برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
لا تحتاج إلى عمل يعمل بها حتى تصيرمعقولة و لا يمكن أن تكون محسوسة البتة. وأما محسوسات الذوات في الوجود فإن ذواتهافي الوجود غير معقولة بل محسوسة لكن العقليجعلها بحيث تصير معقولة لأنه يجردحقيقتها عن لواحق المادة. و نقول إنه إنما يكتسب تصور المعقولاتبتوسط الحس على وجه واحد و هو أن الحس يأخذصور المحسوسات و يسلمها إلى القوةالخيالية فتصير تلك الصور موضوعات لفعلالعقل النظري الذي لنا فتكون هناك صوركثيرة مأخوذة من الناس المحسوسين فيجدهاالعقل متخالفة بعوارض مثل ما تجد زيدامختصا بلون و سحنة و هيئة أعضاء و تجد عمرامختصا بأخرى غير تلك. فيقبل على هذهالعوارض فينزعها فيكون كأنه يقشر هذهالعوارض منها و يطرحها من جانب حتى يتوصلإلى المعنى الذي يشترك فيه و لا يختلف بهفيحصلها و يتصورها. و أول ما يفتش عن الخلطالذي في الخيال فإنه يجد عوارض و ذاتيات ومن العوارض لازمة و غير لازمة فيفرد معنىمعنى من الكثرة المجتمعة في الخيال ويأخذها إلى ذاته. و أما كيفية هذا الصنيع و مائية القوةالفاعلة لذلك و القوة المعينة للفاعلةفليس هذا الموضع موضع العلم به بل هو من حقعلم النفس. لكن الذي نقوله هاهنا فهو: أن الحسن يؤدي إلى النفس أمورا مختلطة غيرمعقولة و العقل يجعلها معقولة. فإذاأفردها العقل معقولة كان له أن يركبهاأنحاء من التركيب بعضها على التركيب الخاصبالقول المفهم لمعنى الشيء كالحد والرسم و بعضها بالتركيب الجازم. بل نقول إن تصديق المعقولات يكتسب بالحسعلى وجوه أربعة: أحدها بالعرض و الثانيبالقياس الجزئي و الثالث بالاستقراء [109 ا]و الرابع بالتجربة. أما الكائن بالعرض فهوأن يكتسب من الحس بالوجه الذي قلناالمعاني المفردة المعقولة مجردة عنالاختلاط الحسي