برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و على ما سلف لك منا شرحه فإذن إنما صارالكسوف الواقع في وقت كذا غير كثير لا لأنمعناه إذا تصور منع أن تقع فيه شركة بلاتفق لفقدان أمور أخرى من خارج ولاستحالتها: إذ ليست الشمس إلا واحدة والقمر إلا واحدا و العالم إلا واحدا و عرضللكسوف ما عرض للقمر نفسه على ما سلف مناالكلام فيه. و أما كسوف ما معين مشار إليهفي وقت ما معين فإنما يتناوله البرهانبالعرض كما يتناول سائر الفاسدات. و ليسيقوم البرهان على كسوف ما من جهة ما هوكسوف ما بل من جهة ما هو كسوف على الإطلاقيشاركه فيه كل كسوف عددي كان و تكرر أو جوزالوهم وجوده معه و لقائل أن يقول إن الحاجةإلى كون مقدمات البرهان كلية لا تتبين إلاببيان أن الفاسد لا يبقى به يقين فكيف صارالقوم يثبتون أن الفاسد لا برهان عليه لأنمقدمات البرهان كلية فالجواب أن الغرض ليسذلك و لكن معنى القول هو أنه لما كان الحكمإذا أخذ مقولا على الموضوع و ليس دائما فيكل واحد منه حتى لم يكن كليا بحسب الكلي فيالبرهان أعرض الحكم للشك و الانتقاض إذكان يتغير في البعض من الأعداد و المتغيرلا يقين به إذا أخذ مطلقا. كذلك حال الجزئيالمتغير إذا كان الحكم مقولا على الموضوعو ليس دائما في كل وقت له فيعرض للشك والانتقاض إذ كان يتغير في البعض منالأزمنة و المتغير لا يقين به: فكأنه يقول:السبب الذي أوقع في الأمور العامية حاجةإلى أن تكون مقدمات البراهين عليها كلية وإلا منع اليقين موجود بعينه في الحكم علىالشخصيات و ذلك هو التغير و عدم الدوامفيكون الكلي موردا للبينة على العلة لالأن يكون نفس مقدمة بيان.