برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و السبب في هذا الانقسام هو أن الأخص إماأن يكون إنما صار أخص بسبب فصول ذاتية ثمطلبت عوارضه الذاتية من جهة ما صار نوعافلا يختص النظر بشيء منه دون شيء و حالدون حال بل يتناول جميعه مطلقا: و ذلك مثلالمخروطات للهندسة. فيكون العلم بالموضوعالأخص جزءا من العلم الذي ينظر في الموضوعالأعم. و إما أن يكون نظره في الأخص و إنكان قد صار أخص بفصل مقوم فليس من جهة ذلكالفصل المقوم و ما يعرض له من جهة نوعيتهمطلقا بل من جهة بعض عوارض تتبع ذلك الفصلو لواحقه مثل نظر الطبيب في بدن الإنسان: فإن ذلك من جهة ما يصح و يمرض فقط. و هذايفرد العلم بالأخص عن العلم بالأعم ويجعله علما تحته. كما أن الطب ليس جزءا منالعلم الطبيعي. بل علم موضوع تحته. و إما أن يكون الشيء الذي صار به أخص ليسيجعله نوعا بل يفرده صنفا و يعارض فينظرفيه من جهة ما صار به أخص و صنفا ليبحث أيعوارض ذاتية تلزمه. و هذا أيضا يفرد العلمبالأخص عن العلم بالأعم و يجعله علما تحته. و بالجملة فإن أقسام الموضوعات المخصصةالتي العلم بها ليس جزءا من العلمبالموضوع الأعم. بل هو علم تحت ذلك العلم أربعة: أحدها أن يكون الشيء الذي صار به أخصعرضا من الأعراض الذاتية معينا فينظر فياللواحق التي تلحق الموضوع المخصص من جهةما اقترن به ذلك العارض فقط. كالطب الذي هوتحت العلم الطبيعي: فإن الطب ينظر في بدنالإنسان و جزء من العلم الطبيعي ينظر أيضافي بدن الإنسان. لكن الجزء من العلمالطبيعي الذي ينظر في بدن الإنسان ينظرفيه على الإطلاق و يبحث عن عوارضه الذاتيةعلى الإطلاق التي تعرض له من حيث هو إنسانلا من حيث شرط يقرن به. و أما الطب فينظرفيه من جهة ما يصح و يمرض فقط. و يبحث عنعوارضه التي له من هذه الجهة. و القسم الثاني أن يكون الشيء الذي بهصار أخص من الأعم عارضا غريبا ليس ذاتيا ولكنه مع هيئته في ذات الموضوع لا نسبةمجردة. و قد أخذ الموضوع مع ذلك العارضالغريب شيئا