قتال الإمام بنفسه - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 6

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


وفي إرسالهم إلى المعركة.

2- كان له دور أساسي في تنظيم الجيش.

3- كان مالك على مقدّمة الجيش، وكانت هيمنته العظيمة ومواجهته البطوليّة لمقدّمة جيش معاوية- التي كان عليها أبوالأعور السلمي- قد أرغمتا هؤلاء على الفرار من الميدان.

4- كان أهل الرقّة

[ الرَّقّة: مدينة مشهورة على الفرات بينها وبين حرّان ثلاثة أيّام "معجم البلدان: 59:3".]

من أنصار عثمان، فدمّروا الجسور المنصوبة على نهر الفرات لخلق العقبات أمام الجيش العلوي الذي كان قوامه مائة ألف مقاتل. فعزم الإمام عليه السلام على الرجوع والبحث عن معبر آخر؛ لأنّه لم يُرد أن يستخدم القوّة العسكريّة ويقسر الناس على القيام بعمل شاقّ، وهنا عرّف مالك نفسه لأهل الرقّة وهدّدهم، فاضطرّوا إلى نصب جسر للعبور، وعبر الجيش بالفعل.

5- حال جيش معاوية دون وصول جيش الإمام عليه السلام إلى الماء، فاستبسل ومعه الأشعث بن قيس حتى تمكّن الجيش من الحصول على الماء.

6- تولّى مالك قيادة الخيّالة عند نشوب الحرب.

7- كان له الدور الأكبر في صولات ذي الحجّة. وحين بدأت الحرب في شهر صفر ودامت ثمانية أيّام، كان مالك في يومين منها قائداً عامّاً لها على الإطلاق.

8- كان مقاتلاً لا نظير له في المواجهات الفرديّة، ولم ينكص قطّ عند مواجهة أحد.

9- في الأيّام الأخيرة من المعركة، كان حلّالاً للمشاكل العويصة فيها، وكان

يحضر بأمر مولاه حيثما ظهرت مشكلة فيبادر إلى حلّها.

10- تألّق مالك تألّقاً عظيماً في وقعة الخميس وليلة الهرير.

11- قاد مع أصحابه جولة مرعبة مهيبة من جولات صفّين، فتقدّم حتى وصل خيمة معاوية فجرَ يومِ جمعةٍ، ولم يكن بينه وبين الانتصار الأخير وإخماد نار الفتنة الاُمويّة إلّا خطوة واحدة، فتآمر الأشعث والخوارج وأجبروا الإمام عليه السلام على إرجاعه، فابتعد عن خيمة معاوية بقلب ملؤه الأسى؛ كي لا يصل إلى مولاه أذى. فيا عجباً لكلّ هذا الإيثار مع ذلك التحجّر، واسوداد ضمائر المناوئين للإمام عليه السلام، وقبح سرائرهم!!

إنّ أعظم ما تميّز به مالك هو معرفته العميقة للإمام عليه السلام وتواضعه أمام مولاه، ذلك التواضع النابع من وعيه الفذّ، ومعرفته العظيمة.

2515- الفتوح: خرج رجل من أهل العراق على فرس له كميت- لا يرى منه إلّا حماليق الحدق، وفي يده رمح له- فجعل يضرب بالرمح على رؤوس أصحاب عليٍّ ويقول: سوّوا صفوفكم! والناس لا يعرفونه.

حتى إذا اعتدلت الصفوف والرايات، استقبلهم بوجهه وولّى ظهره إلى أهل الشام، ثمّ حمد اللَّه وأثنى عليه، ثمّ قال: احمدوا اللَّه عباد اللَّه، واشكروه؛ إذ جعل فيكم ابن عمّ نبيّه محمّد صلى الله عليه و آله، ووصيّه، وأحبّ الخلق إليه، أقدمهم هجرة، وأوّلهم إيماناً، سيف من سيوف اللَّه صبَّه على أعدائه. فانظروا إذا حمي الوطيس، وثار القتام، وتكسّرت الرماح، وتثلّمت الصفاح، وجالت الخيل بالأبطال، ولا أسمع منكم إلّا غمغمة أو همهمة.

قال: ثمّ حمل على أهل الشام، فقاتل حتى كُسر رمحه، ثمّ رجع فإذا هو

الأشتر.

[ الفتوح: 157:3.]


2516- تاريخ الطبري عن الحرّ بن الصيّاح النخعي: إنّ الأشتر يومئذٍ كان يقاتل على فرس له في يده صفيحة يمانية؛ إذا طأطأها خِلتَ فيها ماءً منصبّاً، وإذا رفعها كاد يعشي البصر شعاعها، وجعل يضرب بسيفه ويقول: الغمرات ثمّ ينجلينا.

[ تاريخ الطبري: 22:5؛ وقعة صفّين: 254.]


2517- تاريخ الطبري عن عبد اللَّه بن عاصم الفائشي: حدّثني رجل من قومي أنّ الأشتر خرج يوماً يقاتل بصفّين في رجال من القرّاء، ورجال من فرسان العرب، فاشتدّ قتالهم، فخرج علينا رجل- واللَّه لقلّما رأيت رجلاً قطّ هو أطول ولا أعظم منه- فدعا إلى المبارزة، فلم يخرج إليه أحد إلّا الأشتر، فاختلفا ضربتين، فضربه الأشتر، فقتله. وايم اللَّه، لقد كنّا أشفقنا عليه، وسألناه أن لا يخرج إليه، فلمّا قتله الأشتر نادى منادٍ من أصحابه:

يا سهم سهمَ ابنَ أبي العَيزارِ

يا خيرَ مَن نَعلَمُه مِن زارِ

- و'زارة' حيّ من الأزد- وقال: اُقسم باللَّه، لأقتلنّ قاتلك أو ليقتلني، فخرج فحمل على الأشتر، وعطف عليه الأشتر فضربه، فإذا هو بين يدي فرسه، وحمل عليه أصحابه فاستنقذوه جريحاً.

فقال أبورفيقة الفهمي: هذا كان ناراً، فصادف إعصاراً.

[ تاريخ الطبري: 575:4؛ وقعة صفّين: 196 وفيه 'أبورقيقة السهمي' بدل 'أبورفيقة الفهمي'.]


2518- تاريخ الطبري عن الحرّ بن الصيّاح النخعي- في الأشتر-: رآه منقذُ

وحميرُ ابنا قيس الناعطيّان، فقال منقذ لحمير: ما في العرب مثل هذا إن كان ما أرى من قتاله على نيّته.

فقال له حمير: وهل النيّة إلّا ما تراه يصنع!

قال: إنّي أخاف أن يكون يحاول ملكاً.

[ تاريخ الطبري: 22:5؛ وقعة صفّين: 255.]


2519- وقعة صفّين عن عمر بن سعد عن رجاله: إنّ معاوية دعا مروان بن الحكم فقال: يا مروان، إنّ الأشتر قد غمّني وأقلقني، فاخرج بهذه الخيل في كلاع ويحصب، فالقَه فقاتل بها.

فقال له مروان: ادعُ لها عمراً فإنّه شعارك دون دثارك.

... ودعا معاوية عمراً، وأمره بالخروج إلى الأشتر... فخرج عمرو في تلك الخيل فلقيه الأشتر أمام الخيل... فعرف عمرو أنّه الأشتر، وفشل حَيْلُه وجبن، واستحيا أن يرجع... فلمّا غشيه الأشتر بالرمح زاغ عنه عمرو، فطعنه الأشتر في وجهه فلم يصنع الرمح شيئاً، وثقل عمرو فأمسك عنان فرسه، وجعل يده على وجهه، ورجع راكضاً إلى العسكر.

[ وقعة صفّين: 439؛ شرح نهج البلاغة: 79:8 و80 وراجع الإمامة والسياسة: 132:1.]


راجع: القسم السادس عشر/مالك الأشتر.

القسم السابع/استشهاد مالك الأشتر.

قتال الإمام بنفسه


2520- وقعة صفّين عن جابر بن عمير الأنصاري- في بيان شجاعة عليّ عليه السلام في

حرب صفّين-: لا واللَّه الذي بعث محمّداً صلى الله عليه و آله بالحقّ نبيّاً، ما سمعنا برئيس قومٍ منذ خلق اللَّه السماوات والأرض أصاب بيده في يوم واحد ما أصاب؛ إنّه قتل فيما ذكر العادّون زيادةً على خمسمائة من أعلام العرب، يخرج بسيفه منحنياً فيقول: معذرةً إلى اللَّه عزّ وجلّ وإليكم من هذا، لقد هممت أن أصقله ولكن حجزني عنه أنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول كثيراً: 'لا سيف إلّا ذو الفقار، ولا فتى إلّا عليّ' وأنا اُقاتل به دونه.

قال: فكنّا نأخذه فنقوّمه، ثمّ يتناوله من أيدينا فيتقحّم به في عرض الصفّ، فلا واللَّه ما ليث بأشدّ نكاية في عدوّه منه، رحمة اللَّه عليه رحمة واسعة.

[ وقعة صفّين: 477؛ شرح نهج البلاغة: 211:2 وراجع البداية والنهاية: 264:7.]


2521- ذخائر العقبى عن ابن عبّاس- وقد سأله رجل: أكان عليّ رضى الله عنه يباشر القتال بنفسه يوم صفّين؟-: واللَّه ما رأيت رجلاً أطرح لنفسه في متلف من عليّ، ولقد رأيته يخرج حاسرَ الرأس، بيده السيف إلى الرجل الدارع فيقتله.

[ ذخائر العقبى: 176، حياة الحيوان الكبرى: 53:1.]


2522- تاريخ الطبري عن أبي عبد الرحمن السلمي: كنّا مع عليّ بصفّين، فكنّا قد وكّلنا بفرسه رجلين يحفظانه ويمنعانه من أن يحمل، فكان إذا حانت منهما غفلة يحمل، فلا يرجع حتى يخضب سيفه.

وإنّه حمل ذات يوم فلم يرجع حتى انثنى سيفه، فألقاه إليهم، وقال: لولا أنّه انثنى ما رجعت.

[ تاريخ الطبري: 40:5، الكامل في التاريخ: 383:2، الإصابة: 8934:405:6 وفيه إلى 'يخضب سيفه'، البداية والنهاية: 270:7؛ شرح الأخبار: 379:3:2.]


2523- تاريخ الطبري عن أبي روق الهمداني- في شدّة حرب صفّين-:...

انتهت الهزيمة إلى عليّ، فانصرف يتمشّى نحو الميسرة، فانكشفت عنه مضر من الميسرة، وثبتت ربيعة.

قال أبومخنف: حدّثني مالك بن أعين الجهني، عن زيد بن وهب الجهني قال: مرّ عليّ معه بنوه نحو الميسرة ومعه ربيعة وحدها، وإنّي لأرى النبل يمرّ بين عاتقه ومنكبه، وما من بنيه أحد إلّا يقيه بنفسه، فيكره عليّ ذلك، فيتقدّم عليه فيحول بين أهل الشام وبينه، فيأخذه بيده إذا فعل ذلك فيلقيه بين يديه أو من ورائه.

فبصر به أحمر- مولى أبي سفيان، أو عثمان، أو بعض بني اُميّة- فقال عليّ وربّ الكعبة! قتلني اللَّه إن لم أقتلك أو تقتلني، فأقبل نحوه، فخرج إليه كيسان مولى عليّ، فاختلفا ضربتين، فقتله مولى بني اُميّة، وينتهزه عليّ، فيقع بيده في جيب درعه، فيجبذه،

[ جَبَذ يَجبذ: لغة في جَذَبَ "لسان العرب: 478:3".]

ثمّ حمله على عاتقه، فكأنّي أنظر إلى رجيلتيه، تختلفان على عنق عليّ، ثمّ ضرب به الأرض فكسر منكبه وعضديه، وشدّ ابنا عليّ عليه حسين ومحمّد، فضرباه بأسيافهما حتى برد، فكأنّي أنظر إلى عليّ قائماً، وإلى شبليه يضربان الرجل....

ثمّ إنّ أهل الشام دنوا منه، وواللَّه ما يزيده قربهم منه سرعة في مشيه، فقال له الحسن: ما ضرّك لو سعيت حتى تنتهي إلى هؤلاء الذين قد صبروا لعدوّك من أصحابك؟

فقال: يا بنيّ، إنّ لأبيك يوماً لن يعدوه، ولا يبطّئ به عنه

[ في المصدر: 'عند'، والتصحيح من وقعة صفّين.]

السعي، ولا يعجّل

به إليه المشي، إنّ أباك واللَّه ما يبالي أوَقع على الموت، أو وقع الموت عليه!

[ تاريخ الطبري: 18:5، الكامل في التاريخ: 373:2، شرح نهج البلاغة: 198:5 كلاهما نحوه؛ وقعة صفّين: 248 وراجع البداية والنهاية: 265:7 وكشف الغمّة: 251:1.]


2524- الأخبار الطوال: كان فارس معاوية الذي يبتهي

[ ابتهأت بالشي ء: أنستَ به وأحببتَ قربه "تاج العروس: 232:19".]

به حريث مولاه، وكان يلبس بزّة معاوية، ويستلئم سلاحه، ويركب فرسه، ويحمل متشبّهاً بمعاوية، فإذا حمل قال الناس: هذا معاوية. وقد كان معاوية نهاه عن عليّ، وقال: اجتنبه، وضع رمحك حيث شئت.

فخلا به عمرو، وقال: ما يمنعك من مبارزة عليّ، وأنت له كف ء؟

قال: نهاني مولاي عنه.

قال: وإنّي واللَّه لأرجو إن بارزته أن تقتله، فتذهب بشرف ذلك.

فلم يَزل يزيّن له ذلك حتى وقع في قلب حريث. فلمّا أصبحوا خرج حريث حتى قام بين الصفّين، وقال: يا أباالحسن، ابرز إليَّ! أنا حريث. فخرج إليه عليّ عليه السلام، فضربه، فقتله.

[ الأخبار الطوال: 176، تاريخ دمشق: 335:12، الفتوح: 29:3، الفصول المهمّة: 91، المناقب للخوارزمي: 240:223؛ وقعة صفّين: 272 كلّها نحوه.]


2525- وقعة صفّين عن صعصعة بن صوحان: إنّ عليّ بن أبي طالب صافّ أهل الشام، حتى برز رجل من حمير من آل ذي يزن، اسمه: كريب بن الصباح، ليس في أهل الشام يومئذٍ رجل أشهر شدّة بالبأس منه، ثمّ نادى: من يبارز؟ فبرز إليه المرتفع بن الوضاح الزبيدي، فقتل المرتفع.

ثمّ نادى: من يبارز؟ فبرز إليه الحارث بن الجلاح، فقتل.

ثمّ نادى: من يبارز؟ فبرز إليه عائذ بن مسروق الهمداني، فقتل عائذاً.

ثمّ رمى بأجسادهم بعضها فوق بعض، ثمّ قام عليها بغياً واعتداءً. ثمّ نادى: هل بقي من مبارز؟

فبرز إليه عليّ ثمّ ناداه: ويحك يا كريب! إنّي اُحذّرك اللَّه وبأسه ونقمته، وأدعوك إلى سنّة اللَّه وسنّة رسوله، ويحك! لا يدخلنّك ابن آكلة الأكباد النار.

فكان جوابه أن قال: ما أكثر ما قد سمعنا هذه المقالة منك، فلا حاجة لنا فيها. أقدم إذا شئت، من يشتري سيفي وهذا أثره؟

فقال عليّ عليه السلام: لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه، ثمّ مشى إليه فلم يمهله أن ضربه ضربة خرّ منها قتيلاً يتشحّط في دمه.

ثمّ نادى: من يبارز؟ فبرز إليه الحارث بن وداعة الحميري، فقتل الحارث.

ثمّ نادى: من يبارز؟ فبرز إليه المطاع بن المطّلب القيني، فقتل مطاعاً.

ثمّ نادى: من يبرز؟ فلم يبرز إليه أحد.

ثمّ إنّ عليّاً نادى: يا معشر المسلمين! 'الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ'،

[ البقرة: 194.]

ويحك يا معاوية هلمّ إليَّ فبارزني، ولا يُقتلنّ الناس فيما بيننا!

فقال عمرو: اغتنمه منتهزاً، قد قتل ثلاثة من أبطال العرب، وإنّي أطمع أن يظفرك اللَّه به.

فقال معاوية: ويحك يا عمرو! واللَّه، إن تريد إلّا أن اُقتل فتصيب الخلافة بعدي، اذهب إليك، فليس مثلي يُخدع.

[ وقعة صفّين: 315؛ الفتوح: 112:3، الفصول المهمّة: 88، البداية والنهاية: 264:7 كلّها نحوه وراجع جواهر المطالب: 265:1.]


2526- وقعة صفّين عن صعصعة بن صوحان والحارث بن أدهم: برز يومئذٍ عروة بن داود الدمشقي فقال: إن كان معاوية كره مبارزتك يا أباالحسن فهلمّ إليَّ. فتقدّم إليه عليّ، فقال له أصحابه: ذر هذا الكلب فإنّه ليس لك بخطر. فقال: واللَّه، ما معاوية اليوم بأغيظ لي منه، دعوني وإيّاه، ثمّ حمل عليه فضربه فقطعه قطعتين، سقطت إحداهما يمنة، والاُخرى يسرة، فارتجّ العسكران لهول الضربة.

ثمّ قال: اذهب يا عروة فأخبر قومك، أما والذي بعث محمّداً بالحقّ لقد عاينت النار وأصبحت من النادمين.

وقال ابن عمّ لعروة: وا سوء صباحاه، قبّح اللَّه البقاء بعد أبي داود....

وحمل ابن عمّ أبي داود على عليّ فطعنه فضرب الرمح فبراه، ثمّ قنّعه ضربة فألحقه بأبي داود، ومعاوية واقف على التلّ يبصر ويشاهد، فقال: تبّاً لهذه الرجال وقبحاً؛ أما فيهم من يقتل هذا مبارزة أو غيلة، أو في اختلاط الفيلق وثوران النقع! فقال الوليد بن عقبة: ابرز إليه أنت فإنّك أولى الناس بمبارزته.

فقال: واللَّه، لقد دعاني إلى البراز حتى استحييت من قريش، وإنّي واللَّه لا أبرز إليه، ما جُعل العسكر بين يدي الرئيس إلّا وقاية له.

فقال عتبة بن أبي سفيان: الهوا عن هذا؛ كأنّكم لم تسمعوا نداءه، فقد علمتم أنّه قتل حريثاً، وفضح عمراً، ولا أرى أحداً يتحكّك

[ التحكّك: التحرّش والتعرّض "لسان العرب: 414:10".]

به إلّا قتله.

فقال معاوية لبسر بن أرطاة: أتقوم لمبارزته؟

فقال: ما أحد أحقّ بها منك، وإذ أبيتموه فأنا له... فاستقبله بسر قريباً من التلّ وهو مقنّع في الحديد لا يعرف، فناداه: ابرز إليَّ أباحسن! فانحدر إليه على تؤدَة غير مكترث، حتى إذا قاربه طعنه وهو دارع، فألقاه على الأرض، ومنع الدرع السنان أن يصل إليه، فاتّقاه بسر بعورته وقصد أن يكشفها يستدفع بأسه، فانصرف عنه عليّ عليه السلام مستدبراً له، فعرفه الأشتر حين سقط، فقال: يا أميرالمؤمنين هذا بسر بن أرطاة، عدوّ اللَّه وعدوّك.

فقال: دعه عليه لعنة اللَّه، أبعد أن فعلها....

وقام بسر من طعنة عليّ مولّياً، وولّت خيله، وناداه عليّ: يا بسر، معاوية كان أحقّ بهذا منك.

فرجع بسر إلى معاوية، فقال له معاوية: ارفع طرفك قد أدال اللَّه عمراً منك.... فكان بسر بعد ذلك إذا لقي الخيل التي فيها عليّ تنحّى ناحية. وتحامى فرسان أهل الشام عليّاً.

[ وقعة صفّين: 458؛ شرح نهج البلاغة: 95:8 وراجع الفتوح: 105:3 والمناقب للخوارزمي: 240:240.]


2527- الفتوح: خرج رجل من أصحاب معاوية يقال له: المخارق بن عبد الرحمن- وكان فارساً بطلاً- حتى وقف بين الجمعين، ثمّ سأل النزال، فخرج إليه المؤمّل بن عبيد المرادي، فقتله الشامي... فلم يزل كذلك حتى قتل أربعة نفر، واحتزَّ رؤوسهم، وكشف عوراتهم. قال: فتحاماه الناس خوفاً منه.

قال: ونظر إليه عليّ رضى الله عنه وقد فعل ما فعل فخرج إليه متنكّراً، وحمل عليه

/ 40