دخول الكوفة و بدء فتنة اُخرى - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 6

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


دخول الكوفة و بدء فتنة اُخرى


2610- تاريخ الطبري عن عمارة بن ربيعة- في صفة أصحاب الإمام عليه السلام-: خرجوا مع عليّ إلى صفّين وهم متوادّون أحبّاء، فرجعوا متباغضين أعداء، ما برحوا من عسكرهم بصفّين حتى فشا فيهم التحكيم، ولقد أقبلوا يتدافعون الطريق كلّه ويتشاتمون ويضطربون بالسياط. يقول الخوارج: يا أعداء اللَّه! أدهنتم في أمر اللَّه عزّ وجلّ وحكّمتم! وقال الآخرون: فارقتم إمامنا، وفرّقتم جماعتنا.

فلمّا دخل عليّ الكوفة لم يدخلوا معه حتى أتَوا حروراء،

[ حَرَوْراء: قرية بظاهر الكوفة، وقيل: موضع على ميلين منها، نزل به الخوارج "معجم البلدان: 245:2".]

فنزل بها منهم اثنا عشر ألفاً، ونادى مناديهم: إنّ أميرالقتال شَبَث بن رِبعي التميمي، وأمير الصلاة عبد اللَّه بن الكوّاء اليشكري، والأمر شورى بعد الفتح، والبيعة للَّه عزّ وجلّ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... ولمّا قدم عليّ الكوفة وفارقته الخوارج وثبت إليه الشيعة فقالوا: في أعناقنا بيعة ثانية؛ نحن أولياء من واليت، وأعداء من عاديت. فقالت الخوارج استبقتم أنتم وأهل الشام إلى الكفر كفرَسَي رهان؛ بايع أهل الشام معاوية على ما أحبّوا وكرهوا، وبايعتم أنتم عليّاً على أنّكم أولياء من والى وأعداء من عادى! فقال لهم زياد بن النضر: واللَّه ما بسط على يده فبايعناه قطّ إلّا على كتاب اللَّه عزّوجلّ وسنّة نبيّه صلى الله عليه و آله ولكنّكم لمّا خالفتموه جاءته شيعته فقالوا: نحن أولياء من واليت، وأعداء من عاديت، ونحن كذلك وهو على الحقّ والهدى، ومن خالفه ضالّ مُضِلّ.

[ تاريخ الطبري: 63:5 و64، الكامل في التاريخ: 393:2 وفيه من 'فلمّا دخل... '، أنساب الأشراف: 114:3 وفيه إلى 'المنكر'.]


خيمة التحكيم


تثمين الحكمين


2611- الطرائف عن أبي رافع: لمّا أحضرني أميرالمؤمنين عليه السلام وقد وجّه أباموسى الأشعري فقال له: احكم بكتاب اللَّه ولا تجاوزه، فلمّا أدبر قال: كأنّي به وقد خُدِع. قلت: يا أميرالمؤمنين ! فلِمَ توجّهه وأنت تعلم أنّه مخدوع؟ فقال: يا بنيّ، لو عمل اللَّه في خلقه بعلمه ما احتجّ عليهم بالرسل.

[ الطرائف: 511، المناقب لابن شهر آشوب: 261:2، بحارالأنوار: 310:41.]


2612- وقعة صفّين: بعث |معاوية| إلى رجال من قريش من الذين كرهوا أن يُعينوه في حربه: إنّ الحرب قد وضعت أوزارها، والتقى هذان الرجلان بدومة الجندل،

[ دُوْمَة الجَنْدل: مدينة على سبع مراحل من دمشق بينها وبين مدينة الرسول صلى الله عليه و آله قرب تبوك، ويطلق عليها اليوم 'الجوف'. وقد جرت فيها قضية التحكيم "راجع معجم البلدان: 487:2".]

فاقدموا عليَّ. فأتاه عبد اللَّه بن الزبير، وعبد اللَّه بن عمر، وأبوالجهم

ابن حذيفة، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث الزهري، وعبد اللَّه بن صفوان الجمحي، ورجال من قريش. وأتاه المغيرة بن شعبة؛ وكان مقيماً بالطائف لم يشهد صفّين.

فقال: يا مغيرة ما ترى؟ قال: يا معاوية لو وسعني أن أنصرك لنصرتك، ولكن عليَّ أن آتيك بأمر الرجلين، فركب حتى أتى دومة الجندل، فدخل على أبي موسى كأنّه زائر له فقال: يا أباموسى، ما تقول فيمن اعتزل هذا الأمر وكره الدماء؟ قال: اُولئك خيار الناس، خفّت ظهورهم من دمائهم، وخمصت بطونهم من أموالهم، ثمّ أتى عمراً فقال: يا أباعبد اللَّه، ما تقول فيمن اعتزل هذا الأمر، وكره هذه الدماء؟ قال: اُولئك شرار الناس؛ لم يعرفوا حقّاً، ولم يُنكروا باطلاً، فرجع المغيرة إلى معاوية فقال له: قد ذُقْتُ

[ ذُقْتُ ما عنده: أي خَبَرْته "لسان العرب: 111:10".]

الرجلين؛ أمّا عبد اللَّه بن قيس فخالعٌ صاحبَه وجاعلها لرجل لم يشهد هذا الأمر، وهواه في عبد اللَّه بن عمر، وأمّا عمرو فهو صاحب الذي تعرف، وقد ظنّ الناس أنّه يرومها لنفسه، وأنّه لا يرى اأنّك أحقّ بهذا الأمر منه.

[ وقعة صفّين: 539؛ شرح نهج البلاغة: 251:2.]


وصيّة ابن عبّاس لأبي موسى


2613- مروج الذهب: وفي سنة ثمان وثلاثين كان التقاء الحكمين بدومة الجندل وقيل بغيرها، على ما قدّمنا من وصف التنازع في ذلك، وبعث عليٌّ بعبد اللَّه بن العبّاس، وشريح بن هاني الهمداني في أربعمائة رجل فيهم أبوموسى

الأشعري، وبعث معاوية بعمرو بن العاص ومعه شرحبيل بن السمط في أربعمائة، فلمّا تدانى القوم من الموضع الذي كان فيه الاجتماع قال ابن عبّاس لأبي موسى:

إنّ عليّاً لم يرضَ بك حكماً لفضل عندك، والمتقدّمون عليك كثير، وإنّ الناس أبَوا غيرك، وإنّي لأظنّ ذلك لشرّ يُراد بهم، وقد ضُمّ داهية العرب معك.

إن نسيت فلا تنسَ أنّ عليّاً بايعه الذين بايعوا أبابكر وعمر وعثمان، وليس فيه خصلة تباعده من الخلافة، وليس في معاوية خصلة تقرّبه من الخلافة.

[ مروج الذهب: 406:2.]


2614- شرح نهج البلاغة: لمّا أجمع أهل العراق على طلب أبي موسى، وأحضروه للتحكيم على كره من عليّ عليه السلام، أتاه عبد اللَّه بن العبّاس، وعنده وجوه الناس وأشرافهم، فقال له:

يا أباموسى! إنّ الناس لم يرضوا بك، ولم يجتمعوا عليك لفضل لا تشارَك فيه، وما أكثر أشباهك من المهاجرين والأنصار والمتقدّمين قبلك، ولكنّ أهل العراق أبَوا إلّا أن يكون الحَكَم يمانيّاً، ورأوا أنّ معظم أهل الشام يمانٍ، وايمُ اللَّه إنّي لأظنّ ذلك شرّاً لك ولنا؛ فإنّه قد ضُمّ إليك داهية العرب، وليس في معاوية خلّة يستحقّ بها الخلافة، فإن تقذف بحقّك على باطله تدرك حاجتك منه، وإن يطمع باطله في حقّك يدرك حاجته منك.

واعلم يا أباموسى أنّ معاوية طليق الإسلام، وإنّ أباه رأس الأحزاب، وأنّه يدّعي الخلافة من غير مشورة ولا بيعة؛ فإن زعم لك أنّ عمر وعثمان استعملاه فلقد صدق؛ استعمله عمر؛ وهو الوالي عليه بمنزلة الطبيب يحميه ما يشتهي، ويُوْجِره ما يكره، ثمّ استعمله عثمان برأي عمر، وما أكثر من استعملا ممّن لم

يدّعِ الخلافة.

واعلم أنّ لعمرو مع كلّ شي ء يسرّك خبيئاً يسوؤك ومهما نسيت فلا تنسَ أنّ عليّاً بايعه القوم الذين بايعوا أبابكر وعمر وعثمان، وإنّها بيعة هدى وأنّه لم يقاتل إلّا العاصين والناكثين.

[ شرح نهج البلاغة: 246:2، ينابيع المودّة: 22:2؛ بحارالأنوار: 553:298:33.]


وصيّة شريح بن هاني لأبي موسى


2615- وقعة صفّين عن الجرجاني: لمّا أراد أبوموسى المسير قام شريح، فأخذ بيد أبي موسى فقال:

يا أباموسى! إنّك قد نُصبت لأمر عظيم لا يُجبر صدعُه، ولا يستقال فتقُه، ومهما تقُل شيئاً لك أو عليك يثبت حقّه ويُرَ صحّته وإن كان باطلاً.

وإنّه لا بقاء لأهل العراق إن ملكها معاوية، ولا بأس على أهل الشام إن ملكها عليّ.

وقد كانت منك تثبيطةٌ أيّام قدمت الكوفة؛ فإن تشفعها بمثلها يكن الظنّ بك يقيناً، والرجاء منك يأساً، وقال شريح في ذلك:

أباموسى رُميتَ بشرّ خصمٍ

فلا تُضعِ العراق فدتك نفسي!

وأعطِ الحقَّ شامَهمُ وخذْهُ

فإنّ اليوم في مَهَل كأمسِ

وإنّ غداً يجى ء بما عليه

يدور الأمر من سعد ونحسِ

ولا يخدِعْك عمرٌو إنّ عمراً

عدوّ اللَّه مطلع كلّ شمسِ

له خدعٌ يحار العقل فيها

مموّهة مزخرفة بلَبسِ

فلا تجعل معاوية بن حربٍ

كشيخٍ في الحوادث غير نكسِ

هداه اللَّه للإسلام فرداً

سوى بنت النبيّ، وأيُّ عِرسِ

فقال أبوموسى: ما ينبغي لقوم اتّهموني أن يُرسلوني لأدفع عنهم باطلاً أو أجرّ إليهم حقّاً...و سار مع عمرو بن العاص شرحبيلُ بن السمط الكندي في خيل عظيمة، حتى إذا أمن عليه خيل أهل العراق ودّعه، ثمّ قال: يا عمرو! إنّك رجل قريش، وإنّ معاوية لم يبعثك إلّا ثقة بك، وإنّك لن تؤتى من عجز ولا مكيدة، وقد عرفتَ أن وطّأتُ هذا الأمر لك ولصاحبك، فكُن عند ظنّنا بك.

ثمّ انصرف، وانصرف شريح بن هانئ حين أمن أهل الشام على أبي موسى، وودّعه هو ووجوه الناس.

[ وقعة صفّين: 534 تا 536؛ الفتوح: 207:4 نحوه وراجع الإمامة والسياسة: 153:1 تا 155.]


وصيّة الأحنف بن قيس لأبي موسى


2616- وقعة صفّين عن الجرجاني: كان آخر من ودّع أباموسى الأحنف بن قيس، أخذ بيده ثمّ قال له: يا أباموسى! اعرفْ خطب هذا الأمر، واعلمْ أنّ له ما بعده، وأنّك إن أضعت العراق فلا عراق. فاتّقِ اللَّه؛ فإنّها تجمع لك دنياك وآخرتك، وإذا لقيت عمراً غداً فلا تبدأه بالسلام؛ فإنّها وإن كانت سنّة إلّا أنّه ليس من أهلها، ولا تعطِه يدك؛ فإنّها أمانة، وإيّاك أن يُقعدك على صدر الفراش؛ فإنّها خدعة، ولا تَلْقَه وحده، واحذر أن يكلّمك في بيت فيه مُخْدَع تُخَبّأ فيه الرجال والشهود.

ثمّ أراد أن يبور

[ يبور: أي يختبر ويمتحن "النهاية: 161:1".]

ما في نفسه لعليّ فقال له: فإن لم يستقم لك عمرو على

الرضى بعليّ فخيّره أن يختار أهلُ العراق من قريش الشام مَن شاؤوا؛ فإنّهم يولّونا الخيار؛ فنختار من نريد، وإن أبَوا فليختر أهلُ الشام من قريش العراق مَن شاؤوا، فإن فعلوا كان الأمر فينا.

قال أبوموسى: قد سمعت ما قلت. ولم يتحاشَ لقول الأحنف.

قال: فرجع الأحنف فأتى عليّاً فقال: يا أميرالمؤمنين! أخرجَ واللَّه أبوموسى زبدة سقائه في أوّل مخضه، لا أرانا إلّا بعثنا رجلاً لا يُنكِر خلعك.

فقال عليّ: يا أحنف! إنّ اللَّه غالب على أمره. قال: فمن ذلك نجزع يا أميرالمؤمنين.

وفشا أمر الأحنف وأبي موسى في الناس.

[ وقعة صفّين: 536؛ الفتوح: 208:4، الإمامة والسياسة: 154:1 وفيه إلى 'الأمر فينا' وكلاهما نحوه.]


وصيّة معاوية لعمرو بن العاص


2617- البيان والتبيين: قال معاوية لعمرو بن العاص: يا عمرو! إنّ أهل العراق قد أكرهوا عليّاً على أبي موسى، وأنا وأهل الشام راضون بك.

وقد ضُمّ إليك رجل طويل اللسان، قصير الرأي؛ فأجد الحزّ، وطبّق المفصل، ولا تلقه برأيك كلّه.

[ البيان والتبيين: 172:1،مروج الذهب: 406:2، الإمامة والسياسة: 154:1 نحوه وراجع العقد الفريد: 340:3.]


نصيحة الإمام لعمرو بن العاص


2618- وقعة صفّين عن شقيق بن سلمة: كتب عليّ إلى عمرو بن العاص يعظه ويرشده: أمّا بعد؛ فإنّ الدنيا مَشْغَلة عن غيرها، ولم يُصِب صاحبها منها شيئاً إلّا فتحت له حرصاً يزيده فيها رغبة، ولن يستغني صاحبها بما نال عمّا لم يبلغه، ومن وراء ذلك فراق ما جمع. والسعيد من وُعِظ بغيره؛ فلا تُحبِط- أباعبد اللَّه- أجرَك، ولا تُجارِ معاوية في باطله.

فأجابه عمرو بن العاص: أمّا بعدُ؛ فإنّ ما فيه صلاحنا واُلفتنا الإنابة إلى الحقّ، وقد جعلنا القرآن حَكَماً بيننا، فأجِبْنا إليه. وصَبَرَ الرجلُ منّا نفسَه على ما حكم عليه القرآن، وعذَره الناس بعد المحاجزة. والسلام.

فكتب إليه عليّ: أمّا بعدُ فإنّ الذي أعجبك من الدنيا ممّا نازعتك إليه نفسك ووثقت به منها لمنقلب عنك، ومفارق لك؛ فلا تطمئنّ إلى الدنيا؛ فإنّها غرّارة. ولو اعتبرت بما مضى لحفظت ما بقي، وانتفعت بما وُعِظت به. والسلام.

فأجابه عمرو: أمّا بعدُ؛ فقد أنصف من جعل القرآن إماماً، ودعا الناس إلى أحكامه. فاصبر أباحسنٍ، وأنا غير مُنيلك إلّا ما أنالك القرآن.

[ وقعة صفّين: 498؛ شرح نهج البلاغة: 227:2.]


مفاوضات الحَكَمين


2619- شرح نهج البلاغة عن أبي جناب الكلبي: إنّ عمراً وأباموسى لمّا التقيا

بدومة الجندل أخذ عمرو يقدِّم أباموسى في الكلام، ويقول: إنّك صحبت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قبلي، وأنت أكبر منّي سّناً، فتكلّم أنت، ثمّ أتكلّم أنا، فجعل ذلك سُنّة وعادة بينهما، وإنّما كان مكراً وخديعةً واغتراراً له أن يقدِّمه؛ فيبدأبخلع عليّ، ثمّ يرى رأيه.

وقال ابن ديزيل في كتاب 'صفّين':

أعطاه عمرو صدر المجلس، وكان لا يتكلّم قبله، وأعطاه التقدّم في الصلاة، وفي الطعام لا يأكل حتى يأكل، وإذا خاطبه فإنّما يخاطبه بأجلّ الأسماء ويقول له: يا صاحب رسول اللَّه، حتى اطمأنّ اليه وظنّ أنّه لا يغشّه.

[ شرح نهج البلاغة: 254:2، ينابيع المودّة: 24:2؛ وقعة صفّين: 544 نحوه، بحارالأنوار: 300:33.]


2620- تاريخ الطبري عن الزهري- في بيان ما جرى بين الحكمين-: قال عمرو: يا أباموسى، أأنت على أن نُسمّي رجلاً يلي أمر هذه الاُمّة؟ فسمِّه لي؛ فإن أقدر على أن اُتابعك فلك عليَّ أن اُتابعك، وإلّا فلي عليك أن تُتابعني!

قال أبوموسى: اُسمّي لك عبد اللَّه بن عمر. وكان ابن عمر فيمن اعتزل.

قال عمرو: إنّي اُسمّي لك معاوية بن أبي سفيان، فلم يبرحا مجلسهما حتى استبّا.

[ تاريخ الطبري: 58:5 وراجع وقعة صفّين: 540.]


2621- تاريخ الطبري عن أبي جناب الكلبي- في ذكر خبر اجتماع الحكمين-: قال أبوموسى: أما واللَّه، لئن استطعت لاُحيينّ اسم عمر بن الخطّاب.

فقال له عمرو: إن كنت تحبّ بيعة ابن عمر، فما يمنعك من ابني وأنت تعرف

فضله وصلاحه!

فقال: إنّ ابنك رجل صدق، ولكنّك قد غمسته في هذه الفتنة.

[ تاريخ الطبري: 68:5، الكامل في التاريخ: 396:2، الأخبار الطوال: 199 نحوه؛ وقعة صفّين: 541.]


2622- مروج الذهب: دعا عمرو بصحيفة وكاتب، وكان الكاتب غلاماً لعمرو، فتقدّم إليه ليبدأ به أولاً دون أبي موسى؛ لما أراد من المكر به، ثمّ قال له بحضرة الجماعة:

اكتب؛ فإنّك شاهد علينا، ولا تكتب شيئاً يأمرك به أحدنا حتى تستأمر الآخر فيه، فإذا أمرك فاكتب، وإذا نهاك فانتهِ حتى يجتمع رأينا، اكتب: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذا ما تقاضى عليه فلان وفلان، فكتب وبدأ بعمرو، فقال له عمرو: لا اُمّ لك! أتقدّمني قبله كأنّك جاهل بحقّه؟! فبدأ باسم عبد اللَّه بن قيس، وكتب: تقاضَيا على أنّهما يشهدان أن لا إلهَ إلّا اللَّه، وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون.

ثمّ قال عمرو: ونشهد أنّ أبابكر خليفة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عمل بكتاب اللَّه وسنّة رسول اللَّه حتى قبضه اللَّه إليه، وقد أدَّى الحقّ الذي عليه، قال أبوموسى: اكتب، ثمّ قال في عمر مثل ذلك، فقال أبوموسى: اكتب.

ثمّ قال عمرو: واكتب: وأنّ عثمان وليّ هذا الأمر بعد عمر على إجماع من المسلمين وشورى من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ورضىً منهم، وأنّه كان مؤمناً، فقال أبوموسى الأشعري: ليس هذا ممّا قعدنا له، قال عمرو: واللَّه لابدّ من أن يكون مؤمناً أو كافراً، فقال أبوموسى: كان مؤمناً، قال عمرو: فَمُره يكتب قال

/ 40