و إما أن يكون ما هو مبدأ في علم مسألة فيعلم آخر و هذا على وجهين: إما أن يكونالعلمان مختلفي الموضوعين بالعموم والخصوص فيبين شيء في علم أعلى و يؤخذمبدأ في علم أسفل و هذا يكون مبدأ حقيقيا.أو يبين شيء في علم أسفل و يؤخذ مبدأللعلم الأعلى و هذا يكون مبدأ بالقياسإلينا. و إما أن يكون العلمان غير مختلفينفي العموم و الخصوص بل هما مثل الحساب والهندسة فتجعل مسائل أحدهما مبادئ لمسائلالآخر: فإن كثيرا من مبادئ المقالةالعاشرة من كتاب الأسطقسات عددية قد تبرهنعليها قبل في المقالات العددية. و هذا لايمكن إذا لم يكن بين العلمين شركة في موضوعأو في جنس موضوع.
و أما الشركة في المسائل فهي أن يكونالمطلوب فيهما جميعا محمولا لموضوع واحد وإلا فلا شركة. و هذا أيضا لا يمكن أن يكونإلا مع اشتراك العلمين في الموضوع.
فإذن الشركة الأولية الأصلية التي للعلومهي على موجب القسم الثالث و هو الشركة فيالموضوع على وجه من الوجوه المذكورة. و هيثلاثة:
إما أن يكون أحد الموضوعين أعم و الآخرأخص كالطب و العلم الطبيعي و الهندسة والمخروطات و سائر ما أشبه ذلك. و إما أنيكون لكل واحد من موضوعي علمين شيء خاص وشيء يشارك فيه الآخر كالطب و الأخلاق. وإما أن يكون ذات الموضوع فيهما واحدا و لكنأخذ باعتبارين مختلفين فصار باعتبارموضوعا لهذا و باعتبار موضوعا لذلك. كما أنجسم السماء و العالم موضوع لعلم الهيئة وللعلم الطبيعي.
و إذا تكلمنا في مشاركة العلوم فيالموضوعات و المبادئ و المسائل فيجب أننتكلم في نقل البرهان.