مقاتلة الإمام عبد اللَّه بن وهب - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 6

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید






  • أضربهم ولو أرى أباحسن
    فخرج إليه عليّ وهو يقول:
    يا أيّهذا المبتغي أباحسن



  • ألبسته بصارمي ثوب غَبن
    يا أيّهذا المبتغي أباحسن
    يا أيّهذا المبتغي أباحسن





وحمل عليه عليّ وشكّه بالرمح، وترك الرمح فيه، فانصرف عليّ وهو يقول: لقد رأيتَ أباحسن فرأيتَ ما تكره.


[ مروج الذهب: 416:2 وراجع بحارالأنوار: 450:34.]




مقاتلة الإمام عبد اللَّه بن وهب



2726- الفتوح: تقدّم عبد اللَّه بن وهب الراسبي حتى وقف بين الجمعين، ثمّ نادى بأعلى صوته: يابن أبي طالب! حتى متى يكون هذه المطاولة بيننا وبينك؟! واللَّه، لا نبرح هذه العرصة أبداً أو تأبى على نفسك، فابرز إليَّ حتى أبرز إليك وذر الناس جانباً.


فتبسّم عليّ رضى الله عنه ثمّ قال: قاتله اللَّه من رجل ما أقلّ حياءه! أما إنّه ليعلم أنّي حليف السيف وجديل الرمح، ولكنّه أيس من الحياة، أو لعلّه يطمع طمعاً كاذباً.


قال: وجعل عبد اللَّه يجول بين الصفّين وهو يرتجز ويقول:




  • أنا ابن وهب الراسبي الثاري
    حتى تزول دولة الأشرار
    ويرجع الحقّ إلى الأخيار



  • أضرب في القوم لأخذ الثار
    ويرجع الحقّ إلى الأخيار
    ويرجع الحقّ إلى الأخيار




ثمّ حمل فضربه عليّ ضربة ألحقه بأصحابه.


[ الفتوح: 274:4؛ كشف اليقين: 206:205، كشف الغمّة: 267:1 كلاهما نحوه وراجع المناقب لابن شهر آشوب: 190:3.]




حملة ذي الثديّة على الإمام



2727- كشف اليقين: حمل ذو الثُدَيّة ليقتل عليّاً عليه السلام، فسبقه عليّ عليه السلام وضربه ففلق البيضة ورأسه، فحمله فرسه فألقاه في آخر المعركة في جُرْفٍ دالية على شطّ النهروان.


[ كشف اليقين: 205:205، كشف الغمّة: 266:1، المناقب لابن شهر آشوب: 190:3؛ الفتوح: 273:4 كلاهما نحوه.]




سرعة دمارهم



2728- تاريخ الطبري عن أبي سلمة الزهري: وبعث عليّ الأسود بن يزيد المرادي في ألفي فارس، حتى أتى حمزة بن سنان وهو في ثلاثمائة فارس من خيلهم... وأقبلت الخوارج، فلمّا أن دنوا من الناس نادوا يزيد بن قيس فكان يزيد بن قيس على إصبهان فقالوا: يا يزيد بن قيس لا حكم إلّا للَّه وإن كرهت إصبهان، فناداهم عباس بن شريك وقبيصة بن ضُبيعة العبسيان يا أعداء اللَّه، أليس فيكم شُريح بن أوفى المسرف على نفسه؟ هل أنتم إلّا أشباهه؟! قالوا: وما حجّتكم على رجل كانت فيه فتنة وفينا توبة؟ ثمّ تنادوا: الرواح الرواح إلى الجنّة! فشدّوا على الناس والخيل أمام الرجال، فلم تثبت خيل المسلمين لشدّتهم، وافترقت الخيل فرقتين: فرقة نحو الميمنة، واُخرى نحو الميسرة، وأقبلوا نحو الرجال، فاستقبلت المرامية وجوههم بالنبل، وعطفت عليهم الخيل من الميمنة والميسرة، ونهض إليهم الرجال بالرماح والسيوف، فواللَّه ما لبّثوهم أن أناموهم.


ثمّ إنّ حمزة بن سنان صاحب خيلهم لمّا رأى الهلاك، نادى أصحابه أن انزلوا، فذهبوا لينزلوا فلم يتقارّوا حتى حمل عليهم الأسود بن قيس المرادي، وجاءتهم الخيل من نحو عليّ فأُهمِدوا في الساعة.


[ تاريخ الطبري: 86:5، الكامل في التاريخ: 406:2، البداية والنهاية: 289:7 كلاهما نحوه من 'ثمّ تنادوا'.]




2729- تاريخ الطبري عن حكيم بن سعد- في وصف حرب النهروان-: ما هو إلّا أن لقينا أهل البصرة، فما لبثناهم، فكأنّما قيل لهم:موتوا، فماتوا قبل أن تشتدّ شوكتهم، وتعظم نكايتهم.


[ تاريخ الطبري: 87:5.]




2730- الإمامة والسياسة عن الثعلبي: لقد رأيت الخوارج حين استقبلتهم الرماح والنبل كأنّهم معز اتّقت المطر بقرونها، ثمّ عطفت الخيل عليهم من الميمنة والميسرة، ونهض عليّ في القلب بالسيوف والرماح، فلا واللَّه ما لبثوا فُواقاً،


[ الفواق: هو ما بين الحلْبَتين من الراحة "النهاية: 479:3".]


حتى صرعهم اللَّه، كأنّما قيل لهم: موتوا فماتوا.


[ الإمامة والسياسة: 169:1.]




2731- الأخبار الطوال- في ذكر بدء القتال-: قال عليّ لأصحابه:


لا تبدؤوهم بالقتال حتى يبدؤوكم.


فتنادت الخوارج: لا حكم إلّا للَّه وإن كره المشركون، ثمّ شدّوا على أصحاب عليّ شدّة رجل واحد، فلم تثبت خيل عليّ لشدّتهم، وافترقت الخوارج فرقتين: فرقة أخذت نحو الميمنة، وفرقة اُخرى نحو الميسرة.


وعطف عليهم أصحاب عليّ، وحمل قيس بن معاوية البُرْجُمِي من أصحاب


عليّ على شريح بن أبي أوفى، فضربه بالسيف على ساقه فأبانها فجعل يقاتل برجل واحدة وهو يقول: الفحل يحمي شَوْلَه معقولاً. فحمل عليه قيس بن سعد فقتله وقُتلت الخوارج كلّها ربضة واحدة.


[ الأخبار الطوال: 210.]




استبشار الناس بظهور آية من آيات النبوّة



2732- مسند ابن حنبل عن أبي كثير مولى الأنصار: كنت مع سيّدي مع عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه حيث قُتل أهل النهروان، فكأنّ الناس وجدوا في أنفسهم من قتلهم.


فقال عليّ رضى الله عنه: يا أيّها الناس! إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قد حدّثنا بأقوام يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة، ثمّ لا يرجعون فيه أبداً حتى يرجع السهم على فوقه، وإنّ آية ذلك أنّ فيهم رجلاً أسود مُخدَج


[ مُخدَج اليد: ناقص اليد "لسان العرب: 248:2".]


اليد، إحدى يديه كثدي المرأة، لها حلمة كحلمة ثدي المرأة، حوله سبع هلبات، فالتمسوه، فإنّي أراه فيهم.


فالتمسوه فوجدوه إلى شفير النهر تحت القتلى، فأخرجوه.


فكبّر عليّ رضى الله عنه فقال: اللَّه أكبر، صدق اللَّه ورسوله، وإنّه لمتقلّد قوساً له عربيّة، فأخذها بيده فجعل يطعن بها في مُخدجته ويقول: صدق اللَّه ورسوله، وكبّر الناس حين رأوه واستبشروا، وذهب عنهم ما كانوا يجدون.


[ مسند ابن حنبل: 672:191:1، البداية والنهاية: 294:7 وراجع تاريخ بغداد: 38:199:1.]




2733- صحيح مسلم عن بسر بن سعيد عن عبيد اللَّه بن أبي رافع: إنّ الحروريّة لمّا


خرجت- وهو مع عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه- قالوا: لا حكم إلّا للَّه.


قال عليّ: كلمة حقّ اُريد بها باطل، إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وصف ناساً إنّي لأعرف صفتهم في هؤلاء، يقولون الحقّ بألسنتهم لا يجوز هذا منهم- وأشار إلى حلقه- من أبغض خلق اللَّه إليه منهم أسود، إحدى يديه طبي شاة أو حلمة ثدي.


فلمّا قتلهم عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه قال: انظروا، فنظروا فلم يجدوا شيئاً.


فقال: ارجعوا، فواللَّه! ما كذبت ولا كذبت- مرّتين أو ثلاثاً- ثمّ وجدوه في خربة، فأتوا به حتى وضعوه بين يديه.


قال عبيد اللَّه: وأنا حاضر ذلك من أمرهم، وقول عليّ فيهم.


[ صحيح مسلم: 157:749:2، تاريخ بغداد: 5453:305:10.]




2734- مروج الذهب: كان جملة من قتل من أصحاب عليّ تسعة، ولم يفلت من الخوارج إلّا عشرة، وأتى عليّ على القوم، وهم أربعة آلاف، فيهم المخدج ذو الثديّة إلّا من ذكرنا من هؤلاء العشرة.


وأمر عليّ بطلب المخدج، فطلبوه، فلم يقدروا عليه، فقام عليّ وعليه أثر الحزن لفقد المخدج، فانتهى إلى قتلى بعضهم فوق بعض.


فقال: أفرجوا. ففرجوا يميناً وشمالاً واستخرجوه.


فقال عليّ رضى الله عنه: اللَّه أكبر، ما كَذبتُ على محمّد، وإنّه لناقص اليد ليس فيها عظم، طرفها حلمة مثل ثدي المرأة، عليها خمس شعرات أو سبع، رؤوسها معقفة، ثمّ قال: ائتوني به.


فنظر إلى عضده، فإذا لحم مجتمع على منكبه كثدي المرأة عليه شعرات سود


إذا مدت اللحمة امتدت، حتى تحاذي بطن يده الاُخرى، ثمّ تترك فتعود إلى منكبه. فثنى رجله ونزل، وخر للَّه ساجداً.


[ مروج الذهب: 417:2 وراجع سنن أبي داود: 4768:244:4 و ص 4769:245، مسند ابن حنبل: 848:230:1.]




2735- تاريخ الطبري عن عبد الملك بن أبي حرّة: إنّ عليّاً خرج في طلب ذي الثديّة ومعه سليمان بن ثمامة الحنفي أبوجبرة، والريان بن صبرة بن هوذة، فوجده الريان ابن صبرة بن هوذة في حفرة على شاطئ النهر في أربعين أو خمسين قتيلاً.


قال: فلمّا استخرج نظر إلى عضده، فإذا لحم مجتمع على منكبه كثدي المرأة، له حلمة عليها شعرات سود، فإذا مدّت امتدّت حتى تحاذي طول يده الاُخرى، ثمّ تترك فتعود إلى منكبه كثدي المرأة.


فلمّا استخرج قال عليّ: اللَّه أكبر! واللَّه ما كذبتُ ولا كُذبت، أما واللَّه لولا أن تنكلوا عن العمل، لأخبرتكم بما قضى اللَّه على لسان نبيّه صلى الله عليه و آله لمن قاتلهم مستبصراً في قتالهم،عارفاً للحقّ الذي نحن عليه.


[ تاريخ الطبري: 88:5 وراجع تاريخ بغداد: 3729:237:7 والمحاسن والمساوئ: 385 وكشف الغمّة: 267:1.]




2736- الكامل في التاريخ: قد روى جماعة أنّ عليّاً كان يحدّث أصحابه قبل ظهور الخوارج ؛ أنّ قوماً يخرجون يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، علامتهم رجل مُخدَج اليد، سمعوا ذلك منه مراراً.


فلمّا خرج أهل النهروان سار بهم إليهم عليّ وكان منه معهم ما كان، فلمّا فرغ أمر أصحابه أن يلتمسوا المخدج، فالتمسوه، فقال بعضهم: ما نجده، حتى قال


بعضهم: ما هو فيهم، وهو يقول:


واللَّه، إنّه لفيهم، واللَّه، ما كَذبت ولا كُذبت!


ثمّ إنّه جاءه رجل فبشّره، فقال: يا أميرالمؤمنين، قد وجدناه.


[ الكامل في التاريخ: 407:2.]




كلام الإمام عند المرور بقتلى الخوارج



2737- الإمام عليّ عليه السلام- وقد مرّ بقتلى الخوارج يوم النهروان-: بؤساً لكم، لقد ضرّكم من غرّكم!


فقيل له: من غرّهم يا أميرالمؤمنين؟


فقال عليه السلام: الشيطان المضلّ، والأنفس الأمّارة بالسوء، غرّتهم بالأماني، وفسحت لهم بالمعاصي، ووعدتهم الإظهار، فاقتحمت بهم النار.


[ نهج البلاغة: الحكمة 323؛ تاريخ الطبري: 88:5 عن عبد الملك بن أبي حرّة، الكامل في التاريخ: 407:2، البداية والنهاية: 289:7 كلّها نحوه.]




اخبار الإمام باستمرار نهجهم في التاريخ



2738- الإمام عليّ عليه السلام- لمّا قتل الخوارج، فقيل له: يا أميرالمؤمنين، هلك القوم بأجمعهم-: كلّا واللَّه، إنّهم نُطَفٌ في أصلاب الرجال وقرارات النساء، كلّما نجم منهم قرن قُطع، حتى يكون آخرهم لصوصاً سلّابين.


[ نهج البلاغة: الخطبة 60، شرح المائة كلمة: 238، بحارالأنوار: 641:433:33.]




2739- المصنّف عن قتادة: لمّا قَتلهم |الخوارج| قال رجلٌ: الحمد للَّه الذي أبادهم وأراحنا منهم.


فقال عليٌّ: كلّا والذي نفسي بيده، إنَّ منهم لمن في أصلاب الرِّجال لم تحملْه النِّساء بعد، وليكوننَّ آخرهم لصّاصاً جرّادين.


[ المصنّف لعبد الرزّاق: 18655:150:10، كنز العمّال: 31542:287:11.]




2740- المعجم الأوسط عن أبي جعفر الفرّاء: سمع عليٌّ أحد ابنيْه- إمّا الحسن أو الحسين- يقول: الحمد للَّه الذي أراح اُمّة محمّدٍ من هذه العصابة.


فقال عليٌّ: لو لم يبقَ من اُمّة محمّدٍ إلّا ثلاثةٌ لكان أحدهم على رأي هؤلاء، إنَّهم لفي أصلاب الرجال وأرحام النساء.


[ المعجم الأوسط: 7666:339:7، كنز العمّال: 31549:291:11.]




2741- شرح نهج البلاغة- في الخوارج-: وقد صحّ إخباره عليه السلام عنهم أنّهم لم يهلكوا بأجمعهم في وقعة النهروان، وأنّها دعوة سيدعو إليها قوم لم يخلقوا بعد، وهكذا وقع، وصحّ إخباره عليه السلام أيضاً أنّه سيكون آخرهم لصوصاً سلّابين، فإنّ دعوة الخوارج اضمحلّت، ورجالها فنيت، حتى أفضى الأمر إلى أن صار خلفهم قُطّاع طريق، متظاهرين بالفسوق والفساد في الأرض.


[ شرح نهج البلاغة: 73:5.]




2742- تاريخ بغداد عن حبّة العرني: لمّا فرغنا من النهروان قال رجل: واللَّه لا يخرج بعد اليوم حَروري أبداً.


فقال عليّ: مَه! لا تقُلْ هذا، فوالذي فلق الحبّة وبرأ النسمة إنّهم لفي أصلاب الرجال وأرحام النساء، ولا يزالون يخرجون حتى تخرج طائفة منهم بين نهرين،


حتى يخرج إليهم رجل من ولدي فيقتلهم فلا يعودون أبداً.


[ تاريخ بغداد: 4375:275:8، مروج الذهب: 418:2.]




سياسة الإمام في الجرحى والغنائم



2743- تاريخ الطبري عن عبد الملك بن أبي حرّة: طلب |عليّ عليه السلام| من به رمق منهم، فوجدناهم أربعمائة رجل، فأمر بهم عليّ فدُفعوا إلى عشائرهم، وقال:


احملوهم معكم فداووهم، فإذا برئوا فوافوا بهم الكوفة، وخذوا ما في عسكرهم من شي ء.


قال: وأمّا السلاح والدوابّ وما شهدوا به عليه الحرب، فقسّمه بين المسلمين، وأمّا المتاع والعبيد والإماء فإنّه حين قدم ردّه على أهله.


[ تاريخ الطبري: 88:5، مروج الذهب: 418:2، الكامل في التاريخ: 407:2، الإمامة والسياسة: 169:1 كلّها نحوه وفيها من 'خذوا ما في عسكرهم...'.]




خطبة الإمام لمّا فرغ من قتال الخوارج



2744- كنز العمال عن عبد الملك بن قريب: سمعت العلاء بن زياد الأعرابي يقول: سمعت أبي يقول: صعد أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب منبر الكوفة بعد الفتنة وفراغه من النهروان فحمد اللَّه وخنقته العبرة، فبكى حتى اخضلّت لحيته بدموعه وجرت، ثمّ نفض لحيته فوقع رشاشها على ناس من أناس، فكنّا نقول: إنّ من أصابه من دموعه فقد حرمه اللَّه على النار، ثمّ قال:


يا أيّها الناس! لا تكونوا ممن يرجو الآخرة بغير عمل، ويؤخّر التوبة بطول


الأمل، يقول في الدنيا قول الزاهدين، ويعمل فيها عمل الراغبين، إن أعطي منها لم يشبع، وإن منع منها لم يقنع، يعجز عن شكر ما أوتي، ويبتغي الزيادة فيما بقي، ويأمر ولا يأتي، وينهى ولا ينتهي، يحبّ الصالحين ولا يعمل بأعمالهم، ويبغض الظالمين وهو منهم، تغلبه نفسه على ما يظنّ، ولا يغلبها على ما يستيقن، إن استغنى فُتن، وإن مرض حزن، وإن افتقر قنط ووهن، فهو بين الذنب والنعمة يرتع، يُعافى فلا يشكر، ويُبتلى فلا يصبر، كأن المحذَّر من الموت سواه، وكأن من وعِد وزُجر غيره.


يا أغراض المنايا! يا رهائن الموت! يا وعاء الأسقام! يا نهبة الأيام! ويا ثقل الدهر! ويا فاكهة الزمان! ويا نور الحدثان! ويا خرس عند الحجج! ويا من غمرته الفتن وحيل بينه وبين معرفة العبر بحقّ! أقول: ما نجا من نجا إلّا بمعرفة نفسه، وما هلك من هلك إلّا من تحت يده، قال اللَّه تعالى: 'يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ نَارًا'


[ التحريم: 6.]


جعلنا اللَّه وإياكم ممن سمع الوعظ فقبل، ودُعي إلى العمل فعمل.


[ كنز العمّال: 44229:205:16 نقلاً عن ابن النجّار.]




/ 40