مكافأة الإساءة بالإحسان - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 6

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




سيوفنا؟ وَلِّني الزحف إليه، فواللَّه لا أرجع أو أموت، ومُر الأشتر فلينضمّ إليّ في خيله.


فقال له عليّ: إيت في ذلك ما رأيت.


فلمّا أصبح زاحف أباالأعور، فاقتتلوا، وصدقهم الأشتر والأشعث حتى نفياالأعور وأصحابه عن الشريعة، وصارت في أيديهما.


[ الأخبار الطوال: 168.]




2449- وقعة صفّين عن زيد بن حسين: نادى الأشعث عمرو بن العاص قال: ويحك يابن العاص! خلّ بيننا وبين الماء، فواللَّه، لئن لم تفعل ليأخذنا وإيّاكم السيوف.


فقال عمرو: واللَّه، لا نخلّي عنه حتى تأخذنا السيوف وإيّاكم، فيعلم ربّنا أيّنا اليوم أصبر.


فترجّل الأشعث والأشتر وذوو البصائر من أصحاب عليّ، وترجّل معهما اثنا عشر ألفاً، فحملوا على عمرو ومن معه من أهل الشام، فأزالوهم عن الماء حتى غمست خيل عليّ سنابكها في الماء.


[ وقعة صفّين: 167 و ص 170 وفيه 'فلقي عمرو بن العاص بعد ذلك الأشعث بن قيس، فقال: أي أخا كندة! أما واللَّه، لقد أبصرت صواب قولك يوم الماء ولكنّي كنت مقهوراً على ذلك الرأي فكايدتك بالتهدّد، والحرب خدعة'، بحارالأنوار: 442:32؛ شرح نهج البلاغة: 324:3.]




2450- الكامل في التاريخ- بعد ذكر إرسال الإمام عليه السلام صعصعة لمعاوية كي يكلّمه بشأن الشريعة-: فرجع صعصعة |حين بعثه الإمام عليه السلام إلى معاوية| فأخبره بما كان، وأنَّ معاوية قال: سيأتيكم رأيي، فسرّب الخيل إلى أبي الأعور ليمنعهم الماء.


فلمّا سمع عليّ ذلك قال: قاتلوهم على الماء.


فقال الأشعث بن قيس الكندي: أنا أسير إليهم. فسار إليهم، فلمّا دنوا منهم ثاروا في وجوههم فرموهم بالنبل، فتراموا ساعة ثمّ تطاعنوا بالرماح، ثمّ صاروا إلى السيوف فاقتتلوا ساعة.


وأرسل معاوية يزيد بن أسد البجلي القسري- جدّ خالد بن عبد اللَّه القسري- في الخيل إلى أبي الأعور، فأقبلوا.


فأرسل عليّ شبث بن ربعي الرياحي، فازداد القتال.


فأرسل معاوية عمرو بن العاص في جند كثير، فأخذ يمدّ أباالأعور ويزيد بن أسد.


وأرسل عليّ الأشتر في جمع عظيم، وجعل يمدّ الأشعث وشبثاً، فاشتدّ القتال.


فقال عبد اللَّه بن عوف الأزدي الأحمري:




  • خلّوا لنا ماء الفرات الجاري
    لكلِّ قرم مستميت شاري
    ضرّاب هامات العدى مغوار
    لم يخشَ غير الواحد القهّار



  • أو اثبتوا لجحفلٍ جرَّار
    مطاعن برمحه كرّار
    لم يخشَ غير الواحد القهّار
    لم يخشَ غير الواحد القهّار




وقاتلوهم حتى خلّوا بينهم وبين الماء، وصار في أيدي أصحاب عليّ.


[ الكامل في التاريخ: 364:2، تاريخ الطبري: 569:4 نحوه وراجع الفتوح: 9:3 تا 13 ووقعة صفّين: 162.]




2451- وقعة صفّين عن صعصعة بن صوحان: قتل الأشتر في تلك المعركة سبعة... فأوّل قتيل قتل الأشتر ذلك اليوم بيده من أهل الشام رجل يقال له:


صالح بن فيروز- وكان مشهوراً بشدّة البأس-... فبرز إليه الأشتر... ثمّ شدّ عليه بالرمح فقتله، وفلق ظهره، ثمّ رجع إلى مكانه.


ثمّ خرج إليه فارس آخر يقال له: مالك بن أدهم السلماني- وكان من فرسان أهل الشام-... ثمّ شدّ على الأشتر، فلمّا رهقه التوى الأشتر على الفرس، ومار السنان فأخطأه، ثمّ استوى على فرسه وشدّ عليه بالرمح... فقتله.


ثمّ خرج فارس آخر يقال له: رياح بن عتيك... فخرج إليه الأشتر... فشدّ عليه فقتله.


ثمّ خرج إليه فارس آخر يقال له: إبراهيم بن الوضّاح... فخرج إليه الأشتر... فقتله.


ثمّ خرج إليه فارس آخر يقال له: زامل بن عتيك الحِزامي- وكان من أصحاب الألوية- فشدّ عليه... فطعن الأشتر في موضع الجوشن فصرعه عن فرسه ولم يصب مقتلاً، وشدّ عليه الأشتر راجلاً فكسف


[ كسفه: قطعه "القاموس المحيط: 190:3".]


قوائم الفرس بالسيف... ثمّ ضربه بالسيف وهما رَجلان.


[ الرَّجلان: الراجِل "لسان العرب: 269:11".]




ثمّ خرج إليه فارس يقال له: الأجلح- وكان من أعلام العرب وفرسانها، وكان على فرس يقال له: لاحق- فلمّا استقبله الأشتر كره لقاءه واستحيا أن يرجع، فخرج إليه... فشدّ عليه الأشتر... فضربه.


ثمّ خرج إليه محمّد بن روضة وهو يضرب في أهل العراق ضرباً منكراً... فشدّ عليه الأشتر... ثمّ ضربه فقتله....


ثمّ أقبل الأشتر يضرب بسيفه جمهور الناس حتى كشف أهل الشام عن الماء.


[ وقعة صفّين: 174 تا 179؛ المناقب للخوارزمي: 216 تا 218 عن أبي هاني بن معمر السدوسي وفيه 'رياح ابن عبيدة الغسّاني' بدل 'رياح بن عتيك'.]




2452- شرح نهج البلاغة: لمّا ملك عسكر معاوية عليه |على الإمام عليّ عليه السلام| الماء، وأحاطوا بشريعة الفرات، وقالت رؤساء الشام له: اقتلهم بالعطش كما قتلوا عثمان عطشاً، سألهم عليّ عليه السلام وأصحابه أن يشرعوا لهم شرب الماء، فقالوا: لا واللَّه، ولا قطرة حتى تموت ظمأً كما مات ابن عفّان.


فلمّا رأى عليه السلام أنّه الموت لا محالة تقدّم بأصحابه، وحمل على عساكر معاوية حملات كثيفة، حتى أزالهم عن مراكزهم بعد قتل ذريع؛ سقطت منه الرؤوس والأيدي، وملكوا عليهم الماء، وصار أصحاب معاوية في الفلاة، لا ماء لهم.


[ شرح نهج البلاغة: 23:1، ينابيع المودّة: 450:1؛ بحارالأنوار: 145:41.]




مكافأة الإساءة بالإحسان



2453- الكامل في التاريخ- في ذكر القتال على الماء-: قاتلوهم حتى خلّوا بينهم وبين الماء، وصار في أيدي أصحاب عليّ، فقالوا: واللَّه، لا نسقيه أهل الشام!


فأرسل عليّ إلى أصحابه: أن خذوا من الماء حاجتكم، وخلّوا عنهم، فإنّ اللَّه نصركم ببغيهم وظلمهم.


[ الكامل في التاريخ: 365:2، تاريخ الطبري: 572:4؛ وقعة صفّين: 162 كلاهما نحوه وراجع الفتوح: 10 و 11.]




2454- مروج الذهب- بعد أن كشف جند الإمام عليّ عليه السلام جند معاوية عن الماء-: قال معاوية لعمرو بن العاص: يا أباعبد اللَّه، ما ظنّك بالرجل،أتراه يمنعنا الماء لمنعنا إيّاه؟ وقد كان انحاز بأهل الشام إلى ناحية في البرّ نائية عن الماء.


فقال له عمرو: لا، إنّ الرجل جاء لغير هذا، وإنّه لا يرضى حتى تدخل في طاعته، أو يقطع حبل عاتقك.


فأرسل إليه معاوية يستأذنه في وروده مشرعته، واستقاء الناس مِن طريقه، ودخول رسله في عسكره. فأباحه عليّ كلَّ ما سأل وطلب منه.


[ مروج الذهب: 386:2.]




2455- الأخبار الطوال- بعد منع معاوية الماء على جيش الإمام عليّ عليه السلام-: فلمّا أصبح زاحف أباالأعور، فاقتتلوا، وصدقهم الأشتر والأشعث حتى نفيا أباالأعور وأصحابه عن الشريعة، وصارت في أيديهما.


فقال عمرو بن العاص لمعاوية: ما ظنّك بالقوم اليوم إن منعوك الماء كما منعتهم أمس؟


فقال معاوية: دع ما مضى، ما ظنّك بعليّ؟


قال: ظنّي أنّه لا يستحلّ منك ما استحللت منه؛ لأنّه أتاك في غير أمر الماء.


ثمّ توادع الناس، وكفّ بعضهم عن بعض، وأمر عليّ ألّا يُمنع أهل الشام من الماء، فكانوا يسقون جميعاً.


[ الأخبار الطوال: 169، الفتوح: 11:3، الإمامة والسياسة: 126:1؛ وقعة صفّين: 186 كلّها نحوه.]




2456- شرح نهج البلاغة- في ذكر القتال على الماء واستيلاء أصحاب الإمام عليه-: فقال له أصحابه وشيعته: امنعهم الماء يا أميرالمؤمنين! كما منعوك،


ولا تسقهم منه قطرة، واقتلهم بسيوف العطش، وخذهم قبضاً بالأيدي فلا حاجة لك إلى الحرب.


فقال: لا واللَّه، لا اُكافئُهم بمثل فعلهم، أفسحوا لهم عن بعض الشريعة، ففي حدّ السيف ما يغني عن ذلك.


[ شرح نهج البلاغة: 24:1 وج331:3 نحوه، ينابيع المودّة: 451:1؛ بحارالأنوار: 443:32.]




اقامة الحجّة في ساحة القتال



2457- تاريخ اليعقوبي: وجّه عليّ إلى معاوية يدعوه ويسأله الرجوع، وألّا يفرّق الاُمّة بسفك الدماء، فأبى إلّا الحرب.


[ تاريخ اليعقوبي: 188:2.]




2458- تاريخ الطبري عن عبد الملك بن أبي حرّة الحنفي- بعد ذكر القتال على الماء-: مَكث عليّ يومين لا يرسل إلى معاوية أحداً، ولا يرسل إليه معاوية. ثمّ إنّ عليّاً دعا بشير بن عمرو بن محصن الأنصاري، وسعيد بن قيس الهمداني، وشبث بن ربعي التميمي، فقال: ائتوا هذا الرجل، فادعوه إلى اللَّه، وإلى الطاعة والجماعة.


فقال له شبث بن ربعي: يا أميرالمؤمنين!ألا تُطمعه في سلطان تولّيه إيّاه، ومنزلة يكون له بها اُثرة عندك إن هو بايعك؟


فقال عليّ: ائتوه فالقوه واحتجّوا عليه، وانظروا ما رأيه.- وهذا في أوّل ذي الحجّة-.


فأتوه، ودخلوا عليه، فحمد اللَّه وأثنى عليه أبوعمرة بشير بن عمرو، وقال: يا


معاوية! إنّ الدنيا عنك زائلة، وإنّك راجع إلى الآخرة، وإنّ اللَّه عزّ وجلّ محاسبك بعملك، وجازيك بما قدّمت يداك، وإنّي أنشدك اللَّه عزّ وجلّ أنْ تفرّق جماعة هذه الاُمّة، وأن تسفك دماءها بينها!


فقطع عليه الكلام، وقال: هلّا أوصيت بذلك صاحبك؟


فقال أبوعمرة: إنّ صاحبي ليس مثلك، صاحبي أحقّ البريّة كلّها بهذا الأمر في الفضل والدين والسابقة في الإسلام، والقرابة من الرسول صلى الله عليه و آله.


قال: فيقول ماذا؟


قال: يأمرك بتقوى اللَّه عزّ وجلّ، وإجابة ابن عمّك إلى ما يدعوك إليه من الحقّ، فإنّه أسلم لك في دنياك، وخير لك في عاقبة أمرك.


قال معاوية: ونُطلّ


[ الطَّلُّ: هَدْرُ الدَّم "لسان العرب: 405:11".]


دم عثمان! لا واللَّه، لا أفعل ذلك أبداً.


فذهب سعيد بن قيس يتكلّم، فبادره شبث بن ربعي فتكلّم، فحمد اللَّه وأثنى عليه، وقال: يا معاوية! إنّي قد فهمت ما رددت على ابن محصن، إنّه واللَّه، لا يخفى علينا ما تغزو وما تطلب، إنّك لم تجد شيئاً تستغوي به الناس وتستميل به أهواءهم، وتستخلص به طاعتهم، إلّا قولك: 'قتل إمامكم مظلوماً، فنحن نطلب بدمه'، فاستجاب له سفهاء طغام، وقد علمنا أن قد أبطأتَ عنه بالنصر، وأحببت له القتل، لهذه المنزلة التي أصبحت تطلب، ورُبّ متمنّي أمر وطالبه، اللَّهُ عزّ وجلّ يحول دونه بقدرته، وربّما اُوتي المتمنّي اُمنيته وفوق اُمنيته.


وواللَّه، ما لك في واحدة منهما خير، لئن أخطأت ما ترجو إنّك لشرّ العرب حالاً في ذلك، ولئن أصبت ما تمنّى لا تصيبه حتى تستحقّ من ربّك صُلِيَّ النار،


فاتّقِ اللَّه يا معاوية، ودع ما أنت عليه، ولا تنازع الأمر أهله.


فحمد اللَّه |معاوية| وأثنى عليه ثمّ قال: أمّا بعد، فإنّ أوّل ما عرفتُ فيه سفهَك وخفّة حلمك، قطعُك على هذا الحسيب الشريف سيّد قومه منطقَه، ثمّ عنيت بعد فيما لا علم لك به، فقد كذبت ولؤمت أيُّها الأعرابي الجلف الجافي في كلّ ما ذكرت ووصفت. انصرفوا من عندي، فإنّه ليس بيني وبينكم إلّا السيف.


[ تاريخ الطبري: 573:4، الكامل في التاريخ: 365:2؛ وقعة صفّين: 187 وفيه 'شهر ربيع الآخر' بدل 'أوّل ذي الحجّة' وراجع مروج الذهب: 387:2.]




بداية القتال



2459- تاريخ الطبري عن عبد الملك بن أبي حرّة الحنفي- في بيان ابتداء الحرب في ذي الحجّة-: أخذ عليّ يأمر الرجل ذا الشرف فيخرج معه جماعة، ويخرج اليه من أصحاب معاوية آخر معه جماعة، فيقتتلان في خيلهما ورجالهما ثمّ ينصرفان، وأخذوا يكرهون أن يلقوا بجمع أهل العراق أهل الشام لما يتخوّفون أن يكون في ذلك من الاستئصال والهلاك، فكان عليّ يُخرج مرّة الأشتر، ومرّة حجر بن عديّ الكندي، ومرّة شبث بن ربعي، ومرّة خالد بن المعمر، ومرّة زياد بن النضر الحارثي، ومرّة زياد بن خصفة التيمي، ومرّة سعيد بن قيس، ومرّة معقل بن قيس الرياحي، ومرّة قيس بن سعد، وكان أكثر القوم خروجاً اليهم الأشتر، وكان معاوية يُخرج إليهم عبد الرحمن بن خالد المخزومي وأباالأعور السلمي، ومرّة حبيب بن مسلمة الفهري، ومرّة ابن ذي الكلاع الحميري، ومرّة عبيد اللَّه بن عمر بن الخطاب، ومرّة شرحبيل بن السمط الكندي، ومرّة حمزة بن


مالك الهمداني، فاقتتلوا من ذي الحجّة كلّها وربما اقتتلوا في اليوم الواحد مرّتين أوّله وآخره.


قال أبومخنف: حدّثني عبد اللَّه بن عاصم الفائشي قال: حدثني رجل من قومي أنّ الأشتر خرج يوماً يقاتل بصفّين في رجال من القراء ورجال من فرسان العرب، فاشتدّ قتالهم فخرج علينا رجل واللَّه لقلّما رأيت رجلاً قطّ هو أطول ولا أعظم منه، فدعا إلى المبارزة فلم يخرج إليه أحد إلّا الأشتر، فاختلفا ضربتين فضربه الأشتر فقتله، وايمُ اللَّه، لقد كنا أشفقنا عليه، وسألناه ألّا يخرج إليه، فلمّا قتله الأشتر نادى منادٍ من أصحابه:




  • يا سهمُ سهم بن أبي العيزار
    يا خير مَن نعلمه من زار



  • يا خير مَن نعلمه من زار
    يا خير مَن نعلمه من زار




وزارة: حيّ من الأزد. وقال: أقسم باللَّه لأقتلنّ قاتلك أو ليقتلني. فخرج فحمل على الأشتر وعطف عليه الأشتر فضربه، فإذا هو بين يدي فرسه، وحمل عليه أصحابه فاستنقذوه جريحاً. فقال أبورفيقة الفهمي: هذا كان ناراً فصادف إعصاراً. واقتتل الناس ذا الحجّة كلّه، فلما انقضى ذو الحجّة تداعى الناس إلى أن يكفّ بعضهم عن بعض المحرم، لعلّ اللَّه أن يجري صلحاً أو اجتماعاً، فكفّ بعضهم عن بعض.


[ تاريخ الطبري: 574:4؛ وقعة صفّين: 195.]




الهدنة رجاء الصلح



2460- تاريخ الطبري- في أخبار سنة 37-: كان في أول شهر منها وهو المحرّم موادعة الحرب بين عليّ ومعاوية، قد توادعا على ترك الحرب فيه إلى انقضائه


طمعاً في الصلح.


[ تاريخ الطبري: 5:5.]




2461- تاريخ الطبري عن المحلّ بن خليفة الطائي: لما توادع عليّ ومعاوية يوم صفين اختلف فيما بينهما الرسل رجاء الصلح، فبعث عليٌّ عديَّ بن حاتم ويزيد بن قيس الأرحبي وشبث بن ربعي وزياد بن خصفة إلى معاوية.


فلما دخلوا حمد اللَّه عديّ بن حاتم ثمّ قال: أمّا بعد، فإنّا أتيناك ندعوك إلى أمر يجمع اللَّه عزّ وجلّ به كلمتنا واُمتّنا، ويحقن به الدماء ويؤمِّن به السبل ويصلح به ذات البين. إنّ ابن عمّك سيّد المسلمين أفضلها سابقة وأحسنها في الإسلام أثراً، وقد استجمع له الناس، وقد أرشدهم اللَّه عزّ وجلّ بالذي رأوا، فلم يبق أحد غيرك وغير مَن معك، فانته يا معاوية لا يصبك اللَّه وأصحابك بيوم مثل يوم الجمل.


فقال معاوية: كأنّك إنما جئت متهدّداً لم تأتِ مصلحاً، هيهات يا عديّ! كلّا واللَّه، إنّي لابنُ حرب ما يُقعقع لي بالشنان،


[ الشنان: جمع شنّ؛ وهو الخلق من كلّ آنية صنعت من جلد "تاج العروس: 327:18".]


أما واللَّه إنّك لمن المجلِبين على ابن عفان، وإنّك لمن قتلته، وإنّي لأرجو أن تكون ممن يقتل اللَّه عزّ وجلّ به، هيهات يا عدي ابن حاتم! قد حلبت بالساعد الأشدّ.


فقال له شبث بن ربعي وزياد بن خصفة- وتنازعا جواباً واحداً-: أتيناك فيما يصلحنا وإياك، فأقبلت تضرب لنا الأمثال، دع مالا يُنتفع به من القول والفعل، وأجبنا فيما يعمّنا وإيّاك نفعه.


وتكلّم يزيد بن قيس فقال: إنّا لم نأتك إلّا لنبلّغك ما بُعثنا به إليك ، ولنؤدّي


/ 40