معاوية يتوسّل بابن عبّاس - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 6

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




المهاجرون الأوّلون بفضلهم؛ فلا تجعلنّ للشيطان فيك نصيباً، ولا على نفسك سبيلاً.


[ نهج البلاغة: الكتاب 17، بحارالأنوار: 407:104:33 وراجع جواهر المطالب: 362:1.]




معاوية يتوسّل بابن عبّاس



2552- أنساب الأشراف عن عيسى بن يزيد: لمّا قامت الحرب بين عليّ ومعاوية بصفّين، فتحاربوا أيّاماً قال معاوية لعمرو بن العاص في بعض أيّامهم: إنّ رأس الناس مع عليٍّ عبدُ اللَّه بن عبّاس، فلو ألقيتَ إليه كتاباً تعطفه به؛ فإنّه إن قال قولاً لم يخرج منه عليٌّ، وقد أكلتنا هذه الحرب. فقال عمرو: إنّ ابن عبّاس أرِيبٌ


[ من الإرب؛ وهو الدهاء والبصر بالاُمور، وهو من العقل "لسان العرب: 209:1".]


يُخدَع ولو طمعت فيه لطمعت في عليّ. قال: صدقت إنّه لأريب، ولكن اكتب إليه على ذلك، فكتب إليه:


من عمرو بن العاص إلى عبد اللَّه بن العبّاس.


أمّا بعد؛ فإنّ الذي نحن وأنتم فيه، ليس بأوّل أمر قاده البلاء، وساقه سفه العاقبة، وأنت رأس هذا الأمر بعد عليّ، فانظر فيما بقي بغير ما مضى، فواللَّه ما أبقت هذه الحرب لنا ولا لكم حيلة، واعلم أنّ الشام لا يُملك إلّا بهلاك العراق، وأنّ العراق لا يُملك إلّا بهلاك الشام، فما خيرنا بعد إسراعنا فيكم، وما خيركم بعد إسراعكم فينا، ولست أقول: ليت الحرب عادت، ولكن أقول: ليتها لم تكن، وإنّ فينا من يكره اللقاء كما أنّ فيكم من يكرهه، وإنّما هو أمير مطاع، أو مأمور


مطيع، أو مشاور مأمون وهو أنت، فأمّا السفيه فليس بأهل أن يعدّ من ثقات أهل الشورى ولا خواصّ أهل النجوى. وكتب في آخر كتابه:




  • طال البلاء فما يُرجى له آسِ
    قولا له قول مسرور بحظوتهِ
    كلٌّ لصاحبه قرن يعادلهُ
    اُسدٌ تلاقي اُسوداً بين أخياسِ



  • بعد الإلهِ سوى رفق ابن عبّاسِ
    لا تنسَ حظّك إنّ التارك الناسي
    اُسدٌ تلاقي اُسوداً بين أخياسِ
    اُسدٌ تلاقي اُسوداً بين أخياسِ



[ أخياس: جمع خِيْسة؛ وهي الشجر الكثير الملتفّ لسان العرب: 75:6".]






  • انظر فدىً لك نفسي قبلَ قاصمةٍ
    أهل العراق وأهل الشام لن يجدوا
    والسلم فيه بقاء ليس يجهلهُ
    إلّا الجهول وما النَّوكى



  • للظهر ليس لها راقٍ ولا آسي
    طعم الحياة لحرب ذات أنفاسِ
    إلّا الجهول وما النَّوكى
    إلّا الجهول وما النَّوكى



[ النَّوكى: الحَمْقى "النهاية: 129:5".]


كأكياسِ




  • فاصدع بأمرك أمر القوم إنّهمُ
    خشاش طيرٍ رأت صقراً بحَسْحاسِ



  • خشاش طيرٍ رأت صقراً بحَسْحاسِ
    خشاش طيرٍ رأت صقراً بحَسْحاسِ



[ أنساب الأشراف: 87:3، شرح نهج البلاغة: 63:8، الإمامة والسياسة: 131:1؛ وقعة صفّين: 410، الدرجات الرفيعة: 110 كلّها نحوه وراجع المناقب لابن شهر آشوب: 178:3.]




جواب ابن عبّاس عنه



2553- أنساب الأشراف عن عيسى بن يزيد: فلمّا قرأ ابن عبّاس الكتاب والشعر أقرأهما عليّاً، فقال عليّ: قاتل اللَّه ابن العاص! ما أغرّه بك؟ يابن عبّاس أجِبه، وليردّ عليه شعره فضل بن عبّاس بن أبي لهب. فكتب إليه عبد اللَّه بن عبّاس:


أمّا بعد: فإنّي لا أعلم رجلاً من العرب أقلّ حياء منك! إنّه مالَ بك إلى معاوية الهوى، وبعته دينك بالثمن اليسير، ثمّ خبطت للناس في عشواء طخياء طمعاً في هذا الملك، فلمّا لم ترَ شيئاً أعظمت الدماء إعظامَ أهل الدين، وأظهرت فيها


زهادة أهل الورع، ولا تريد بذلك إلّا تهييب الحرب وكسر أهل العراق؛ فإن كنت أردت اللَّه بذلك، فدع مصر وارجع إلى بيتك؛ فإنّ هذه حرب ليس معاوية فيها كعليّ؛ بدأها عليّ بالحقّ وانتهى فيها إلى العذر، وابتدأها معاوية بالبغي فانتهى منها إلى السرف، وليس أهل الشام فيها كأهل العراق؛ بايع عليّاً أهل العراق وهو خير منهم، وبايع أهل الشام معاوية وهم خير منه، ولستَ وأنا فيها سواء. أردتُ اللَّه، وأردتَ مصر، فإن تُرِد شرّاً لا يَفُتْنا، وإن تُرِد خيراً لا تسبقنا.


ثمّ دعا الفضل بن العبّاس بن عتبة فقال: يابن عمّ أجب عمرو بن العاص، قال:




  • يا عمرو حسبك من خدع ووسواسِ
    فاذهب فما لك في ترك الهدى آسِ



  • فاذهب فما لك في ترك الهدى آسِ
    فاذهب فما لك في ترك الهدى آسِ




إلّا بوادر طعنٍ


[ في المصدر: 'يطعن'، والصحيح ما أثبتناه كما في شرح نهج البلاغة.]





  • في نحوركمُ
    ووشك ضرب يُفزّي



  • ووشك ضرب يُفزّي
    ووشك ضرب يُفزّي



[ كذا في المصدر، ولعلّه مصحّف عن 'يفري'.]


جلدة الراسِ




  • هذا لكم عندنا في كلّ معركةٍ
    أمّا عليٌّ فإنّ اللَّه فضّلهُ
    لا بارك اللَّه في مصر فقد جلبت
    شرّاً وحظّك منها حسوة الحاسي



  • حتى تُطيعوا عليّاً وابن عبّاسِ
    فضلاً له شرف عالٍ على الناسِ
    شرّاً وحظّك منها حسوة الحاسي
    شرّاً وحظّك منها حسوة الحاسي



[ أنساب الأشراف: 88:3، شرح نهج البلاغة: 64:8، الإمامة والسياسة: 132:1؛ وقعة صفّين: 412، الدرجات الرفيعة: 111 كلّها نحوه.]




كتاب معاوية إلى ابن عبّاس



2554- وقعة صفّين: كتب معاوية إلى ابن عبّاس:


أمّا بعدُ؛ فإنّكم يا معشر بني هاشم لستم إلى أحد أسرع بالمساءة منكم إلى


أنصار عثمان بن عفّان، حتى إنّكم قتلتم طلحة والزبير لطلبهما دمه، واستعظامهما ما نيل منه، فإن يكن ذلك لسلطان بني اُميّة فقد وليها عديّ وتَيْم، فلم تنافسوهم، وأظهرتم لهم الطاعة. وقد وقع من الأمر ما قد ترى، وأكلت هذه الحروب بعضها من بعض حتى استوينا فيها، فما أطمعكم فينا أطمعنا فيكم، وما آيسكم منّا آيسنا منكم. وقد رجونا غير الذي كان، وخشينا دون ما وقع، ولستم بملاقينا اليوم بأحدَّ من حدِّ أمسِ، ولا غداً بأحدَّ من حدِّ اليوم، وقد قنعنا بما كان في أيدينا من ملك الشام فاقنعوا بما في أيديكم من ملك العراق، وأبقوا على قريش؛ فإنّما بقي من رجالها ستّة؛ رجلان بالشام، ورجلان بالعراق، ورجلان بالحجاز؛ فأمّا اللذان بالشام فأنا وعمرو، وأمّا اللذان بالعراق فأنت وعليّ، وأمّا اللذان بالحجاز فسعد وابن عمر، واثنان من الستّة ناصبان لك، واثنان واقفان فيك، وأنت رأس هذا الجمع اليوم. ولو بايع لك الناس بعد عثمان كنّاإليك أسرع منّا إلى عليّ.


[ وقعة صفّين: 414، الدرجات الرفيعة: 112؛ الفتوح: 152:3، شرح نهج البلاغة: 65:8، الإمامة والسياسة: 133:1، المناقب للخوارزمي: 240:256.]




جواب ابن عبّاس عنه



2555- وقعة صفّين: لمّا انتهى الكتاب إلى ابن عبّاس أسخطه ثمّ قال: حتى متى يخطب ابن هند إليّ عقلي، وحتى متى اُجمجَم على ما في نفسي؟! فكتب إليه:


أمّا بعد؛ فقد أتاني كتابك وقرأته، فأمّا ما ذكرت من سرعتنا إليك بالمساءة في أنصار ابن عفّان، وكراهيتنا لسلطان بني اُميّة، فلعمري لقد أدركت في عثمان


حاجتك حين استنصرك فلم تنصره، حتى صرت إلى ما صرت إليه، وبيني وبينك في ذلك ابن عمّك وأخو عثمان الوليدُ بن عقبة. وأمّا طلحة والزبير؛ فإنّهما أجلبا عليه، وضيّقا خناقه، ثمّ خرجا ينقضان البيعة ويطلبان الملك، فقاتلناهما على النكث، وقاتلناك على البغي. وأمّا قولك: إنّه لم يبقَ من قريش غير ستّة؛ فما أكثر رجالها وأحسن بقيّتها، وقد قاتلك من خيارها من قاتلك، لم يخذلنا إلّا من خذلك. وأمّا إغراؤك إيّانا بعديّ وتَيم؛ فأبو بكر وعمر خير من عثمان، كما أنّ عثمان خير منك، وقد بقي لك منّا يومٌ يُنسيك ما قبله، ويُخاف ما بعده. وأمّا قولك: إنّه لو بايع الناس لي لاستقامت لي، فقد بايع الناس عليّاً وهو خير منّي فلم يستقيموا له، وإنّما الخلافة لمن كانت له في المشورة. وما أ نت يا معاوية والخلافة، وأنت طليق؟! وابن طليق، والخلافة للمهاجرين الأوّلين، وليس الطلقاء منها في شي ء. والسلام.


[ وقعة صفّين: 415، الدرجات الرفيعة: 113؛ الفتوح: 153:3، شرح نهج البلاغة: 66:8، المناقب للخوارزمي: 240:257، الإمامة والسياسة: 133:1 نحوه.]




اشدّ الأيّام


وقعة الخميس



كان يوم الخميس أشدّ أيّام الحرب في صفّين وأكثرها فزعاً؛ فقد كان الإمام عليه السلام يقاتل قتالاً شديداً في خضمّ تلك المعركة مضافاً إلى قيادته للجيش.


وكان يُهيج الجيش للقتال بما صنعه من ملاحم عظيمة ومثيرة تشجّع على خوض الحرب. ولم يهدأالقتال يومئذٍ لحظةً واحدةً، حتى صلّى الجند وهم يقاتلون.


وكثر القتلى حتى صاروا كالتلّ، وجُرح مالا يُحصى من الجيش، وقتل الإمام عليه السلام آنذاك في يوم واحد


[ .]


من مُنازِلي الأقران، ومن شجعان العرب. وكان كلّما قتل يكبّر، ومن تكبيرات الإمام عليه السلام كانوا يعرفون عدد من يُصرع من العدوّ.


وقد سُمّي ذلك اليوم 'وقعة الخميس' أو 'يوم الهَرِيْر'.


[ قال المجلسي- في بيان وجه تسمية ليلة الهرير-: إنّما سمّيت الليلة بليلة الهرير لكثرة أصوات الناس فيها للقتال، وقيل: لاضطرار معاوية وفزعه عند شدّة الحرب واستيلاء أهل العراق كالكلب؛ فإنّ الهرير أنين الكلب عند شدّة البرد "مرآة العقول: 427:15".]




2556- تاريخ الطبري عن زيد بن وهب: ازدلف الناس يوم الأربعاء، فاقتتلوا كأشدّ القتال يومهم حتى الليل، لا ينصرف بعضهم عن بعض إلّا للصلاة.


وكثرت القتلى بينهم، وتحاجزوا عند الليل، وكلٌّ غير غالب، فأصبحوا من الغد، فصلّى بهم عليّ غداة الخميس، فغلّس


[ من الغَلَس: ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح "النهاية: 377:3".]


بالصلاة أشدّ التغليس.


[ تاريخ الطبري: 15:5.]




2557- وقعة صفّين عن جندب الأزدي: لمّا كان غداة الخميس لسبع خلونَ من صفر من سنة سبع وثلاثين، صلّى عليٌّ، فغلّس بالغداة، ما رأيت عليّاً غلّس بالغداة أشدّ من تغليسه يومئذٍ.


ثمّ خرج بالناس إلى أهل الشام فزحف إليهم، وكان هو يبدؤهم فيسير إليهم، فإذا رأوه وقد زحف استقبلوه بزحوفهم.


[ وقعة صفّين: 232؛ تاريخ الطبري: 14:5 وفيه 'بوجوههم' بدل 'بزحوفهم'، الكامل في التاريخ: 372:2 وفيه 'فلمّا كان يوم الخميس، صلّى عليّ عليه السلام بغلس، وخرج بالناس إلى أهل الشام، فزحف إليهم وزحفوا معه'.]




2558- الفتوح- في ذكر وقعة الخميس-: دعا عليّ رضى الله عنه بدرع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فلبسه، وبسيف رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فتقلّده، وبعمامة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فاعتجر بها، ثمّ دعا بفرس رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فاستوى عليه وجعل يقول:


أيّها الناس! من يبِع نفسه يربح هذا اليوم؛ فإنّه يوم له ما بعده من الأيّام، أما واللَّه! أن لولا أن تعطّل الحدود، وتبطل الحقوق، ويظهر الظالمون، وتفوز كلمة الشيطان، ما اخترنا ورود المنايا على خفض العيش وطيبه.


ألا إنّ خضاب النساء الحنّاء، وخضاب الرجال الدماء، والصبر خير عواقب الاُمور.


ألا إنّها إحَن بدريّة، وضغائن اُحديّة، وأحقاد جاهليّة، وثبَ بها معاوية حين الغفلة ليذكر بها ثارات بني عبد شمس: 'فَقَتِلُواْ أَلِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لآَ أَيْمَنَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ'.


[ التوبة: 12.]



[ الفتوح: 174:3؛ المناقب لابن شهر آشوب: 180:3 وفيه من 'ألا إنّ خضاب...'.]




2559- وقعة صفّين عن القعقاع بن الأبرد الطهوي: واللَّه، إنّي لواقف قريباً من عليّ بصفّين يوم وقعة الخميس، وقد التقت مذحج- وكانوا في ميمنة عليّ- وعكّ وجذام ولخم والأشعريّون، وكانوا مستبصرين في قتال عليّ.


ولقد- واللَّه- رأيت ذلك اليوم من قتالهم، وسمعت من وقع السيوف على الرؤوس، وخبط الخيول بحوافرها في الأرض وفي القتلى- ما الجبالُ تَهِدّ، ولا الصواعقُ تَصْعَق بأعظم هولاً في الصدور من ذلك الصوت.


نظرت إلى عليّ وهو قائم فدنوت منه، فسمعته يقول: 'لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه، والمستعان اللَّه'.


ثمّ نهض حين قام قائم الظهيرة، وهو يقول: 'رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَتِحِينَ'.


[ الأعراف: 89.]




وحمل على الناس بنفسه، وسيفه مجرّد بيده، فلا واللَّه ما حجز بيننا إلّا اللَّه ربّ العالمين، في قريب من ثلث الليل، وقُتلتْ يومئذٍ أعلام العرب، وكان في رأس عليّ ثلاث ضربات، وفي وجهه ضربتان.


نصر: وقد قيل: إنّ عليّاً لم يجرح قطّ.


وقُتل في هذا اليوم خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وقُتل من أهل الشام عبد اللَّه بن ذي الكلاع الحميري.


[ وقعة صفّين: 363؛ شرح نهج البلاغة: 41:8 وراجع الأخبار الطوال: 184.]




2560- الأخبار الطوال: حمل عليٌّ بنفسه على أهل الشام حتى غاب فيهم، فانصرف مخضّباً بالدماء، فلم يزالوا كذلك يومهم كلّه والليل حتى مضى ثلثه، وجرح عليّ خمس جراحات، ثلاث في رأسه، واثنتان في وجهه.


[ الأخبار الطوال: 184 وراجع جواهر المطالب: 64:2.]




ليلة الهرير



2561- مروج الذهب: كانت ليلة الجمعة- وهي ليلة الهرير- فكان جملة من قتل عليٌّ بكفّه في يومه وليلته خمسمائة وثلاثة وعشرين رجلاً أكثرهم في اليوم، وذلك أنّه كان إذا قتل رجلاً كبّر إذا ضرب، ولم يكن يضرب إلّا قَتل. كر ذلك عنه من كان يليه في حربه ولا يفارقه من ولده وغيرهم.


[ مروج الذهب: 3992 وراجع وقعة صفّين: 477 والبداية والنهاية: 264:7 والمعيار والموازنة: 150.]




2562- الفتوح: قامت الفرسان في الركب، فاصطفقوا بالسيوف، وارتفع الرَّهْج


وثار القَتام،


[ الرَّهْج والقَتام: الغُبار "لسان العرب: 284:2 وج 461:13".]


وتضعضعت الرايات، وحُطّت الألوية، وغابت الشمس، وذهبت مواقيت الصلاة، حتى ماكان في الفريقين أحد يُصلّي ذلك اليوم ولا سجد للَّه سجدة، ولا كانت الصلاة إلّا بالتكبير والإيماء نحو القبلة.


قال: وهجم عليهم الليل، واشتدّت الحرب، وهذه ليلة الهرير، فجعل بعضهم يهرّ على بعض، ويعتنق بعضهم بعضاً، ويكرم بعضهم بعضاً.


[ كذا في المصدر، ولعلّه مصحّف عن 'يكزم'. يقال: كزَم الشي ء الصُّلب؛ إذا عضّه عضّاً شديداً "لسان العرب: 518:12".]




قال: وجعل عليّ رضى الله عنه يقف ساعة بعد ساعة، ويرفع رأسه إلى السماء وهو يقول: 'اللهمّ إليك نُقِلت الأقدام، وإليك أفضت القلوب، ورُفعت الأيدي، ومُدّت الأعناق، وطُلبت الحوائج، وشخصت الأبصار. اللهمّ 'افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَتِحِينَ' ثمّ إنّه حمل في سواد الليل، وحملت الناس معه، فكلّما قتل بيده رجلاً من أهل الشام كبّر تكبيرة حتى اُحصي له كذا كذا تكبيرة.


قال أبومحمّد "ابن أعثم": اُحصي له خمسمائة تكبيرة وثلاث وعشرون تكبيرة، في كلّ تكبيرة له قتيل.


قال: وكان إذا علا قَدَّ، وإذا وسط قَطّ.


[ قَدَّ: قطع طولاً وقَطَّ: قطع عرضاً "النهاية: 21:4".]



[ الفتوح: 180:3 وراجع شرح نهج البلاغة: 213:2 ووقعة صفّين: 479 ونهج البلاغة: الكتاب 15.]




2563- تاريخ الطبري عن أبي مخنف: فاقتتل الناس تلك الليلة كلّها حتى الصباح؛ وهي ليلة الهرير، حتى تقصّفت الرماح، ونفد النبل، وصار الناس إلى السيوف.


/ 40