برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
بذاتها و هي من جهة ما هي هي من حيث لهاحدودها. و كلها محدود محصور و معلوم. و أكثرها منعكس. فإذا كان مطلوب و أريد أن يطلب له قياس منجهة التحليل بالعكس طلب من لواحق الطرفينما هو على الشريطة المذكورة و هي لواحقمحدودة معلومة فتصاب عن كثب فيكون سبيلالتحليل فيها سهلا. و كذلك سبيل التركيب الذي هو عكس التحليلفيكون التركيب فيها أيضا سهلا: لأن ما هوعكس السهل سهل. و بطريق التركيب يتدرجون منمسألة إلى مسألة من غير أن يخلوا بمقدماتذات وسط و يتجاوزوا عنها إلا بعد إيضاحهابالقياسات القريبة منها و يكون التزيدفيها تزيدا محدودا و الطريق منهوجا. و الجدل مخالف في جميع هذا. أما أولا ففيالتحليل بالعكس: و ذلك لأن الأوساط تكونأمورا كثيرة متشوشة فإنها تكون أموراعرضية و ذاتية و تكون من العرضيات صادقة وكاذبة بعد أن تكون مشهورة فتتضاعف مطالبالأوساط فيصعب تحليلها. و ليس إنما يصعبالتحليل في المسائل الجدلية على الإطلاقبل و في الصادقة منها لأنها قد تنتج منكواذب إذا كانت مشهورة أو مسلمة أو منتجةمنها. و لو لا ذلك لما كانت سهلة من وجهواحد: و هو أنها كانت تكون مقتصرة علىالصادقات. و أما ثانيا ففي التركيب: لأنالتحليل لما صعب صعب عكسه و هو التركيب لأنالتركيب فيه ليس يكون على تأليف مستقيميبتدئ عن غير ذوات أوساط ثم يستمر على نظامبل يكون كيف اتفق و بأي أوساط اتفقت و ربماعكس التركيب في الجدل فجعل ما بينه الجدلبمقدمة نتيجة لتلك المقدمة يبان بهابعينها في مجادلة أخرى فيتضاعف التركيب.