طمأنينة الإمام في ساحة القتال - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 6

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الشامي وهو لم يعرفه، فبدره عليّ بضربة على حبل عاتقه فرمى بشقّه، ثمّ نزل إليه فاحتزّ رأسه، وقلب وجهه إلى السماء، ولم يكشف عورته. ثمّ نادى: هل من مبارز؟

فخرج إليه آخر، فقتله عليّ رضى الله عنه، وفعل به كما فعل بالأوّل. فلم يزَل كذلك حتى قتل منهم سبعة أم ثمانية وهو يفعل بهم كما يفعل بالأوّل، ولا يكشف عوراتهم.

فأحجم الناس عنه وتحامته الأبطال من أصحاب معاوية، وردها عن معاوية عبد له يقال له: حرب، فكان فارساً لا يُصطلى بناره. فقال له معاوية: ويحك يا حرب، اخرج إلى هذا الفارس فاكفني أمره، فإنّه قد قتل من أصحابي من قد علمت!

قال: فقال حرب: جعلت فداك إنّي واللَّه أرى مقام فارس بطل لو برز إليه أهل عسكرك لأفناهم عن آخرهم، فإن شئت برزت إليه وأنا أعلم أنّه قاتلي، وإن شئت فأبقني لغيره.

فقال معاوية: لا واللَّه، ما أحبّ أن تقتل، فقف مكانك حتى يخرج إليه غيرك.

قال: وجعل يناديهم ولا يخرج إليه واحد منهم، فرفع المغفر عن رأسه ثمّ قال: أنا أبوالحسن ثمّ رجع إلى عسكره.

فقال حرب لمعاوية: جعلت فداك ألم أقُل لك إنّي أعرف مقام الفارس البطل.

[ الفتوح: 111:3؛ كشف الغمّة: 246:1 نحوه وفيه 'المخراق' بدل 'المخارق'، بحارالأنوار: 475:596:32.]


راجع: أشدّ الأيّام/وقعة الخميس.

القسم العاشر/الخصائص الحربيّة.

طمأنينة الإمام في ساحة القتال


2528- وقعة صفّين عن أبي إسحاق: خرج عليّ يوم صفّين وفي يده عنزة، فمرّ على سعيد بن قيس الهمداني، فقال له سعيد: أما تخشى يا أميرالمؤمنين أن يغتالك أحد وأنت قرب عدوّك؟ فقال له عليّ: إنّه ليس من أحد إلّا عليه من اللَّه حَفَظة يحفظونه من أن يتردّى في قليب،

[ القَلِيب: البئر التي لم تطو "النهاية: 98:4".]

أو يخرّ عليه حائط، أو تصيبه آفة، فإذا جاء القدر خلّوا بينه وبينه.

[ وقعة صفّين: 250، بحارالأنوار: 408:470:32؛ شرح نهج البلاغة: 199:5.]


2529- الكافي عن سعيد بن قيس الهمداني: نظرت يوماً في الحرب إلى رجل عليه ثوبان فحرّكت فرسي فإذا هو أميرالمؤمنين عليه السلام، فقلت: يا أميرالمؤمنين، في مثل هذا الموضع؟!

فقال: نعم، يا سعيد بن قيس، إنّه ليس من عبد إلّا وله من اللَّه حافظ وواقية، معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل، أو يقع في بئر، فإذا نزل القضاء خلّيا بينه وبين كلّ شي ء.

[ الكافي: 8:59:2، المناقب لابن شهر آشوب: 297:3 وفيه 'قيس بن سعيد' بدل 'سعيد بن قيس' في كلا الموضعين، بحارالأنوار: 31:105:5 وراجع التوحيد: 5:368 ونهج البلاغة: الحكمة 201.]


2530- الإمام عليّ عليه السلام- وهو يطوف بين الصفّين بصفّين في غلالة

[ الغلالة: شعار يلبس تحت الثوب "لسان العرب: 502:11".]

لمّا قال له الحسن ابنه: ما هذا زيّ الحرب-: يا بنيَّ إنّ أباك لا يُبالي وقع على الموت، أو

وقع الموت عليه.

[ مجمع البيان: 320:1، المناقب لابن شهر آشوب: 119:2 وراجع وقعة صفّين: 250 وتاريخ الطبري: 19:5 والكامل في التاريخ: 374:2 والبداية والنهاية: 265:7.]


2531- العقد الفريد: كان عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه يخرج كلّ يوم بصفّين حتى يقف بين الصفّين ويقول:

أيّ يَومَيّ مِن الموتِ أفِرّ

وم لا يُقدرُ أو يومٌ قُدِر

يَوم لا يُقدرُ لا أرهَبُهُ

ومِن المَقدورِ لا يُنجِي الحَذَر

[ العقد الفريد: 100:1 وراجع شرح نهج البلاغة: 132:5 ووقعة صفّين: 395 والمناقب لابن شهر آشوب: 298:3.]


راجع:وقعة الجمل/القتال/السكينة العلوية في الحرب.

فضيحة عمرو بن العاص


2532- الإمامة والسياسة: ذكروا أنّ عمراً قال لمعاوية:أتجبن عن عليّ، وتتّهمني في نصيحتي إليك؟! واللَّه لاُبارزنّ عليّاً ولو متّ ألف موتة في أوّل لقائه. فبارزه عمرو، فطعنه عليّ فصرعه، فاتّقاه بعورته، فانصرف عنه عليّ، وولّى بوجهه دونه.

وكان عليّ رضى الله عنه لم ينظر قطّ إلى عورة أحد؛ حياءً وتكرّماً، وتنزّهاً عمّا لا يحلّ ولا يجمل بمثله.

[ الإمامة والسياسة: 127:1.]


2533- البداية والنهاية: ذكروا أنّ عليّاً حمل على عمرو بن العاص يوماً فضربه

بالرمح، فألقاه إلى الأرض، فبدت سَوءته، فرجع عنه. فقال له أصحابه: ما لك يا أميرالمؤمنين رجعت عنه؟

فقال:أتدرون ما هو؟

قالوا: لا!

قال: هذا عمرو بن العاص تلقّاني بسَوءته، فذكّرني بالرحم، فرجعت عنه. فلمّا رجع عمرو إلى معاوية قال له: احمد اللَّه واحمد إستك.

[ البداية والنهاية: 264:7، الأخبار الطوال: 177، المناقب للخوارزمي: 240:236، الفصول المهمّة: 89، كلّها نحوه وراجع مروج الذهب: 397:2.]


2534- وقعة صفّين: حمل عمرو بن العاص معلّماً وهو يقول:

شدّوا عَلَيَّ شكَّتي لا تَنكشِف

بَعدَ طُليح والزبير فأتلف

يَومٌ لهَمدان ويَومٌ للصدف

وفي تَميم نَخوةٌ لا تَنحرف

أضرِبُها بالسيف حتى تَنصرِف

إذا مَشيتُ مشيةَ العودِ الصَّلف

ومثلها لحِمير، أو تنحرف

والربعيّون لهم يومٌ عَصف

فاعترضه عليّ وهو يقول:

قد عَلِمت ذاتُ القرونِ المِيل

والخُصر والأنامل الطفولِ

أنّي بنَصلِ السيفٍ خنشَليل

أحمي وأرمي أوّلَ الرعيلِ

بِصارمٍ ليسَ بذي فلولِ

ثمّ طعنه فصرعه، واتّقاه عمرو برجله، فبدت عورته، فصرف عليّ وجهه عنه وارتثّ، فقال القوم: أفلت الرجل يا أميرالمؤمنين.

قال: وهل تدرون من هو؟

قالوا: لا.

قال: فإنّه عمرو بن العاص تلقّاني بعورته فصرفت وجهي عنه.

ورجع عمرو إلى معاوية فقال له: ما صنعت يا عمرو؟

قال: لقيني عليّ فصرعني.

قال: احمد اللَّه وعورتك، أما واللَّه أن لو عرفته ما أقحمت عليه.

[ وقعة صفّين: 406 و 407، شرح نهج البلاغة: 60:8 عن ابن عبّاس وليس فيه الشعر.]


2535- عيون الأخبار عن المدائني: رأى عمرو بن العاص معاوية يوماً يضحك، فقال له: ممّ تضحك يا أميرالمؤمنين، أضحك اللَّه سنّك؟ قال: أضحك من حضور ذهنك عند إبدائك سَوءتك يوم ابن أبي طالب! أما واللَّه لقد وافقته منّاناً كريماً، ولو شاء أن يقتلك لقتلك.

قال عمرو: يا أميرالمؤمنين، أما واللَّه إنّي لعن يمينك حين دعاك إلى البراز فاحوَلَّت عيناك، وربا سحرك، وبدا منك ما أكره ذكره لك، فمن نفسك فاضحك أو دَع!!.

[ عيون الأخبار لابن قتيبة: 169:1، العقد الفريد: 334:3 عن أبي الحسن وفيه 'ولولا ذلك لخرم رفغيك بالرمح' بدل 'ولو شاء أن يقتلك لقتلك'، شرح نهج البلاغة: 107:6، المحاسن والمساوئ: 53 عن الشعبي نحوه وراجع الأمالي للطوسي: 217:134.]


كتاب معاوية إلى الإمام يهدّده بالقتال


2536- كنز الفوائد: نسخة كتاب معاوية بن أبي سفيان إلى أميرالمؤمنين عليّ بن

أبي طالب عليه السلام: أمّا بعد، فإنّ الهوى يُضلّ من اتّبعه، والحرص يُتعب الطالب المحروم، وأحمد العاقبتين ما هدى إلى سبيل الرشاد. ومن العجب العجيب ذامّ ومادح، وزاهد وراغب، ومتوكّل وحريص، كلاماً ضربته لك مثلاً لتدبّر حكمته بجميع الفهم، ومباينة الهوى، ومناصحة النفس.

فلعمري يابن أبي طالب، لولا الرحم التي عطفتني عليك، والسابقة التي سلفت لك، لقد كان اختطفتك بعض عقبان أهل الشام، فصعد بك في الهواء ثمّ قذفك على دكادك شوامخ الأبصار، فاُلفيتَ كسحيق الفِهر

[ الفِهر: الحجر قدر ما يدقّ به الجوز ونحوه "لسان العرب: 66:5".]

على صن

[ كذا في المصدر، وفي بحارالأنوار نقلاً عن المصدر: 'مسنّ'.]

الصلابة لايجد الذرّ

[ الذرّ: صغار النمل "لسان العرب: 304:4".]

فيك مرتعاً.

ولقد عزمت عزمة من لايعطفه رقّة الإنذار، إن لم تباين ما قربتَ به أملك وطال له طلبُك، لاُوردنّك

[ في المصدر: 'ولاُوردنّك'، والتصحيح من بحارالأنوار نقلاً عن المصدر.]

مورداً تستمرّ الندامة إن فُسح لك في الحياة، بل أظنّك قبل ذلك من الهالكين، وبئس الرأي رأي يورد أهله إلى المهالك، ويُمنّيهم العطب إلى حين لات مناص. وقد قذف بالحقّ على الباطل، وظهر أمر اللَّه وهم كارهون، وللَّه الحجّة البالغة والمنّة الظاهرة. والسلام.

[ كنز الفوائد: 42:2، بحارالأنوار: 415:127:33.]


جواب الإمام لكتاب معاوية


2537- كنز الفوائد: من عبد اللَّه أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب إلى معاوية بن

أبي سفيان.

أمّا بعد، فقد أتانا كتابك بتنويق المقال، وضرب الأمثال، وانتحال الأعمال، تصف الحكمةَ ولستَ من أهلها، وتذكر التقوى وأنتَ على ضدّها، قد اتّبعتَ هواكَ فحادَ بك عن الحجّة،

[ في بحارالأنوار: 'المحجّة'، ولعلّه أنسب.]

وألحج

[ اللَّحْج: المَيل، وألحَجَهم إليه: أمالهم "لسان العرب: 356:2".]

بك عن سواء السبيل.

فأنت تسحب أذيال لذّات الفتن، وتحيط

[ كذا في المصدر وفي بحارالأنوار: 'تخبط'.]

في زهرة الدنيا، كأنّك لستَ توقن بأوبة البعث، ولا برجعة المنقلب، قد عقدتَ التاج، ولبستَ الخزّ، وافترشتَ الديباج، سُنّة هرقليّة، وملكاً فارسيّاً، ثمّ لم يقنعك ذلك حتى يبلغني أنّك تعقد الأمر من بعدك لغيرك، فيملك

[ في المصدر: 'فيهلك' والتصحيح من بحارالأنوار نقلاً عن المصدر.]

دونك فتحاسب دونه. ولعمري لئن فعلتَ ذلك فما ورثتَ الضلالة عن كلالة، وإنّك لابن من كان يبغي على أهل الدين، ويحسد المسلمين.

وذكرتَ رحماً عطفتكَ عَلَيّ، فاُقسم باللَّه الأعزّ الأجلّ أن لو نازعك هذا الأمر في حياتك من أنتَ تمهد له بعد وفاتك لقطعتَ حبلَه، وأبنتَ أسبابه.

وأمّا تهديدك لي بالمشارب الوبيئة

[ في المصدر: 'العربيّة' والتصحيح من بحارالأنوار نقلاً عن المصدر.]

والموارد المهلكة، فأنا عبد اللَّه عليّ بن أبي طالب، أبرز إليّ صفحتك، كلّا وربّ البيت ما أنت بأبي عذر عند القتال، ولا عند مناطحة الأبطال، وكأنّي بك لو شهدتَ الحرب وقد قامت على ساق،

وكشرت عن منظر كريه، والأرواح تُختطف اختطاف البازي زُغْب

[ الزغب: الفِراخ "لسان العرب: 450:1".]

القطا، لصِرتَ كالمُولَهة الحيرانة تصربها

[ صَرَب بوله: إذا حقنه "الصحاح: 162:1". والمراد أنّه يصير ملازماً للعبرة ومحبوساً بها بسبب الصدمة التي يواجهها من مشاهدة الحرب.]

العبرة بالصدمة، لاتعرف أعلا الوادي عن أسفله. فدَع عنك ما لستَ أهله؛ فإنّ وقع الحسام غير تشقيق الكلام، فكم عسكر قد شهدته، وقَرن نازلته، |ورأيت| اصطكاك قريش بين يدي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، إذ أنت وأبوك و|من| هو |أعلا منكما لي|

[ ما بين المعاقيف سقط من المصدر، وأثبتناه من بحارالأنوار نقلاً عن المصدر.]

تبع، وأنت اليوم تهدّدني!

فاُقسم باللَّه أن لو تُبدي الأيّام عن صفحتك لنشب فيك مخلب ليث هصور،

[ أسدٌ هَصور: يكسر ويميل "لسان العرب: 264:5".]

لايفوته فريسة بالمراوغة، كيف وأنّي لك بذلك وأنت قعيدة بنت البكر المخدرة؛ يُفزعها صوت الرعد، وأنا عليّ بن أبي طالب الذي لا اُهدّد بالقتال، ولا اُخوّف بالنزال، فإن شئت يا معاوية فابرز. والسلام.

فلما وصل هذا الجواب إلى معاوية بن أبي سفيان جمع جماعة من أصحابه وفيهم عمرو بن العاص فقرأه عليهم. فقال له عمرو: قد أنصفك الرجل، كم رجل أحسن في اللَّه قد قتل بينكما، ابرز إليه.

فقال له: أباعبد اللَّه أخطأت استك الحفرة، أنا أبرز إليه مع علمي أنّه ما برز إليه أحد قط إلّا وقتله! لا واللَّه، ولكنّي ساُبرزك إليه.

[ كنز الفوائد: 43:2، بحارالأنوار: 415:128:33.]


التاكيد على الدعوة إلى البراز


2538- شرح نهج البلاغة عن المدائني: كتب إليه|معاوية| عليٌ عليه السلام: أمّا بعد، فإنّ مساوئك مع علم اللَّه تعالى فيك حالت بينك وبين أن يصلح لك أمرك، وأن يرعوي قلبك، يابن الصخر اللعين! زعمت أن يَزِن الجبالَ حلمُك، ويفصلَ بين أهل الشكّ علمُك، وأنت الجلف المنافق، الأغلف القلب، القليل العقل، الجبان الرذل، فان كنتَ صادقاً فيما تسطر ويعينك عليه أخو بني سهم، فدَع الناس جانباً وتيسّر لما دعوتني إليه من الحرب والصبر على الضرب، واعفُ الفريقين من القتال؛ ليُعلم أيّنا المرين على قلبه، المغطّى على بصره، فأنا أبوالحسن قاتل جدّك وأخيك وخالك، وما أنت منهم ببعيد. والسلام.

[ شرح نهج البلاغة: 135:16؛ بحارالأنوار: 401:87:33 وراجع شرح نهج البلاغة: 82:15.]


2539- الإمام عليّ عليه السلام- من كتاب له عليه السلام إلى معاوية-: وكيف أنت صانع إذا تكشّفت عنك جلابيبَ ما أنت فيه من دنيا قد تبهجتَ بزينتها، وخُدعتَ، بلذّتها، دعتكَ فأجبتَها، وقادتكَ فاتّبعتَها، وأمرتكَ فأطعتَها. وإنّه يوشك أن يقِفك واقف على ما لا يُنجيك منه مجن، فاقعس عن هذا الأمر، وخذ اُهبة الحساب، وشمّر لما قد نزل بك، ولا تُمكن الغواة من سمعك، وإلّا تفعل اُعلمك ما أغفلتَ من نفسك؛ فإنّك مترف قد أخذ الشيطان منك مأخذه، وبلغ فيك أمله، وجرى منك مجرى الروح والدم.

ومتى كنتم- يا معاوية- ساسة الرعيّة، وولاة أمر الاُمة، بغير قدم سابق، ولا شرف باسق؟! ونعوذ باللَّه من لزوم سوابق الشقاء، واُحذّرك أن تكون متمادياً في

غرّة الاُمنية، مختلف العلانية والسريرة.

وقد دعوتَ إلى الحرب، فدَع الناسَ جانباً، واخرج إليّ واعفُ الفريقين من القتال؛ ليُعلم أيّنا المرين على قلبه، والمغطّى على بصره، فأنا أبوحسن قاتل جدّك وأخيك وخالك شدخاً

[ الشدخ: كسرك الشي ء الأجوف كالرأس ونحوه "لسان العرب: 28:3".]

يوم بدر، وذلك السيف معي، وبذلك القلب ألقى عدوّي، ما استبدلت ديناً، ولا استحدثت نبيّاً. وإنّي لعلى المنهاج الذي تركتموه طائعين، ودخلتُم فيه مكرَهين.

وزعمتَ أنّك جئتَ ثائراً بدم عثمان، ولقد علمتَ حيث وقع دم عثمان فاطلبه من هناك إن كنت طالباً، فكأنّي قد رأيتُك تضجّ من الحرب إذا عضّتك ضجيج الجمال بالأثقال، وكأنّي بجماعتك تدعوني-؛ جزعاً من الضرب المتتابع، والقضاء الواقع، ومصارع بعد مصارع- إلى كتاب اللَّه، وهي كافرة جاحدة، أو مبايعة حائدة.

[ نهج البلاغة: الكتاب 10، بحارالأنوار: 406:101:33.]


2540- وقعة صفّين عن الشعبي: أرسل عليّ إلى معاوية: أن ابرز لي واعفُ الفريقين من القتال، فأيّنا قتل صاحبه كان الأمر له.

قال عمرو: لقد أنصفك الرجل.

فقال معاوية: إنّي لأكره أن اُبارز الأهوج الشجاع، لعلّك طمعت فيها يا عمرو. فلمّا لم يجُب قال عليّ: وا نفساه، أيُطاع معاوية واُعصى؟! ما قاتلت اُمّة قطّ أهل بيت نبيّها وهي مقرّة بنبيّها إلّا هذه الاُمّة.

[ وقعة صفّين: 387 وراجع تاريخ الطبري: 42:5 والكامل في التاريخ: 383:2ومروج الذهب: 396:2 والأخبار الطوال: 176 والمناقب للخوارزمي: 240:237 والبداية والنهاية: 272:7.]


/ 40