برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و إنما القياس الذي يتكلف أحيانا في تصحيحشيء من ذلك أو تبكيت مخالف فيه منالسوفسطائية فإن ذلك كله نحو القول الداخللا الخارج و على ما عرف فيما سلف و يعرففيما يستأنف. و أما المبادئ التي قد يشك فيها فلا بد منأن يوضع وجودها و تفهم ماهية أجزائها إن لمتكن بينة تصور الأجزاء. و الحد فليس أصلا موضوعا و لا مصادرة لأنهليس فيه حكم بل إنما يوضع لتفهيم اسم فقطاللهم إلا أن يسمى إنسان كل مسموع في فواتحالصناعات أصلا موضوعا. بل إنما الأصولالموضوعة أشياء مصدق بها و هي في أنفسهاصادقة تجتمع من التصديق بها و لو بالوضع معمقدمات أخرى نتيجة. و الحدود ليست كذلك. ولما قيل في التعليم الأول هذا فطن لظن لعلهيسبق إلى بعض السامعين: أنه ربما كان منالمقدمات المستعملة مبدأ ما لعلم كله أولمسألة منه ما هو كاذب ثم يطلب منها نتيجة.فكان سائلا سأل و قال: قد نرى في العلومأصولا موضوعة و مقدمات كاذبة يتدرج منهاإلى المسائل مثل أن المهندس يقول خط ا ب لاعرض له و هو مستقيم و لا يكون كذلك. و مثل اب ج مستقيم الخطوط متساوي الأضلاع و لايكون في الحقيقة كذلك بل يكون كاذبا فيمايقول و يروم مع ذلك إنتاج نتيجة صادقة. وإنما يكون كاذبا لأن ذلك الخط لا يكون عديمالعرض و لا مستقيما في الحقيقة و لا ذلكالمثلث يكون متساوي الأضلاع في الحقيقة.فأجيب و قيل إن هذا الخط المخطوط و المثلثالمشكل ليس مخطوطا لافتقار البرهان إلىمثله و البرهان هو على خط بالحقيقة مستقيمو عديم العرض و كذلك على مثلث بالحقيقةمتساوي الأضلاع المستقيمة بل إنما خط ذلكو شكل هذا إعانة للذهن بسبب التخيل. والبرهان هو على المعقول دون المحسوس والمتخيل. و لو لم يصعب تصور البرهان المجرد عنالتخيل لما احتيج إلى تشكيل البتة.