: أعور بني زهرة؟ قاتله اللَّه! وقال: إنّ حماة اللواء ربيعة، فأجيلوا القداح فمن خرج سهمه عبّيته لهم، فخرج سهم ذي الكلاع لبكر بن وائل، فقال: ترّحك اللَّه من سهم كرهت الضراب.


وإنّما كان جلّ أصحاب عليّ أهل اللواء من ربيعة؛ لأنّه أمر حماة منهم أن يحاموا عن اللواء.


فأقبل هاشم... وحمل صاحب لواء ذي الكلاع وهو رجل من عذرة... فاختلفا طعنتين، فطعنه هاشم فقتله، وكثرت القتلى، وحمل ذو الكلاع فاجتلد الناس، فقتلا جميعاً، وأخذ ابن هاشم اللواء.


[ وقعة صفّين: 346، الدرجات الرفيعة: 38 نحوه، بحارالأنوار: 380:34:33؛ شرح نهج البلاغة: 28:8.]




2503- مروج الذهب: صمد هاشم بن عتبة المرقال لذي الكلاع وهو في حمير، فحمل عليه صاحب لواء ذي الكلاع... فاختلفا طعنتين، فطعنه هاشم المرقال فقتله، وقتل بعده تسعة عشر رجلاً.


وحمل هاشم المرقال وحمل ذو الكلاع، ومع المرقال جماعة من أسلم قد آلوا ألّا يرجعوا أو يفتحوا أو يقتلوا.


فاجتلد الناس، فقُتل هاشم المرقال، وقُتل ذو الكلاع جميعاً، فتناول ابن المرقال اللواء حين قُتل أبوه في وسط المعركة.


[ مروج الذهب: 393:2.]




2504- مروج الذهب: إنّ هاشماً المرقال لمّا وقع إلى الأرض وهو يجود بنفسه


رفع رأسه، فإذا عبيد اللَّه بن عمر مطروحاً إلى قربه جريحاً، فحَبا حتى دنا منه، فلم يَزل يعضّ على ثدييه حتى ثبتت فيه أسنانه لعدم السلاح والقوّة.


[ مروج الذهب: 397:2؛ وقعة صفّين: 355، الدرجات الرفيعة: 381 كلاهما نحوه، بحارالأنوار: 380:37:33.]




2505- الأخبار الطوال: دفع |عليّ عليه السلام| رايته العظمى إلى هاشم بن عتبة، فقاتل بها نهاره كلّه، فلمّا كان العشي انكشف أصحابه انكشافة، وثبت هاشم في أهل الحفاظ منهم والنجدة، فحمل عليهم الحارث بن المنذر التنوخي فطعنه طعنة جائفة، فلم ينتهِ عن القتال.


ووافاه رسول عليّ يأمره أن يقدّم رايته، فقال للرسول: انظر إلى ما بي! فنظر إلى بطنه فرآه منشقّاً، فرجع إلى عليّ فأخبره، ولم يلبث هاشم أن سقط.


[ الأخبار الطوال: 183؛ وقعة صفّين: 355 نحوه.]




2506- مروج الذهب: وقف عليّ رضى الله عنه عند مصرع المرقال ومن صرع حوله من الأسلميّين وغيرهم، فدعا لهم، وترحّم عليهم، وقال من أبيات:




  • جزَى اللَّهُ خَيراً عُصبةً أسلميّة
    يَزيدُ وعبدُ اللَّهِ بشرُ بن معبدٍ
    وعروةُ لا ينفد ثَناهُ وذِكرهُ
    إذا اختُرطت يوماً خِفافُ الصوارمِ



  • صِباح الوجوهِ صُرّعوا حولَ هاشمِ
    وسُفيانُ وابنا هاشمٍ ذي المكارِمِ
    إذا اختُرطت يوماً خِفافُ الصوارمِ
    إذا اختُرطت يوماً خِفافُ الصوارمِ



[ مروج الذهب: 393:2، شرح نهج البلاغة: 35:8؛ وقعة صفّين: 356، الدرجات الرفيعة: 381 كلّها نحوه.]




استشهاد عمّار بن ياسر



كان عمّار بن ياسر صحابيّاً، حليف الحقّ، مؤازراً لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله. وكان مهذّب


النفس، طاهر النقيبة، محمود السريرة، سليم القلب، مفعماً بحبّ اللَّه تعالى.


إنّ عمّاراً وما تحمّله من مشاقّ وجهود في سبيل الدين وإرساء دعائم المجتمع الإسلامي الفتيّ صفحة مشرقة تتألّق في التأريخ الإسلامي؛ فكان ذا بصيرة ثاقبة، ورؤية نافذة، وخطوات وطيدة، فقد كان يرى الشرك على حقيقته من بين ركام المكر والخديعة والظواهر المموّهة بالإسلام والتوحيد. وكان يقف وقفة مهيبة أمام راية أهل الشام ويقول:


والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ثلاث مرّات، وهذه الرابعة. والذي نفسي بيده لو ضربونا حتى يبلغوا بنا شعفات هجر لعرفت أنّ مصلحينا على الحقّ، وأنّهم على الضلالة.


[ مسند ابن حنبل: 18906:480:6، مسند أبي يعلى: 1607:262:2، العقد الفريد: 336:3 وفيه 'سعفات' بدل 'شعفات'.]




وهكذا كان وجود عمّار في صفّين باعثاً على زهو البعض، ومولّداً الذعر في نفوس البعض الآخر، ومثيراً للتأمّل عند آخرين.


ولمّا علم الزبير بحضوره في معركة الجمل، طفق يتضعضع.


[ الأخبار الطوال: 147، تاريخ الطبري: 510:4.]


وأرابَ وجودُه في صفّين كثيراً من أصحاب معاوية، وذلك أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كان قد قال له: 'تقتلك الفئة الباغية'،


[ نقل سبعة وعشرون صحابيّاً هذا الحديث بألفاظ مختلفة، راجع: صحيح البخاري: 436:172:1 وج 2657:1035:3، صحيح مسلم: 70:2235:4 و ص 72:2236، سنن الترمذي: 3800:669:5، مسند ابن حنبل: 6943:654:2 و ج 17781:229:6، المستدرك على الصحيحين: 5657:435:3 و ص 5659:436 و ح 5660 و ص 5676:442، مسند البزّار: 1428:256:4، المعجم الكبير: 5146:221:5 وج 852:363:23 تا 857، مسند أبي يعلى: 7139:355:6، الطبقات الكبرى: 251:3 تا 253، تاريخ الإسلام للذهبي:571:3 و ص 577 تا 579، الاستيعاب:1883:231:3، الإصابة: 5720:474:4 وفيهما 'تواترت الآثار عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه قال: تقتل عمّاراً الفئة الباغية'، الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة: 104:76، البداية والنهاية: 267:7 تا 270.]


وقال: 'يلتقي أهل الشام وأهل العراق، وعمّار في أهل


الحقّ تقتله الفئة الباغية'،


[ وقعة صفّين: 335.]


وقال: 'ليس ينبغي لعمّار أن يفارق الحقّ، ولن تأكل النار منه شيئاً'،


[ وقعة صفّين: 335 عن عمرو بن العاص.]


وقال: 'إذا اختلف الناس كان ابن سميّة مع الحقّ.. . '.


[ المعجم الكبير: 10071:96:10، دلائل النبوّة للبيهقي: 422:6، البداية والنهاية: 271:7.]




وحاول الكثيرون أن يروا عمّاراً، ويسمعوا كلامه؛ كي يستزيدوا من التعرّف على حقّانيّة أميرالمؤمنين عليه السلام من خلال كلام هذا الشيخ الجليل الفتيّ القلب... الذي ينبع حديثه من أعماق قلبه، من أجل أن يتثبّتوا من مواضع أقدامهم.


ولمّا تجندل ذلك الشيخ المتفاني ذو القدّ الممشوق، وتضمّخ بدمه، وشرب كأس المنون... كبر ذلك على كلا الجيشين. ورأى مثيرو الفتنة ومسعّروا الحرب ما أخبر به رسول اللَّه صلى الله عليه و آله باُمّ أعينهم، وإذ شقّ عليهم وصمة 'الفئة الباغية' فلابدّ أن يحتالوا بتنميق فتنة اُخرى وخديعة ثانية؛ ليحولوا دون تضعضع جندهم، وهذا ما فعله معاوية.


[ تاريخ الطبري: 415، العقد الفريد: 337:3، الفتوح: 159:3، شرح نهج البلاغة: 835:334:20؛ وقعة صفّين: 343.]




فقد إمامنا العظيم صلوات اللَّه عليه أخلص أصحابه وأفضلهم، وقُطع عضده المقتدر، واغتمّت نفسه المقدّسة وضاق صدره، فقال: رحم اللَّه عمّاراً يوم أسلم،


ورحم اللَّه عمّاراً يوم قُتل، ورحم اللَّه عمّاراً يوم يُبعث حيّاً.


2507- تاريخ بغداد عن أبي أيّوب: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول لعمّار: يا عمّار، تقتلك الفئة الباغية، وأنت إذ ذاك مع الحقّ والحقّ معك، يا عمّار بن ياسر، إن رأيت عليّاً قد سلك وادياً وسلك الناس وادياً غيره فاسلُك مع عليّ؛ فإنّه لن يدليك في ردى، ولن يخرجك من هدى. يا عمّار، من تقلّد سيفاً أعان به عليّاً على عدوّه قلّده اللَّه يوم القيامة وشاحين


[ الوِشاح: حلي النساء كِرسانِ من لؤلؤ وجوهر منظومان مخالف بينهما، معطوف أحدهما على الآخر تتوشّح المرأة به "لسان العرب: 632:2".]


من درّ، ومن تقلّد سيفاً أعان به عدوّ عليّ قلّده اللَّه يوم القيامة وشاحين من نار'.


[ تاريخ بغداد: 7165:187:13، تاريخ دمشق: 472:42، البداية والنهاية: 307:7.]




2508- الفتوح- فيما قاله عمّار بن ياسر لعمرو بن العاص-: لقد أمرني رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أن اُقاتل الناكثين، فقد فعلت، وأمرني أن اُقاتل القاسطين، فأنتم هم، وأمّا المارقون فلا أدري اُدركهم أم لا.


أيّها الأبتر!ألست تعلم أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله قال: من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله! فأنا مولى للَّه ولرسوله، وعليّ مولاي من بعده، وأنت فلا مولى لك.


[ الفتوح: 77:3، شرح نهج البلاغة: 21:8؛ وقعة صفّين: 338، بحارالأنوار: 380:30:33.]




2509- تاريخ الطبري عن أبي عبد الرحمن السلمي: رأيت عمّاراً لا يأخذ وادياً من أودية صفّين إلّا تبعه من كان هناك من أصحاب محمّد صلى الله عليه و آله، ورأيته جاء إلى المرقال هاشم بن عتبة- وهو صاحب راية عليّ- فقال: يا هاشم، أعَوراً وجُبناً! لا خير في أعور لا يغشى البأس، فإذا رجلٌ بين الصفّين قال: هذا واللَّه ليخلفنّ


إمامه، وليخذلنّ جنده، وليصبرنّ جهده، اركب يا هاشم، فركب ومضى هاشم يقول:




  • أعورُ يَبغي أهلَه محلّا
    قد عالجَ الحياةَ حتى مَلّا



  • قد عالجَ الحياةَ حتى مَلّا
    قد عالجَ الحياةَ حتى مَلّا





وعمّار يقول: تقدّم يا هاشم؛ الجنّة تحت ظلال السيوف، والموت في أطراف الأسل، وقد فتحت أبواب السماء، وتزيّنت الحور العين



محمّداً وحِزبَه


فلم يرجعا وقُتلا.


[ تاريخ الطبري: 40:5، البداية والنهاية: 270:7 وراجع شرح الأخبار: 360:408:1.]




2510- تاريخ الطبري عن حبّة بن جوين العرني: انطلقت أنا وأبومسعود إلى حذيفة- بالمدائن-


[ المَدَائِن: أصل تسميتها هي: المدائن السبعة، وكانت مقرّ ملوك الفرس. وهي تقع على نهر دجلة من شرقيّها تحت بغداد على مرحلة منها. وفيها إيوان كسرى. فُتحت هذه المدينة في "14 ه. ق" على يد المسلمين "راجع تقويم البلدان: 302".]


فدخلنا عليه، فقال: مرحباً بكما، ما خلّفتما من قبائل العرب أحداً أحبّ إليَّ منكما. فأسندته إلى أبي مسعود، فقلنا: يا أباعبد اللَّه، حدّثنا؛ فإنّا نخاف الفتن.


فقال: عليكما بالفئة التي فيها ابن سميّة؛ إنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: تقتله الفئة الباغية، الناكبة عن الطريق، وإنّ آخر رزقه ضياح من لبن.


قال حبّة: فشهدتُه يوم صفّين وهو يقول: ائتوني بآخر رزق لي من الدنيا. فاُتي بضياح من لبن في قدح أروح له حلقة حمراء، فما أخطأ حذيفة مقياس


شعرة، فقال:



محمّداً وحزبه


واللَّه، لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنّا على الحقّ وأنّهم على الباطل، وجعل يقول: الموت تحت الأسل، والجنّة تحت البارقة.


[ تاريخ الطبري: 38:5، الكامل في التاريخ: 381:2؛ كشف الغمّة: 259:1 كلاهما نحوه وراجع المناقب للخوارزمي: 240:233.]




اضطراب جيش معاوية بعد استشهاد عمّار



2511- شرح نهج البلاغة: قال معاوية لمّا قُتل عمّار- واضطرب أهل الشام لرواية عمرو بن العاص كانت لهم: 'تقتله الفئة الباغية'-: إنّما قتله من أخرجه إلى الحرب وعرّضه للقتل!


فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: فرسول اللَّه صلى الله عليه و آله إذَن قاتل حمزة!!


[ شرح نهج البلاغة: 835:334:20، العقد الفريد: 337:3 وفيه 'فلمّا بلغ عليّاً عليه السلام قال: ونحن قتلنا أيضاً حمزة لأنّا أخرجناه'، الفتوح: 159:3 كلاهما نحوه وفيه 'فقال عبد اللَّه بن عمرو: وكذلك حمزة بن عبد المطّلب يوم اُحد إنّما قتله النبيّ صلى الله عليه و آله ولم يقتله وحشي؟!' بدل 'فقال أميرالمؤمنين عليه السلام...'.]




2512- الكامل في التاريخ عن أبي عبد الرحمن السلمي: قال عبد اللَّه لأبيه |عمرو بن العاص|: يا أبه، قتلتم هذا الرجل في يومكم هذا، وقد قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ما قال!


قال: وما قال؟


قال:ألم يكن المسلمون والناس ينقلون في بناء مسجد النبيّ صلى الله عليه و آله لبنة لبنة،


وعمّار لبنتين لبنتين، فغُشي عليه، فأتاه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فجعل يمسح التراب عن وجهه ويقول: ويحك يابن سميّة! الناس ينقلون لبنة لبنة، وأنت تنقل لبنتين لبنتين رغبة في الأجر! وأنت مع ذلك تقتلك الفئة الباغية.


فقال عمرو لمعاوية: أما تسمع ما يقول عبد اللَّه!


قال: وما يقول؟ فأخبره.


فقال معاوية: أنحن قتلناه؟ إنّما قتله من جاء به.


فخرج الناس من فساطيطهم وأخبيتهم يقولون: إنّما قتل عمّاراً من جاء به. فلا أدري من كان أعجب أهو أم هم.


[ الكامل في التاريخ: 382:2، تاريخ الطبري: 41:5، البداية والنهاية: 270:7 كلاهما نحوه وزاد فيهما 'فقال معاوية: إنّك شيخ أخرق، ولا تزال تحدّث بالحديث وأنت تدحض في بولك؟' قبل 'أنحن قتلناه؟'، وقد وردت قضيّة عمّار وبناء المسجد في صحيح البخاري: 436:172:1 ومسند ابن حنبل: 11011:11:4 والمستدرك على الصحيحين: 2653:162:2.]




2513- الكامل في التاريخ: قد كان ذو الكلاع سمع عمرو بن العاص يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لعمّار بن ياسر: 'تقتلك الفئة الباغية، وآخر شربة تشربها ضياح من لبن'، فكان ذو الكلاع يقول لعمرو:ما هذا ويحك يا عمرو؟


فيقول عمرو: إنّه سيرجع إلينا.


فقُتل ذو الكلاع قبل عمّار مع معاوية، واُصيب عمّار بعده مع عليّ. فقال عمرو لمعاوية: ما أدري بقتل أيّهما أنا أشدّ فرحاً؛ بقتل عمّار، أو بقتل ذي الكلاع! واللَّه لو بقي ذو الكلاع بعد قتل عمّار لمال بعامّة أهل الشام إلى عليّ.


[ الكامل في التاريخ: 381:2البداية والنهاية: 268:7 عن الأحنف بن قيس؛ وقعة صفّين: 341 عن عمر بن سعد وراجع المناقب للخوارزمي: 240:233.]




استشهاد خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين



2514- الطبقات الكبرى عن عمارة بن خزيمة بن ثابت: شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسلّ سيفاً، وشهد صفّين وقال: أنا لا أصلُ أبداً حتى يقتل عمّار، فأنظر من يقتله؛ فإنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول: تقتله الفئة الباغية. فلمّا قُتل عمّار بن ياسر قال خزيمة: قد بانت لي الضلالة، واقترب فقاتل حتى قُتل.


[ الطبقات الكبرى: 259:3، اُسد الغابة: 3804:127:4، العقد الفريد: 336:3، المناقب للخوارزمي: 229:191؛ رجال الكشّي: 101:268:1 كلّها نحوه.]




قتال الأشتر ودوره الأساسي في الحرب



تؤدّي الحوادث العصيبة ومشقّات الحياة وصروف الدهر دوراً مهمّاً في صقل الناس، وتبلور رفعتهم وعزّتهم.


إنّ هذا النوع من الحوادث كما يُجلّي عظمة الروح الإنسانيّة بنحو بيّن، فإنّه يترك أثره العميق في إيجاد الأرضيّة التي تتبلور فيها شخصيّة الإنسان في بعض الأحيان، وبها تتجلّى بواطن الناس؛ فإنّه في صروف الدهر وحدثانه تُعرف حقيقة الإنسان، وقول الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام: 'في تقلّب الأحوال تعرف جواهر الرجال' خير آية على هذه الحقيقة العميقة.


وهكذا كانت معركة صفّين مرآةً تجلّت فيها شخصيّة مالك المتألّقة في تاريخ التشيّع؛ فقد كان الوجه البارز، والبطل الشجاع الباسل في هذه الحرب.


1- كان دور مالك واضحاً في تحفيز الكوفيّين الذين كانوا يسمعون كلامه،


/ 40