خروج بقايا من الخوارج - موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة الامام علی بن ابی طالب فی الکتاب و السنة و التاریخ - جلد 6

محمد محمدی ری شهری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


خروج بقايا من الخوارج


2745- الكامل في التاريخ: لمّا قُتل أهل النهروان، خرج أشرس بن عوف الشيباني على عليّ- بالدسكرة- في مائتين، ثمّ سار إلى الأنبار، فوجّه إليه عليّ الأبرش بن حسّان في ثلاثمائة فواقعه، فقُتل أشرس في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين.

ثمّ خرج هلال بن عُلّفة- من تيم الرباب- ومعه أخوه مجالد، فأتى ماسَبَذان،

[ ماسَبَذان: مدينة من مدن پيشكوه في محافظة لرستان الإيرانيّة ويقال لها سِيْرَوان، وهي مدينة قديمة بين جبال وشعاب، وفيها عيون ماء تجري وسط المدينة "راجع تقويم البلدان: 415".]

فوجّه إليه عليّ معقل بن قيس الرياحي فقتله وقتل أصحابه، وهم أكثر من مائتين، وكان قتلهم في جمادى الاُولى سنة ثمان وثلاثين.

ثمّ خرج الأشهب بن بشر، وقيل: الأشعث- وهو من بجيلة- في مائة وثمانين رجلاً، فأتى المعركة التي اُصيب فيها هلال وأصحابه، فصلّى عليهم ودفن من

قدر عليه منهم.

فوجّه إليهم عليّ جارية بن قدامة السعدي، وقيل: حجر بن عدي، فأقبل إليهم الأشهب، فاقتتلا بجرجرايا

[ جَرْجَرايا: بلدة قريبة من دجلة بين بغداد وواسط، من توابع النهروان السفلى "راجع تقويم البلدان: 305".]

من أرض جوخا،

[ جُوخا: اسم نهر عليه كورة واسعة في سواد بغداد، وهو بين خانقين وخوزستان "معجم البلدان: 179:2".]

فقُتل الأشهب وأصحابه في جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين.

ثمّ خرج سعيد بن قفل التيمي- من تيم اللَّه بن ثعلبة- في رجب بالبندنيجين ومعه مائتا رجل فأتى درزنجان-

[ كذا في المصدر، والصحيح كما في أنساب الأشراف ومعجم البلدان 'دَرْزِيْجان': وهي قرية كبيرة تحت بغداد على ثلاثة فراسخ منها على دجلة بالجانب الغربي، وهي من مدن الأكاسرة وإحدى المدائن السبع. وأصل اسمها درزبندان "راجع معجم البلدان: 450:2".]

وهي من المدائن على فرسخين- فخرج إليهم سعد بن مسعود فقتلهم في رجب سنة ثمان وثلاثين.

ثمّ خرج أبومريم السعدي التميمي، فأتى شهرزور،

[ شَهْرُزُور: بلدة بين الموصل وهمدان بناها زور بن الضحّاك، وتعرف اليوم باسم زوردر جنوب شرقي السليمانيّة قرب الحدود العراقيّة الإيرانيّة "راجع تقويم البلدان: 413".]

وأكثر من معه من الموالي، وقيل: لم يكن معه من العرب غير ستّة نفر هو أحدهم، واجتمع معه مائتا رجل، وقيل: أربعمائة، وعاد حتى نزل على خمسة فراسخ من الكوفة.

فأرسل إليه عليّ يدعوه إلى بيعته ودخول الكوفة، فلم يفعل، وقال: ليس بيننا غير الحرب.

فبعث إليه عليّ شريح بن هانئ في سبعمائة، فحمل الخوارج على شريح

وأصحابه فانكشفوا، وبقي شريح في مائتين، فانحاز إلى قرية، فتراجع إليه بعض أصحابه ودخل الباقون الكوفة.

فخرج عليّ بنفسه وقدّم بين يديه جارية بن قدامة السعدي، فدعاهم جارية إلى طاعة عليّ وحذّرهم القتل فلم يجيبوا، ولحقهم عليّ أيضاً فدعاهم فأبوا عليه وعلى أصحابه، فقتلهم أصحاب عليّ ولم يسلم منهم غير خمسين رجلاً استأمنوا فآمنهم.

وكان في الخوارج أربعون رجلاً جرحى، فأمر عليّ بإدخالهم الكوفة ومداواتهم حتى برؤوا، وكان قتلهم في شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين؛ وكانوا من أشجع من قاتل من الخوارج، ولجرأتهم قاربوا الكوفة.

[ الكامل في التاريخ: 423:2، أنساب الأشراف: 248 -239:3.]


خروج الخِرّيت بن راشد


2746- اُسد الغابة عن الزبير: كان الخِرّيت على مُضَر يوم الجمل مع طلحة والزبير، وكان عبد اللَّه بن عامر قد استعمل الخِرّيت بن راشد على كُوْرة من كُوَر فارس، ثمّ كان مع عليّ، فلمّا وقعت الحكومة فارق عليّاً إلى بلاد فارس مخالفاً، فأرسل عليّ إليه جيشاً، واستعمل على الجيش معقل بن قيس وزياد بن خصفة، فاجتمع مع الخرّيت كثير من العرب ونصارى كانوا تحت الجزية، فأمر العرب بإمساك صدقاتهم والنصارى بإمساك الجزية، وكان هناك نصارى أسلموا، فلمّا رأوا الاختلاف ارتدّوا وأعانوه، فلقوا أصحاب عليّ وقاتلهم، فنصب زياد بن خصفة راية أمان، وأمر منادياً فنادى: من لحق بهذه الراية فله الأمان، فانصرف إليها كثير من أصحاب الخرّيت، فانهزم الخرّيت فقُتل.

[ اُسد الغابة: 1437:165:2، الإصابة: 2249:235:2 إلى 'مع عليّ' عن سيف بن عمر ومن 'فلما وقعت...' عن الزبيد بن بكّار.]


2747- تاريخ اليعقوبي: خرج الخرّيت بن راشد الناجي في جماعة من أصحابه، فجرّدوا السيوف بالكوفة، فقتلوا جماعة، وطلبهم الناس، فخرج الخرّيت وأصحابه من الكوفة، فجعلوا لا يمرّون ببلد إلّا انتهبوا بيت ماله حتى صاروا إلى سيف عمان.

وكان عليّ قد وجّه الحلو بن عوف الأزدي عاملاً على عمان، فوثبت به بنو ناجية فقتلوه، وارتدّوا عن الإسلام، فوجّه عليّ معقل بن قيس الرياحي إلى البلد |عمان|، فقتل الخرّيت بن راشد وأصحابه، وسبى بني ناجية.

[ تاريخ اليعقوبي: 194:2؛ مروج الذهب: 418:2 نحوه وفيه 'الحارث بن راشد الناجي' بدل 'الخرّيت بن راشد الناجي'.]


2748- الغارات: شهد الخرّيت بن راشد الناجي وأصحابه مع عليّ عليه السلام صفّين، فجاء الخرّيت إلى عليّ عليه السلام في ثلاثين راكباً من أصحابه، يمشي بينهم حتى قام بين يدي عليّ عليه السلام فقال له: واللَّه لا اُطيع أمرك، ولا اُصلّي خلفك، وإنّي غداً لمفارق لك. قال: وذاك بعد وقعة صفّين، وبعد تحكيم الحكمين.

فقال له عليّ عليه السلام: ثكلتك اُمّك! إذنْ تنقض عهدك، وتعصي ربّك، ولا تضرّ إلّا نفسك! أخبرني لِمَ تفعل ذلك؟ قال: لأنّك حكّمت في الكتاب، وضعفت عن الحقّ إذ جدّ الجِدّ، وركنت إلى القوم الذين ظلموا أنفسهم، فأنا عليك رادّ، وعليهم ناقم، ولكم جميعاً مباين.

فقال له عليّ عليه السلام: ويحك! هلمّ إليَّ اُدارسك الكتاب، واُناظرك في السنن، واُفاتحك اُموراً من الحقّ أنا أعلم بها منك، فلعلّك تعرف ما أنت له الآن منكر، وتستبصر ما أنت به الآن عنه عمٍ وبه جاهل.

فقال الخرّيت: فإنّي عائد عليك غداً، فقال له عليّ عليه السلام: اغدُ ولا يستهوينّك الشيطان، ولا يتقحّمنّ بك رأي السوء، ولا يستخفنّك الجهلاء الذين لا يعلمون، فواللَّه لئن استرشدتني واستنصحتني وقبلت منّي لأهدينّك سبيل الرشاد، فخرج الخرّيت من عنده منصرفاً إلى أهله.

قال عبد اللَّه بن قعين: فعجلت في أثره مسرعاً، وكان لي من بني عمّه صديق، فأردت أن ألقى ابن عمّه في ذلك، فاُعلمه بما كان من قوله لأمير المؤمنين، وما ردّ عليه، وآمر ابن عمّه ذلك أن يشتدّ بلسانه عليه، وأن يأمره بطاعة أميرالمؤمنين ومناصحته، ويخبره أنّ ذلك خير له في عاجل الدنيا وآجل الآخرة.

قال: فخرجت حتى انتهيت إلى منزله وقد سبقني، فقمت عند باب داره وفي داره رجال من أصحابه لم يكونوا شهدوا معه دخوله على عليّ عليه السلام، فواللَّه مارجع ولا ندم على ما قال لأمير المؤمنين وما ردّ عليه، ثمّ قال لهم: يا هؤلاء! إنّي قد رأيت أن اُفارق هذا الرجل، وقد فارقته على أن أرجع إليه من غدٍ ولا أراني إلّا مفارقه، فقال أكثر أصحابه: لا تفعل حتى تأتيه، فإن أتاك بأمر تعرفه قبلت منه، وإن كانت الاُخرى فما أقدرك على فراقه! فقال لهم: نِعْمَ ما رأيتم.

قال: ثمّ استأذنت عليهم فأذنوا لي، فأقبلت على ابن عمّه وهو مدرك بن الريّان الناجي، وكان من كبراء العرب، فقلت له: إنّ لك عليَّ حقّاً لإخائك وودّك، ولحقّ المسلم على المسلم؛ إنّ ابن عمّك كان منه ما قد ذكر لك، فاخلُ به واردد عليه رأيه، وعظّم عليه ما أتى، واعلم أنّني خائف إن فارق أميرالمؤمنين أن يقتلك ونفسه وعشيرته.

فقال: جزاك اللَّه خيراً من أخ؛ فقد نصحت وأشفقت، إن أراد صاحبي فراق

أميرالمؤمنين فارقته وخالفته وكنت أشدّ الناس عليه، وأنا بعدُ خالٍ به، ومشيرٌ عليه بطاعة أميرالمؤمنين، ومناصحته والإقامة معه، وفي ذلك حظّه ورشده، فقمت من عنده وأردت الرجوع إلى عليّ عليه السلام لاُعلمه الذي كان، ثمّ اطمأننت إلى قول صاحبي، فرجعت إلى منزلي فبتّ به ثمّ أصبحت، فلمّا ارتفع النهار أتيت أميرالمؤمنين عليه السلام فجلست عنده ساعة وأنا اُريد أن اُحدّثه بالذي كان من قوله لي على خلوة، فأطلت الجلوس فلم يزدد الناس إلّا كثرة، فدنوت منه فجلست وراءه فأصغى إليَّ برأسه، فأخبرته بما سمعت من الخرّيت، وما قلت لابن عمّه، وما ردّ عليَّ.

فقال عليه السلام: دعْهُ؛ فإن قبل الحقّ ورجع عرفنا ذلك له وقبلناه منه، وإن أبى طلبناه، فقلت: يا أميرالمؤمنين، فلِمَ لا تأخذه الآن فتستوثق منه؟ فقال: إنّا لو فعلنا هذا لكلّ من نتّهمه من الناس ملأنا السجون منهم، ولا أراني يسعني الوثوب على الناس والحبس لهم وعقوبتهم حتى يُظهروا لنا الخلاف.

قال: فسكتُّ عنه وتنحّيت فجلست مع أصحابي، ثمّ مكثت ما شاء اللَّه معهم، ثمّ قال لي عليّ عليه السلام: ادنُ منّي فدنوت منه، ثمّ قال لي مسرّاً: اذهب إلى منزل الرجل فأعلِمْ لي ما فعل؛ فإنّه قلّ يوم لم يكن يأتيني فيه إلّا قبل هذه الساعة، قال: فأتيت منزله فإذا ليس في منزله منهم ديّار، فدرت على أبواب دور اُخرى كان فيها طائفة اُخرى من أصحابه فإذا ليس فيها داعٍ ولا مجيب، فأقبلت إلى عليّ عليه السلام فقال لي حين رآني: أأمنوا فقطنوا أم جبنوا فظعنوا؟ قلت: بل ظعنوا، قال: أبعدهم اللَّه كما بعدت ثمود، أما واللَّه لو قد اُشرِعت لهم الأسنّة، وصُبّت على هامهم السيوف، لقد ندموا، إنّ الشيطان قد استهواهم فأضلّهم وهو غداً متبرّئ

منهم، ومخلٍّ عنهم.

[ الغارات: 332:1؛ تاريخ الطبري: 113:5 تا 116 عن عبد اللَّه بن فُقَيم نحوه وراجع أنساب الأشراف: 177:3.]


2749- الكامل في التاريخ- في ذكر أحداث سنة "38"-: وفي هذه السنة أظهر الخرّيت بن راشد الناجي الخلاف على عليّ، فجاء إلى أميرالمؤمنين وكان معه ثلاثمائة من بني ناجية، خرجوا مع عليّ من البصرة، فشهدوا معه الجمل وصفّين، وأقاموا معه بالكوفة إلى هذا الوقت، فحضر عند عليّ في ثلاثين راكباً، فقال له: يا عليّ، واللَّه لا اُطيع أمرك، ولا اُصلّي خلفك، وإنّي غداً مفارق لك، وذلك بعد تحكيم الحَكَمين.

فقال له: ثكلتك اُمّك، إذنْ تعصي ربّك، وتنكث عهدك، ولا تضرّ إلّا نفسك! خبّرني لِمَ تفعل ذلك؟ فقال: لأنّك حكّمت وضعفت عن الحقّ، وركنت إلى القوم الذين ظلموا، فأنا عليك زارٍ، وعليهم ناقم، ولكم جميعاً مباين.

فقال له عليّ: هلمّ اُدارسك الكتاب واُناظرك في السنن واُفاتحك اُموراً أنا أعلم بها منك، فلعلّك تعرف ما أنت له الآن منكر، قال: فإنّي عائد إليك.

قال: لا يستهوينّك الشيطان، ولا يستخفنّك الجهّال، واللَّه لئن استرشدتني وقبلت منّي لأهدينّك سبيل الرشاد.

فخرج من عنده منصرفاً إلى أهله، وسار من ليلته هو وأصحابه، فلمّا سمع بمسيرهم عليّ قال: بُعداً لهم كما بعدت ثمود! إنّ الشيطان اليوم استهواهم وأضلّهم، وهو غداً متبرّئ منهم.

فقال له زياد بن خصفة البكري: يا أميرالمؤمنين! إنّه لم يعظم علينا فقدهم

فتأسى عليهم، إنّهم قلّما يزيدون في عددنا لو أقاموا، ولقلّما يُنقِصون من عددنا بخروجهم عنّا، ولكنّا نخاف أن يُفسِدوا علينا جماعة كثيرة ممّن يقدمون عليك من أهل طاعتك، فأْذن لي في اتّباعهم حتى أردّهم عليك. فقال: أتدري أين توجّهوا؟ قال: لا، ولكنّي أسأل وأتّبع الأثر. فقال له: اخرج، رحمك اللَّه، وانزل دير أبي موسى، وأقم حتى يأتيك أمري، فإن كانوا ظاهرين فإنّ عمّالي سيكتبون بخبرهم.

فخرج زياد فأتى داره وجمع أصحابه من بكر بن وائل وأعلمهم الخبر، فسار معه مائة وثلاثون رجلاً، فقال: حسبي.

ثمّ سار حتى أتى دير أبي موسى فنزله يوماً ينتظر أمر عليّ، وأتى عليّاً كتاب من قرظة بن كعب الأنصاري يخبره أنّهم توجّهوا نحو نِفَّر،

[ نِفَّر: قرية على نهر النَّرْس من بلاد الفرس "معجم البلدان: 295:5".]

وأنّهم قتلوا رجلاً من الدهاقين

[ الدهقان: رئيس القرية ومُقدَّم التُّنّاء وأصحاب الزراعة وهو معرَّب "النهاية: 145:2".]

كان أسلم.

فأرسل عليّ إلى زياد يأمره باتّباعهم ويُخبره خبرهم، وأنّهم قتلوا رجلاً مسلماً، ويأمره بردّهم إليه؛ فإن أبوا يناجزهم،

[ المناجزة في الحرب: المُبارزة. واُناجزك: اُقاتلك واُخاصمك "النهاية: 21:5".]

وسيّر الكتاب مع عبد اللَّه بن والٍ، فاستأذنه عبد اللَّه في المسير مع زياد، فأذن له، وقال له: إنّي لأرجو أن تكون من أعواني على الحقّ، وأنصاري على القوم الظالمين، قال ابن والٍ: فواللَّه ما اُحبّ أنّ لي بمقالته تلك حمر النعم... فتبعوا آثارهم حتى أدركوهم بالمذار...

[ المَذَار: مدينة في مَيْسان بين واسط والبصرة، وهي قصبة ميسان "معجم البلدان: 88:5".]

فدعاه زياد وقال له: ما الذي نقمت على أميرالمؤمنين وعلينا حتى

فارقتنا؟ فقال: لم أرضَ صاحبكم إماماً، ولا سيرتكم سيرة، فرأيت أن أعتزل وأكون مع من يدعو إلى الشورى، فقال له زياد: وهل يجتمع الناس على رجل يُداني صاحبك الذي فارقته علماً باللَّه وسنّته وكتابه مع قرابته من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وسابقته في الإسلام؟ فقال له: ذلك لا أقول لك. فقال له زياد: ففيمَ قتلت ذلك الرجل المسلم؟ فقال له: ما أنا قتلته، وإنّما قتله طائفة من أصحابي. قال: فادفعهم إلينا. قال: ما لي إلى ذلك سبيل.

فدعا زياد أصحابه ودعا الخرّيت أصحابه، فاقتتلوا قتالاً شديداً تطاعنوا بالرماح حتى لم يبقَ رمح، وتضاربوا بالسيوف حتى انحنت، وعُقرت عامّة خيولهم، وكثرت الجراحة فيهم، وقُتل من أصحاب زياد رجلان، ومن اُولئك خمسة، وجاء الليل فحجز بينهما، وقد كره بعضهم بعضاً، وجُرح زياد، فسار الخرّيت من الليل وسار زياد إلى البصرة، وأتاهم خبر الخرّيت أنّه أتى الأهواز فنزل بجانب منها وتلاحق به ناس من أصحابهم فصاروا نحو مائتين... فقدم معقل الأهواز... فلحقوهم قريب جبل من جبال رامهرمز... فقتل أصحاب معقل منهم سبعين رجلاً من بني ناجية ومن معهم من العرب، وقتلوا نحواً من ثلاثمائة من العلوج

[ العِلجْ: هو الرجل من كفّار العجم "النهاية: 286:3".]

والأكراد، وانهزم الخرّيت بن راشد فلحق بأسياف البحر، وبها جماعة كثيرة من قومه، فما زال يسير فيهم ويدعوهم إلى خلاف عليّ، ويخبرهم أنّ الهدى في حربه حتى اتّبعه منهم ناس كثير...

فكتب |عليّ عليه السلام| إلى معقل يُثني عليه وعلى من معه ويأمره باتّباعه وقتله أو نفيه... فلمّا انتهى معقل إليه نصب راية أمان وقال: من أتاها من الناس فهو آمن إلّا الخرّيت وأصحابه الذين حاربونا أوّل مرّة. فتفرّق عن الخرّيت جُلّ من كان

/ 40