برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
علل مختلفة فلا يخلو إما أن يكون بعضالأسباب خارجة عن موضوع الصناعة مثل السببالأول الفاعل للأمور الطبيعية علىالإطلاق و الغاية القصوى فإنها مفارقةللموجودات الطبيعية. أما السبب الفاعل فبالذات و أما الغايةالقصوى لها فمن وجه بالحد و من وجه بالذات.و إما أن تكون كل تلك داخلة في موضوعالصناعة: أي إما كائنة أنواعا لها [104 ب]أو كائنة من عوارضه الذاتية مثل السببالفاعلي و التمامي و المادي و الصوريلموجودات ما طبيعية دون العامة للكل مثلأسباب الإنسان أو أسباب نوع أو جنس آخر منالكائنات الطبيعية أو الطبيعيات التيليست بكائنة فإن أسبابها الظاهرة كلهاطبيعية. و نشرح هذا فيما هو أظهر كالإنسان فإنسببه الفاعل الظاهر إما إنسان أو نطفة أوقوة في نطفة و صورة فيها. و هذه الثلاثة إمانوع موضوع الصناعة و إما صورة و إما عرضذاتي داخل في موضوع العلم الطبيعي الذي هوالجسم من جهة ما يتحرك و يسكن. و سببهالمادي إما الأركان أو الأخلاط أو الأعضاءو هو من أنواع الجسم الطبيعي. و سببهالصوري النفس و هو من حيث هو صورة ما للجسمالطبيعي و كمال ما له. و سببه الغائيالكمالي الذي يخصه وجود أكمل جوهر يمكنحصوله من مبادئ كائنة فاسدة حصولا متحدامن نفس و بدن حتى يكون من شأنه أن تبقي نفسهللسعادة. و هذا الكمال من عوارض الجسمالطبيعي التي لا يمكن أن توجد في غيره. و يشبه أن يكون الفاعل و الصورة و الغايةفي الأمور الطبيعية واحدا بالنوع و أنتكون الغاية التي هي غير الصورة فيالطبيعيات خارجة عن فعل الطبيعة و من عندمبدإ أعلى من الطبيعة و غاية له مثل أنفاعل الإنسان إنسانية ما و صورته إنسانيتهو هي غاية الفاعل الطبيعي. و أما الكمالالآخر كالطحن الذي هو الغاية المقصودة فيتعريض الأضراس للطحن فهي مقصودة عند مبدإأعلى من الطبيعة. و أما نفس التعريض فإنهغاية للفاعل الطبيعي و مقصود له. فكان الغاية في الطبيعيات غايتان: غاية هيصورة و هي نهاية حركة و تمام محرك طبيعيمثل التعريض و غاية بعد الصورة ليستالصورة المقصودة قصدا أوليا في حركةالتكوين و هي مثل الطحن. و هي غاية لفاعلأعلى من الطبيعة.