مباهات الإمام بقتالهم - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 6

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


2648- نهج البلاغة: سمع عليٌّ عليه السلام رجلاً من الحروريّة يتهجّد ويقرأ، فقال: نوم على يقين خير من صلاة في شكّ.

[ نهج البلاغة: الحكمة 97،خصائص الائمّة عليهم السلام: 95 وراجع عيون الحكم والمواعظ: 9163:497 وغرر الحكم: 9958 وكنز العمّال: 8801:800:3.]


2649- إرشاد القلوب: إنّه |عليّاً عليه السلام| خرج ذات ليلة من مسجد الكوفة متوجّهاً إلى داره وقد مضى ربع من الليل ومعه كميل بن زياد- وكان من خيار شيعته ومحبّيه- فوصل في الطريق إلى باب رجل يتلو القرآن في ذلك الوقت، ويقرأ قوله تعالى: 'أَمَّنْ هُوَ قَنِتٌ ءَانَآءَ الَّيْلِ سَاجِدًا وَ قَآلِمًا يَحْذَرُ الْأَخِرَةَ وَ يَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ ى قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الْأَلْبَبِ '،

[ الزمر: 9.]

بصوت شجيّ حزين، فاستحسن ذلك كميل في باطنه، وأعجبه حال الرجل من غير أن يقول شيئاً، فالتفت إليه عليه السلام وقال: يا كميل، لا تعجبك طنطنة الرجل، إنّه من أهل النار وساُنبّئك فيما بعد، فتحيّر كميل لمشافهته له على ما في باطنه، وشهادته للرجل بالنار مع كونه في هذا الأمر، وفي تلك الحالة الحسنة ظاهراً في ذلك الوقت، فسكت كميل متعجّباً متفكّراً في ذلك الأمر.

ومضى مدّة متطاولة إلى أن آل حال الخوارج إلى ما آل، وقاتلهم أميرالمؤمنين عليه السلام، وكانوا يحفظون القرآن كما اُنزل، والتفت أميرالمؤمنين إلى كميل بن زياد وهو واقف بين يديه والسيف في يده يقطر دماً، ورؤوس اُولئك الكفرة الفجرة محلّقة على الأرض، فوضع رأس السيف من رأس تلك الرؤوس، وقال: يا كميل 'أَمَّنْ هُوَ قَنِتٌ ءَانَآءَ الَّيْلِ سَاجِدًا وَ قَآلِمًا' أي هو ذلك الشخص الذي

كان يقرأ في تلك الليلة فأعجبك حاله. فقبّل كميل مقدّم قدميه واستغفر اللَّه.

[ إرشاد القلوب: 226، بحارالأنوار: 620:399:33.]


2650- الإمام عليّ عليه السلام: إنّما أصبحنا نقاتل إخواننا في الإسلام على ما دخل فيه من الزيغ والاعوجاج والشبهة والتأويل.

[ نهج البلاغة: الخطبة 122، الاحتجاج: 100:440:1، بحارالأنوار: 600:369:33.]


مباهات الإمام بقتالهم


2651- الإمام عليّ عليه السلام: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله:... يا عليّ! أنت منّي وأنا منك، يا عليّ! لولا أنت لَما قوتل أهل النهر، فقلت: يا رسول اللَّه! ومن أهل النهر؟ قال: قوم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرميّة.

[ الأمالي للطوسي: 341:200، إرشاد القلوب: 255، كشف الغمّة: 20:2 كلّها عن زيد بن عليّ عن آبائه عليهم السلام.]


2652- عنه عليه السلام: أنا فقأت عين الفتنة.

[ المصنّف لابن أبي شيبة: 81:698:8 عن المنهال بن عمرو، تاريخ دمشق: 474:42 عن زاذان، حلية الأولياء: 68:1 عن ذرّ؛ تاريخ اليعقوبي: 193:2، الغارات: 6:1 عن زرّ بن حبيش، المناقب لابن شهر آشوب: 144:2 وزاد في آخره 'لم يكن ليفقأها غيري'.]


2653- عنه عليه السلام: أمّا بعد حمد اللَّه والثناء عليه، أيّها الناس! فإنّي فقأت عين الفتنة، ولم يكن ليجترئ عليها أحد غيري بعد أن ماج غَيْهَبُها، واشتدّ كَلَبُها.

[ الكَلَب: داء معروف يصيب الكلاب، فكلّ من عضّته اُصيب به فجُنّ ومات إن لم يبادر بالدواء "صبحي الصالح".]

[ نهج البلاغة: الخطبة 93، بحارالأنوار: 61:348:41؛ ينابيع المودّة: 3:433:3.]


2654- عنه عليه السلام: أنا فقأت عين الفتنة، ولولا أنا ما قوتل أهل النهروان، وأهل الجمل، ولولا أنّي أخشى أن تتركوا العمل لأخبرتكم بالذي قضى اللَّه عزّ وجلّ على لسان نبيّكم صلى الله عليه و آله لمن قاتلهم مبصراً لضلالهم عارفاً بالهدى الذي نحن عليه.

[ خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 188:324، السنّة لابن أحمد بن حنبل: 1421:273، حلية الأولياء: 186:4؛ الغارات: 16:1 كلّها عن زرّ بن حبيش.]


2655- الغارات عن زرّ بن حبيش: خطب عليّ عليه السلام بالنهروان... فحمد اللَّه وأثنى عليه ثمّ قال: أيّها الناس! أمّا بعد؛ أنا فقأت عين الفتنة، ولم يكن أحد ليجترئ عليها غيري... ولو لم أكُ فيكم ما قوتل أصحاب الجمل، وأهل النهروان. وايم اللَّه، لولا أن تنكلوا، وتَدَعوا العمل، لحدّثتكم بما قضى اللَّه على لسان نبيّكم صلى الله عليه و آله لمن قاتلهم مبصراً لضلالتهم، عارفاً للهدى الذي نحن عليه.

[ الغارات: 4:1، تاريخ اليعقوبي: 193:2 نحوه وليس فيه من 'وايم اللَّه...'، كشف الغمّة: 244:1، كتاب سليم بن قيس: 17:712:2 وزاد فيه 'ولا أهل صفّين' بعد 'أصحاب الجمل'، شرح الأخبار: 410:39:2 وزاد فيه 'ولا أهل الشام' بعد 'أصحاب الجمل' و ص 601:286 عن أبي مريم الأنصاري؛ شرح نهج البلاغة: 57:7 وفيه من 'ولم يكن أحد ليجترئ...'.]


نهي الإمام عن قتالهم بعده


2656- نهج البلاغة: قال عليه السلام: لا تُقاتلوا الخوارج بعدي؛ فليس مَن طلب الحقّ فأخطأه كمَنْ طَلَبَ الباطلَ فأدركه.

قال الشريف الرضي: يعني معاوية وأصحابه.

[ نهج البلاغة الخطبة 61، بحارالأنوار: 434:33. قال ابن أبي الحديد: 'مرادهُ أنَّ الخوارج ضلّوا بشبهةٍ دخلت عليهم، وكانوا يطلبون الحقّ، ولهم في الجملة تمسُّك بالدين، ومحاماة عن عقيدة اعتقدوها، وإنْ أخطؤوا فيها، وأمَّا معاوية فلم يكن يطلب الحقّ وإنّما كان ذا باطل، لا يحامي عن اعتقاد قد بناه على شبهة. وأحواله كانت تدلُّ على ذلك. فإنَّه لم يكن من أرباب الدين، ولا ظهر عنه نسك، ولا صلاح حالٍ، وكان مترفاً يُذهب مال الفي ء في مآربه وتمهيد ملكه، ويصانع به عن سلطانه. وكانت أحواله كلُّها مؤذنة بانسلاخه عن العدالة، وإصرار على الباطل، وإذا كان كذلك لم يجز أنْ ينصر المسلمون سلطانه، وتحارب الخوارج عليه وإنْ كانوا أهل ضلالٍ، لأنَّهم أحسن حالاً منه، فإنَّهم كانوا ينهون عن المنكر، ويرون الخروج على أئمّة الجور واجباً' "شرح نهج البلاغة: 78:5".]


2657- الإمام الباقر عليه السلام: ذُكرت الحرورية عند عليّ عليه السلام قال: إن خرجوا مع جماعة أو على إمام عادل فقاتلوهم، وإن خرجوا على إمام جائر فلا تقاتلوهم؛ فإنّ لهم في ذلك مقالاً.

[ علل الشرائع: 71:603، تهذيب الأحكام: 252:145:6 كلاهما عن السكوني عن الإمام الصادق عليه السلام وفيه 'على إمام عادل أو جماعة' بدل 'مع جماعة أو على إمام عادل'.]


2658- عبد اللَّه بن الحارث عن رجلٍ من بني نضير بن معاوية: كنّا عند عليّ فذكروا أهل النهر، فسبّهم رجل فقال عليّ: لاتسبّوهم، ولكن إن خرجوا على إمام عادل فقاتلوهم، وإن خرجوا على إمام جائر فلا تقاتلوهم؛ فإنّ لهم بذلك مقالاً.

[ المصنّف لابن أبي شيبة: 36:737:8، كنز العمّال: 31621:320:11 نقلاً عن ابن جرير و ح 31620 نقلاً عن خشيش في الاستقامة وابن جرير نحوه؛ المناقب للكوفي: 807:332:2.]


هويّة رؤسائهم


انبثق الخوارج من قلب فئة كانت تسكن الكوفة وتعرف باسم 'القراء'. وجاءت نشأتهم في ظل مشاعر جيّاشة استفحلت في الأيّام الأخيرة من معركة صفّين، ولم تأتِ من نوازع قائمة على التفكير والتعقّل. كان زمام قيادتهم

العسكريّة بيد شبث بن ربعي، فيما كان زمام زعامتهم الدينيّة والفكريّة بيد عبد اللَّه ابن الكوّاء.

وفي أعقاب تقلّص حدّة المشاعر، ومن بعد المناظرات والاحتجاجات التي أجراها معهم الإمام عليّ عليه السلام وعبد اللَّه بن عبّاس، انشقَّ هذان الشخصان عن الخوارج وعادا إلى جيش الإمام عليّ عليه السلام، وكانا في عداد جيشه عند اضطرام معركة النهروان، وتولّى شبث بن ربعي قيادة ميسرة جيش الإمام. وأخذ بزمام قيادة الخوارج فيما بعد أفراد من عامّة الناس ومن مجاهيلهم، ولا تتوفّر بين أيدينا معلومات عنهم.

وقد وردت أسماء أشخاص مثل شريح بن أوفى، وزيد بن الحصين، وحمزة بن سنان في عداد الشخصيّات البارزة للخوارج، ولكن لا تتوفّر لدينا معلومات عن حياتهم وسيرتهم.

حرقوص بن زهير


كان حرقوص من الصحابة،

[ تاريخ الطبري: 76:4، اُسد الغابة: 1127:714:1 و ج 1541:214:2 وفيه 'اسمه الآخر: ذو الخُوَيصرة، وذو الثدية'، الإصابة: 1666:44:2 وفيه 'عدّ هذين اسمين لشخصين'. ولمزيد الاطّلاع على مختلف الأقوال في هذه المسألة راجع فتح الباري: 292:12.]

ولكنّه خاوٍ من الاعتقاد الراسخ. وقد ذكرنا كلمته البذيئة النابية لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله في غزوة حنين، إذ قال له: اعدِلْ يا محمّد! وكذلك جواب النبيّ صلى الله عليه و آله له.

[ صحيح البخاري: 3414:1321:3، صحيح مسلم: 148:744:2.]

أمره عمر بن الخطّاب بقمع التمرّد الذي قام به

الهرمزان في خوزستان، فنجح في مهمّته.

[ اُسد الغابة: 1127:714:1، الإصابة: 1666:44:2، تاريخ الطبري: 76:4.]

وشارك في الثورة على عثمان. وهمّ أصحاب الجمل بقتله، لكنّه استطاع الفرار من أيديهم.

[ تاريخ الطبري: 472:4.]


كان في عداد أصحاب الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام أيّام خلافته، لكنّه انخدع بمكيدة عمرو بن العاص في صفّين، ووقف بوجه الإمام عليه السلام، وقام بدور مهمّ في فرض التحكيم، بما كان يحمله من أرضيّة فكريّة وروحيّة منحرفة كما أشرنا إلى ذلك سلفاً.

وكان عنصراً مؤثّراً أيضاً في تنظيم الخوارج لحرب الإمام عليه السلام.

كما كان متشدّداً في عدائه له وحقده عليه.

[ تاريخ الطبري: 72:5.]

وهو وإن رفض الإمارة على أصحاب النهروان، لكنّه كان على رجّالتهم في تلك المعركة.

[ تاريخ الطبري: 85:5، الكامل في التاريخ: 405:2، الأخبار الطوال: 210، البداية والنهاية: 289:7.]

ثمّ قتله الإمام عليه السلام فيها.

[ كشف الغمّة: 266:1؛ الفتوح: 273:4.]

وكان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قد أخبر بهلاكه في النهروان، وعن كيفيّة ذلك. وبعد معركة النهروان قال الإمام عليه السلام: اطلبوه، فلم يجدوه، فقال عليه السلام مؤكّداً: ارجِعوا، فواللَّه ما كَذبتُ ولا كُذِّبتُ مرّتين أو ثلاثاً ثمّ وجدوه في خربة.

[ صحيح مسلم: 157:749:2، تاريخ بغداد: 5453:305:10، البداية والنهاية: 292:7.]


فهذا التأكيد دليل على حقّانيّة الإمام عليه السلام من جهة، وعلى انحراف الخوارج وضلالهم الثابت من جهة اُخرى، وهو خطوة لتثبيت قلوب أصحاب الإمام عليه السلام

الذين كان قد شقّ عليهم قتال اُناس يتظاهرون بالزهد والعبادة. وهكذا أصحر الإمام عليه السلام بحقّه وثبات خُطاه هو وأصحابه مراراً في معركة النهروان.

2659- الإرشاد: لمّا قسّم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله غنائم حنين، أقبل رجل طوال آدَم أجنأ،

[ الاُدمة: السُّمرة. وأجنأ: أي أحدب الظهر "لسان العرب: 11:12 و ج 50:1".]

بين عينيه أثر السجود، فسلّم ولم يخصّ النبيّ صلى الله عليه و آله، ثمّ قال: قد رأيتك وما صنعت في هذه الغنائم. قال: وكيف رأيت؟ قال: لم أرَك عدلت! فغضب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وقال: ويلك! إذا لم يكن العدل عندي فعند مَن يكون؟! فقال المسلمون: ألا نقتله؟ فقال: دعوه؛ سيكون له أتباع يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة، يقتلهم اللَّه على يد أحبّ الخلق إليه من بعدي. فقتله أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام فيمن قتل يوم النهروان من الخوارج .

[ الإرشاد: 148:1، إعلام الورى: 387:1، كشف الغمّة: 225:1.]


2660- صحيح مسلم عن جابر بن عبد اللَّه: أتى رجل رسولَ اللَّه صلى الله عليه و آله بالجِعْرانة منصرَفَه من حنين وفي ثوب بلال فضّةٌ، ورسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقبض منها، يُعطي الناس، فقال: يا محمّد! اعدل. قال: ويلك! ومن يعدل إذا لم أكُن أعدل؟ قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل. فقال عمر بن الخطّاب: دعني يا رسول اللَّه فأقتل هذا المنافق. فقال: معاذ اللَّه أن يتحدّث الناس أنّي أقتل أصحابي، إنّ هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون منه كما يمرق السهم من الرميّة.

[ صحيح مسلم: 142:740:2، السنن الكبرى للنسائي: 8087:31:5، المعجم الأوسط: 9060:34:9، مسند ابن حنبل: 14810:128:5، صحيح ابن حبّان: 4819:148:11 كلاهما نحوه.]


2661- السنّة عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص: أتاه رجل- يعني النبيّ صلى الله عليه و آله- وهو يقسم تبراً يوم حنين، فقال: يا محمّد! اعدل، فقال: ويحك! إن لم أعدل عند من يُلتمس العدل؟ ثمّ قال: يوشك أن يأتي قوم مثل هذا يسألون كتاب اللَّه وهم أعداؤه، يقرؤون كتاب اللَّه، محلّقة رؤوسهم، إذا خرجوا فاضربوا أعناقهم.

[ السنّة لابن أبي عاصم: 944:446، المستدرك على الصحيحين: 2644:159:2 نحوه، كنز العمّال: 31610:316:11 نقلاً عن ابن جرير.]


2662- صحيح البخاري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: إنّ أباسعيد الخدري قال: بينما نحن عند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وهو يقسم قَسْماً، أتاه ذو الخويصرة- وهو رجل من بني تميم- فقال: يا رسول اللَّه! اعدل، فقال: ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل؟ قد خِبت وخسرت إن لم أكُن أعدل.

فقال عمر: يا رسول اللَّه، ائذن لي فيه فأضرب عنقه؟

فقال: دعْه؛ فإنّ له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة.

ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شي ء، ثمّ ينظر إلى رِصافه فما يوجد فيه شي ء، ثمّ ينظر إلى نضيّه- وهو قِدْحه-

[ القِدْح: السهم "النهاية: 20:4".]

فلا يوجد فيه شي ء، ثمّ ينظر إلى قذذه

[ القُذَذ: ريش السهم "لسان العرب: 504:3".]

فلا يوجد فيه شي ء، قد سبق الفرث والدم.

آيتهم رجل أسود، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر، ويخرجون على حين فرقة من الناس.

قال أبوسعيد: فأشهد أنّي سمعت هذا الحديث من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وأشهد أنّ عليّ بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتُمِس، فاُتي به حتى نظرت إليه على نعت النبيّ صلى الله عليه و آله الذي نعته.

[ صحيح البخاري: 3414:1321:3، صحيح مسلم: 148:744:2، اُسد الغابة: 1541:214:2 كلاهما عن أبي سلمة والضحّاك، مسند ابن حنبل: 7059:680:2، السيرة النبويّة لابن هشام: 139:4 كلاهما عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص نحوه.]


2663- الكامل للمبرّد: يُروى أنّ رجلاً أسود شديد بياض الثياب وقف على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وهو يقسم غنائم خيبر- ولم تكن إلّا لمن شهد الحديبية- فأقبل ذلك الأسود على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فقال: ما عدلتَ منذ اليوم!

فغضب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حتى رؤي الغضب في وجهه، فقال عمر بن الخطّاب: ألا أقتله يا رسول اللَّه؟

فقال: إنّه سيكون لهذا ولأصحابه نبأ.

قال أبوالعباس: وفي حديث آخر: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال له: ويحك! فمن يعدل إذا لم أعدل؟

ثمّ قال لأبي بكر: اقتله، فمضى ثمّ رجع، فقال: يا رسول اللَّه، رأيته راكعاً.

ثمّ قال لعمر: اقتله، فمضى ثمّ رجع، فقال: يا رسول اللَّه، رأيته ساجداً.

ثمّ قال لعليّ: اقتله، فمضى ثمّ رجع، فقال: يا رسول اللَّه، لم أرَه.

[ الكامل للمبرّد: 1108:3؛ دعائم الإسلام: 389:1 نحوه.]


2664- مسند أبي يعلى عن أنس بن مالك: كان رجل على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يغزو مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فإذا رجع وحطّ عن راحلته، عمد إلى مسجد الرسول، فجعل

يُصلّي فيه فيطيل الصلاة، حتى جعل بعض أصحاب النبيّ صلى الله عليه و آله يرون أنّ له فضلاً عليهم. فمرّ يوماً ورسول اللَّه صلى الله عليه و آله قاعد في أصحابه. فقال له بعض أصحابه: يا نبي اللَّه، هذا ذاك الرجل- فإمّا أرسل إليه نبي اللَّه صلى الله عليه و آله، وإمّا جاء من قبل نفسه- فلمّا رآه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله مقبلاً قال: والذي نفسي بيده إنّ بين عينيه سفعة

[ أي علامة "النهاية: 375:2".]

من الشيطان. فلمّا وقف على المجلس قال له رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: أقلت في نفسك حين وقفت على المجلس: ليس في القوم خيرٌ منّي؟. قال: نعم!

[ مسند أبي يعلى: 4113:154:4 وراجع المناقب لابن شهر آشوب: 187:3.]


عبد اللَّه بن وهب


تولّى قيادة الخوارج في فتنة النهروان. وليس في أيدينا معلومات تُذكَر عن ماضيه. علماً أنّه لم يَقُم بالأمر في بداية تبلور التيّار الخارجي؛ فقد كان ابن الكوّاء أميرالصلاة، وشَبَث بن رِبعيّ أميرالحرب.

[ تاريخ الطبري: 63:5، مروج الذهب: 405:2، الكامل في التاريخ: 393:2، أنساب الأشراف: 127:3 وفيه 'عليهم ابن الكوّاء' ولم يذكر شبث بن ربعيّ.]

ثمّ انفصلا عن الخوارج فيما بعد،

[ أنساب الأشراف: 136:3، الفتوح: 254:4.]

ممّا دفعهم إلى البحث عن قائد جديد لهم. وكان المرشّحون للقيادة: هم زيد بن حُصَين، وحرقوص بن زُهير، وحمزة بن سِنان، وشُريح بن أوفى، بَيْد أنّهم رفضوا ذلك، فتأمّر عبد اللَّه بن وهب عليهم.

[ أنساب الأشراف: 134:3 و ص 137، تاريخ الطبري: 75:5، الكامل في التاريخ: 399:2؛ تاريخ اليعقوبي: 191:2، كشف الغمّة: 265:1.]

ونظّمهم من أجل الحرب، ودعاهم إليها في خُطَبه الحماسيّة، وحذّرهم من التحدّث إلى الإمام

/ 40