الامام في حصار أصحاب الجباه السُّود - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 6

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




مُجنَّبة


[ مُجنَّبة الجيش: هي التي تكون في الميمنة والميسرة "النهاية: 303:1".]


مائتي مصحف، وكان جميعها خمسمائة مصحف.


قال أبوجعفر: ثمّ قام الطفيل بن أدهم حيال عليّ عليه السلام، وقام أبوشريح الجذامي حِيال الميمنة، وقام ورقاء بن المُعمّر حِيال الميسرة، ثمّ نادوا: يا معشر العرب! اللَّهَ اللَّهَ في نسائكم وبناتكم، فمَن للروم والأتراك وأهل فارس غداً إذا فنيتم، اللَّهَ اللَّهَ في دينكم، هذا كتاب اللَّه بيننا وبينكم.


فقال عليّ: اللهمّ إنّك تعلم أنّهم ما الكتابَ يريدون، فاحكم بيننا وبينهم، إنّك أنت الحَكَم الحقّ المبين.


فاختلف أصحاب عليّ في الرأي، فطائفة قالت: القتال،وطائفة قالت: المحاكمة إلى الكتاب، ولا يحلّ لنا الحرب وقد دُعينا إلى حكم الكتاب.


[ وقعة صفّين: 478، بحارالأنوار: 529:32 و446:530 و 447؛ شرح نهج البلاغة: 211:2، ينابيع المودّة: 12:2 وراجع الأخبار الطوال: 188 تا 190.]




2576- وقعة صفّين عن صعصعة: أقبل عديّ بن حاتم فقال: يا أميرالمؤمنين! إنّ كان أهل الباطل لا يقومون بأهل الحقّ؛ فإنّه لم يُصَب عصبة منّا إلّا وقد اُصيب مثلها منهم، وكلٌّ مقروح، ولكنّا أمثل بقيّة منهم، وقد جزع القوم، وليس بعد الجزع إلّا ما تحبّ، فناجِز القوم.


فقام الأشتر النخعي فقال: يا أميرالمؤمنين! إنّ معاوية لا خلف له من رجاله، ولك بحمد اللَّه الخلف، ولو كان له مثل رجالك لم يكن له مثل صبرك ولا بصرك، فاقرع الحديد بالحديد، واستعن باللَّه الحميد.


ثمّ قام عمرو بن الحمق فقال: يا أميرالمؤمنين! إنّا واللَّه ما أجبناك، ولا


نصرناك عصبيّة على الباطل ولا أجبنا إلّا اللَّه عزّ وجلّ، ولا طلبنا إلّا الحقّ، ولو دعانا غيرك إلى مادعوت إليه لاستشري فيه اللجاج، وطالت فيه النجوى؛ وقد بلغ الحقّ مقطعه، وليس لنا معك رأي.


فقام الأشعث بن قيس مغضباً فقال: يا أميرالمؤمنين! إنّا لك اليوم على ما كنّا عليه أمس، وليس آخر أمرنا كأوّله، وما من القوم أحد أحنى على أهل العراق ولا أوتر لأهل الشام منّي؛ فأجب القوم إلى كتاب اللَّه؛ فإنّك أحقّ به منهم، وقد أحبّ الناس البقاء، وكرهوا القتال.


فقال عليّ عليه السلام: إنّ هذا أمر يُنظر فيه.


وذكروا أنّ أهل الشام جزعوا فقالوا: يا معاوية! ما نرى أهل العراق أجابوا إلى ما دعوناهم إليه، فأعِدها جذعة؛ فإنّك قد غمرت بدعائك القوم، وأطمعتهم فيك.


[ وقعة صفّين: 482؛ الإمامة والسياسة: 144:1 وفيه إلى 'أحبّ الناس البقاء'، المعيار والموازنة: 173 كلاهما نحوه وراجع مروج الذهب: 401:2 والأخبار الطوال: 190.]




الامام في حصار أصحاب الجباه السُّود



2577- وقعة صفّين عن صعصعة: دعا معاوية عبدَ اللَّه بن عمرو بن العاص، وأمره أن يُكلّم أهل العراق، فأقبل حتى إذا كان بين الصفّين نادى: يا أهل العراق! أنا عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، إنّها قد كانت بيننا وبينكم اُمور للدين والدنيا، فإن تكن للدين فقد واللَّه أعذرنا وأعذرتم، وإن تكن للدنيا فقد واللَّه أسرفنا وأسرفتم.


وقد دعوناكم إلى أمر لو دعوتمونا إليه لأجبناكم؛ فإن يجمعنا وإيّاكم الرضى


فذلك من اللَّه، فاغتنموا هذه الفرجة لعلّه أن يعيش فيها المحترف، ويُنسى فيها القتيل؛ فإنّ بقاء المُهلِك بعد الهالك قليل.


فخرج سعيد بن قيس فقال: يا أهل الشام! إنّه قد كان بيننا وبينكم اُمور حامينا فيها على الدين والدنيا، سمّيتموها غدراً وسرفاً.


وقد دعوتمونا اليوم إلى ما قاتلناكم عليه بالأمسِ، ولم يكن ليرجع أهل العراق إلى عراقهم،ولا أهل الشام إلى شامهم بأمر أجمل من أن يُحكم بما أنزل اللَّه، فالأمر في أيدينا دونكم، وإلّا فنحن نحن، وأنتم أنتم.


وقام الناس إلى عليّ فقالوا: أجِب القوم إلى ما دعوك إليه؛ فإنّا قد فُنينا... أكلتنا الحرب وقُتلت الرجال.


وقال قوم: نُقاتل القوم على ما قاتلناهم عليه أمسِ. ولم يقل هذا إلّا قليل من الناس، ثمّ رجعوا عن قولهم مع الجماعة، وثارت الجماعة بالموادعة.


فقام عليّ أميرالمؤمنين فقال: إنّه لم يزل أمري معكم على ما اُحبّ إلى أن أخذت منكم الحرب، وقد واللَّه أخذتْ منكم وتركت، وأخذتْ من عدوّكم فلم تترك، وإنّها فيهم أنكى


[ يُقال: نكيتُ في العدو: إذا أكثرتَ فيهم الجراح والقتل، فوهنوا لذلك "النهاية: 117:5".]


وأنهك.


ألا إنّي كنت أمسِ أميرالمؤمنين، فأصبحت اليوم مأموراً، وكنت ناهياً فأصبحت منهيّاً، وقد أحببتم البقاء وليس لي أن أحملكم على ما تكرهون.


[ وقعة صفّين: 483؛ الإمامة والسياسة: 136:1 نحوه، شرح نهج البلاغة: 220:2.]




2578- مروج الذهب- بعد ذكر رفع المصاحف-: فلمّا رأى كثير من أهل العراق ذلك، قالوا: نُجيب إلى كتاب اللَّه ونُنيب إليه، وأحبّ القوم الموادعة وقيل لعليّ:


قد أعطاك معاوية الحقّ، ودعاك إلى كتاب اللَّه، فاقبلْ منه، وكان أشدّهم في ذلك اليوم الأشعث بن قيس، فقال عليّ:


أيّها الناس! إنّه لم يزل من أمركم ما اُحبّ حتى قرحتكم الحرب، وقد واللَّه أخذتْ منكم وتركتْ، وإنّي كنت بالأمس أميراً، فأصبحت اليوم مأموراً، وقد أحببتم البقاء.


[ مروج الذهب: 400:2.]




2579- الإمام عليّ عليه السلام- من كلام له لمّا اضطرب عليه أصحابه في أمر الحكومة-: أيُّها الناس! إنّه لم يزل أمري معكم على ما اُحبّ، حتى نهكتكم الحرب، وقد واللَّه أخذت منكم وتركت، وهي لعدوّكم أنهكُ، لقد كنت أمسِ أميراً، فأصبحت اليوم مأموراً، وكنت أمسِ ناهياً، فأصبحت اليوم منهيّاً، وقد أحببتم البقاء، وليس لي أن أحملكم على ما تكرهون!


[ نهج البلاغة: الخطبة 208، وقعة صفّين: 484، بحارالأنوار: 556:306:33؛ المعيار والموازنة: 175، الإمامة والسياسة: 138:1.]




2580- وقعة صفّين عن عمر بن سعد: لمّا رفع أهل الشام المصاحف على الرماح يدعون إلى حكم القرآن قال عليّ عليه السلام:


عبادَ اللَّه! إنّي أحقّ من أجاب إلى كتاب اللَّه، ولكن معاوية، وعمرو بن العاص، وابن أبي مُعَيط، وحبيب بن مسلمة، وابن أبي سرح ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، إنّي أعرَفُ بهم منكم، صحبتُهم أطفالاً، وصحبتهم رجالاً، فكانوا شرّ أطفال، وشرّ رجال.


إنّها كلمة حقّ يراد بها باطل، إنّهم واللَّه ما رفعوها أنّهم يعرفونها ويعملون بها،


ولكنّها الخديعة والوهن والمكيدة.


أعيروني سواعدكم وجماجمكم ساعة واحدة، فقد بلغ الحقّ مقطعه، ولم يبق إلّا أن يُقطع دابر الذين ظلموا.


فجاءه زهاء عشرين ألفاً مقنّعين في الحديد شاكي السلاح، سيوفهم على عواتقهم، وقد اسودّت جباههم من السجود!! يتقدّمهم مسعر بن فدكي، وزيد بن حصين، وعصابة من القرّاء الذين صاروا خوارج من بعدُ، فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين: يا عليّ! أجِب القوم إلى كتاب اللَّه إذ دُعيت إليه، وإلّا قتلناك كما قتلنا ابن عفّان، فواللَّه لنفعلنّها إن لم تُجبْهم.


فقال لهم: ويحكم! أنا أوّل من دعا إلى كتاب اللَّه، وأوّل من أجاب إليه، وليس يحلّ لي ولا يسعني في ديني أن اُدعى إلى كتاب اللَّه فلا أقبله، إنّي إنّما اُقاتلهم ليدينوا بحكم القرآن؛ فإنّهم قد عصوا اللَّه فيما أمرهم، ونقضوا عهده، ونبذوا كتابه، ولكنّي قد أعلمتكم أنّهم قد كادوكم، وأنّهم ليسوا العملَ بالقرآن يُريدون.


قالوا: فابعث إلى الأشتر ليأتيك. وقد كان الأشتر صبيحة ليلة الهرير قد أشرف على عسكر معاوية ليدخله.


[ وقعة صفّين: 489، المناقب لابن شهر آشوب: 183:3 وفيه إلى 'صحبتم رجالاً'، بحارالأنوار: 449:532:32؛ شرح نهج البلاغة: 216:2 وراجع مروج الذهب: 401:2 وتاريخ الطبري: 48:5 والكامل في التاريخ: 386:2 والبداية والنهاية: 273:7.]




رجوع الأشتر من المعركة



2581- وقعة صفّين عن إبراهيم بن الأشتر: كنت عند عليّ حين أكرهه الناس على


الحكومة، وقالوا: ابعث إلى الأشتر فليأتِك.


قال: فأرسل عليّ إلى الأشتر يزيد بن هانئ السبيعي أن ائتني.


فأتاه فبلّغه.


فقال: قل له: ليس هذه الساعة التي ينبغي لك أن تُزيلني فيها عن موقفي، إنّي قد رجوت أن يفتح لي؛ فلا تعجلني.


فرجع يزيد بن هانئ إلى عليّ فأخبره، فما هو إلّا أن انتهى إلينا، فارتفع الرَّهَج، وعَلَت الأصوات من قبل الأشتر، فقال له القوم: واللَّه ما نراك إلّا أمرته أن يقاتل.


قال: من أين ينبغي أن ترَوا ذلك! رأيتموني ساررتُه؟ أليس إنّما كلّمته على رؤوسكم علانية، وأنتم تسمعونني!


قالوا: فابعث إليه فليأتك، وإلّا واللَّه اعتزلناك.


قال له: ويحَك يا يزيد! قل له: أقبِلْ إليَّ؛ فإنّ الفتنة قد وقعت!


فأبلغه ذلك، فقال له: ألرفعِ المصاحف؟ قال: نعم، قال: أما واللَّه، لقد ظننت حين رُفعت أنّها ستوقع اختلافاً وفرقة، إنّها مشورة ابن العاهرة،ألا ترى ما صنع اللَّه لنا! أينبغي أن أدع هؤلاء وأنصرف عنهم!


وقال يزيد بن هانئ: فقلت له: أتحبِّ أنّك ظفرت هاهنا، وأنّ أميرالمؤمنين بمكانه الذي هو به يُفرج عنه أو يُسْلَم؟


قال: لا واللَّه، سبحان اللَّه!


قال: فإنّهم قد قالوا: لترسلنّ إلى الأشتر فليأتينّك أو لنقتلنّك كما قتلنا ابن عفّان.


فأقبل حتى انتهى إليهم فقال:يا أهل العراق! يا أهل الذلّ والوهن! أحين علوتم القوم ظهراً، وظنّوا أنّكم لهم قاهرون، رفعوا المصاحف يدعونكم إلى ما فيها! وقد واللَّه تركوا ما أمر اللَّه عزّ وجلّ به فيها، وسُنّة من اُنزلت عليه صلى الله عليه و آله؟ فلا تُجيبوهم، أمهلوني عدْو الفرس؛ فإنّي قد طمعت في النصر.


قالوا: إذن ندخل معك في خطيئتك، قال: فحدِّثوني عنكم؛ وقد قُتل أماثلكم، وبقي أراذلكم، متى كنتم محقّين؟ أحين كنتم تقاتِلون وخياركم يُقتلون! فأنتم الآن إذ أمسكتم عن القتال مبطلون، أم الآن أنتم محقّون؟ فقتلاكم الذين لا تُنكرون فضلهم، فكانوا خيراً منكم، في النار إذاً!


قالوا: دعنا منك يا أشتر، قاتلناهم في اللَّه عزّ وجلّ، وندعْ قتالهم للَّه سبحانه، إنّا لسنا مطيعيك ولا صاحبك، فاجتنِبنا.


فقال: خُدعتم واللَّه فانخدعتم، ودُعيتم إلى وضع الحرب فأجبتم.


يا أصحاب الجباه السود! كنّا نظنّ صلواتكم زهادة في الدنيا، وشوقاً إلى لقاء اللَّه عزّ وجلّ، فلا أرى فراركم إلّا إلى الدنيا من الموت. ألا قبحاً يا أشباه النِّيب الجلّالة!


[ النِّيب: جمع ناب: وهي الناقة المسنّة، سمّوها بذلك حين طال نابها وعظم. والجلّالة: الّتي تَتَبّعُ النجاسات "تاج العروس: 458:2 وج 114:14".]


وما أنتم برائين بعدها عزّاً أبداً، فابعدوا كما بعد القوم الظالمون!


فسبّوه، فسبّهم، فضربوا وجه دابّته بسياطهم، وأقبل يضرب بسوطه وجوه دوابّهم، وصاح بهم عليّ فكفّوا.


[ تاريخ الطبري: 49:5، الكامل في التاريخ: 386:2 نحوه؛ وقعة صفّين: 490 وراجع الأخبار الطوال: 190 والفتوح: 186:3.]




2582- وقعة صفّين عن إبراهيم بن الأشتر- في بيان ماجرى بعد رفع المصاحف-: قال الأشتر: يا أميرالمؤمنين! احمل الصفّ على الصفّ يصرع القوم. فتصايحوا: إنّ عليّاً أميرالمؤمنين قد قبل الحكومة، ورضي بحكم القرآن، ولم يسعه إلّا ذلك.


قال الأشتر: إن كان أميرالمؤمنين قد قبل ورضي بحكم القرآن، فقد رضيت بما رضي أميرالمؤمنين.


فأقبل الناس يقولون: قد رضي أميرالمؤمنين، قد قبل أميرالمؤمنين، وهو ساكت، لا يبِضّ بكلمة، مطرق إلى الأرض.


[ وقعة صفّين: 492؛ الفتوح: 187:3 نحوه.]




فرح معاوية



2583- الفتوح: كان معاوية بعد ذلك |أي بعد ختام الحرب| يقول: واللَّه، لقد رجع عنّي الأشتر يوم رفع المصاحف، وأنا اُريد أن أسأله أن يأخذ لي الأمان من عليّ. وقد هممت ذلك اليوم بالهرب، ولكن ذكرت قول عمرو بن الأطنابة حيث يقول:




  • أبت لي عفّتي وأبى بلائي
    وأخذي الحمد بالثمن الربيحِ



  • وأخذي الحمد بالثمن الربيحِ
    وأخذي الحمد بالثمن الربيحِ



[ الفتوح: 188:3 وراجع عيون الأخبارلابن قتيبة: 126:1 وتاريخ الطبري: 24:5 والكامل في التاريخ: 376:2 والبداية والنهاية: 266:7 و ج 283:8 ووقعة صفّين: 404.]




2584- الفتوح: فغمد الناس أسيافهم، ووضعوا أسلحتهم، وعزموا على الحكم، فقال عمرو لمعاوية: كيف رأيت رأيي؟ لقد كنتَ غرقتَ في بحر العراق وأنقذتك.


فقال معاوية: صدقت أباعبد اللَّه، ولمثلها كنت أرجوك.


[ الفتوح: 191:3.]




رسالة معاوية إلى الإمام



2585- وقعة صفّين عن إبراهيم بن الأشتر: بعث معاوية أباالأعور السلمي على بِرْذَوْن أبيض، فسار بين الصفّين؛ صفّ أهل العراق وصفّ أهل الشام، والمصحف على رأسه وهو يقول: كتاب اللَّه بيننا وبينكم. فأرسل معاوية إلى عليّ: إنّ الأمر قد طال بيننا وبينك، وكلّ واحد منا يرى أنّه على الحقّ فيما يطلب من صاحبه، ولن يُعطي واحد منّا الطاعة للآخر، وقد قُتل فيما بيننا بشر كثير، وأنا أتخوّف أن يكون ما بقي أشدّ ممّا مضى، وإنّا سوف نُسأل عن ذلك الموطن، ولا يُحاسَب به غيري وغيرك، فهل لك في أمر لنا ولك فيه حياة وعذر وبراءة، وصلاح للاُمّة، وحقن للدماء، واُلفة للدين، وذهاب للضغائن والفتن؛ أن يحكم بيننا وبينك حكمان رضِيّان؛ أحدهما من أصحابي، والآخر من أصحابك؛ فيحكمان بما في كتاب اللَّه بيننا؛ فإنّه خير لي ولك، وأقطع لهذه الفتن. فاتّقِ اللَّه فيما دُعيت له، وارضَ بحكم القرآن إن كنت من أهله. والسلام.


[ وقعة صفّين: 493، بحارالأنوار: 537:32؛ شرح نهج البلاغة: 225:2 وفيه من 'فأرسل معاوية.....]




جواب الإمام عنه و قبوله التحكيم



2586- وقعة صفّين عن إبراهيم بن الأشتر- بعد ذكر كتاب معاوية للإمام عليه السلام-:


فكتب إليه عليّ بن أبي طالب:


من عبد اللَّه عليّ أميرالمؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان.


أمّا بعدُ؛ فإنّ أفضل ما شغل به المرء نفسه اتّباع ما يحسن به فعله، ويستوجب فضله، ويسلم من عيبه. وإنّ البغي والزور يُزريان بالمرء في دينه ودنياه، ويُبدِيان من خلله عند من يُغنيه ما استرعاه اللَّه ما لا يُغني عنه تدبيره.


فاحذر الدنيا؛ فإنّه لا فرح في شي ء وصلت إليه منها. ولقد علمت أنّك غير مدرك ما قُضي فواته. وقد رام قومٌ أمراً بغير الحقّ؛ فتأوّلوا على اللَّه تعالى، فأكذبهم ومتّعهم قليلاً، ثمّ اضطرّهم إلى عذاب غليظ. فاحذر يوماً يغتبط فيه من أحمدَ عاقبةَ عمله، ويندم فيه من أمكن الشيطان من قياده ولم يحادَّه، فغرّته الدنيا واطمأنّ إليها. ثمّ إنّك قد دعوتني إلى حكم القرآن؛ ولقد علمت أنّك لست من أهل القرآن، ولست حكمَه تُريد، واللَّه المستعان. وقد أجبنا القرآن إلى حكمه، ولسنا إيّاك أجبنا. ومن لم يرضَ بحكم |القرآن|


[ مابين المعقوفين ساقط من المصدر، وأثبتناه من بحارالأنوار وشرح نهج البلاغة.]


فقد ضلّ ضلالاً بعيداً.


[ وقعة صفّين: 493، بحارالأنوار: 537:32؛ شرح نهج البلاغة: 225:2.]




2587- الإمام عليّ عليه السلام- من كتاب له إلى معاوية-: وإنّ البغي والزور يوتغان


[ يُوتِغه: يُهلكه "النهاية: 149:5".]


المرء في دينه ودنياه، ويُبديان خلله عند من يُعيبه. وقد علمتُ أنّك غير مدرك ما قُضي فواته. وقد رام أقوامٌ أمراً بغير الحقّ، فتألَّوا على اللَّه فأكذبَهم. فاحذر يوماً يغتبط فيه مَن أحمدَ عاقبةَ عملِه، ويندم من أمكن الشيطان من قياده فلم يُجاذبه. وقد دعوتنا إلى حكم القرآن ولست من أهله، ولسنا إيّاك أجبنا،


/ 40