برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
التصور. فمطلب ما الذي بحسب الاسم متقدمعلى كل مطلب و أما مطلب ما الذي بحسب تحققالأمر في نفسه فمتأخر عن مطلب هل البسيط.فإن الذي يطلب ما ذات الحركة و ما الزمانفإنما يطلب مائية أمر موجود عنده. و أما إنطلب أحد هل حركة أو هل زمان أو هل خلاء أوهل إله موجود فيجب أن يكون فهم أولا ما تدلعليه هذه الأسامي: فإنه يمكن أن يعلم مايدل عليه الاسم و لا يعلم هل ذلك المدلولعليه موجود أو غير موجود. و إن كان الحدإنما هو بالحقيقة للموجود و لكن لا يوقف فيأول الأمر أن هذا القول حد بحسب الاسم أوبحسب الذات إلا بعد أن يعرف أن الذاتموجودة. و لذلك يوضع في التعاليم حدودأشياء يبرهن على وجودها من بعد كالمثلث والمربع و أشكال أخرى حدت في أول كتابأسطقسات الهندسة. فكان حدا بحسب شرح الاسم ثم أثبت وجودهامن بعد فصار الحد ليس بحسب الاسم فقط بلبحسب الذات: بل صار حدا بالحقيقة. و يجب أنيعلم أن الفرق بين الذي يفهم من الاسمبالجملة و الذي يفهم من الحد بالتفصيل غيرقليل. فكل إنسان إذا خوطب باسم فهم فهما ماو وقف على الشيء الذي يدل عليه الاسم إذاكان عالما باللغة. و أما الحد فلا يقف عليهإلا المرتاض بصناعة المنطق. فيكون أحدالأمرين معرفة و الثاني علما كما أن الحسمعرفة و العقل علم. و مبادىء العلوم مختلف في تقديمها علىالعلوم و تصدير التعاليم بها. ففي ببعضهاإنما يوضع أن الأمر موجود أو غير موجود فقطلأن الضرورة (92 ا) تدعو فيها إلى هذاالمقدار كقولنا إن الأمر لا يخرج عن طرفيالنقيض أو مثل وضعهم أن الأشياء المساويةلشيء واحد متساوية. و في بعضها إنما يوضعأولا ما ذا يدل عليه الاسم كما ذكرناه منحال المثلث و المربع المذكورين في فاتحةكتاب الأسطقسات ثم من بعد ذلك يبين وجوده.و في بعضها يحتاج أن يوضع الأمران جميعا:مثل الوحدة في فاتحة علم العدد. و نحنمستقصون لهذا فنقول: إن الأمور التي تذكر في المبادىء منهامعان مركبة و منها معان مفردة. و المعانيالمركبة إنما يليق بها أن يستدعى فيهاالتصديق لا لأن تعطى لها الحدود فإنالتركيب الخبري للتصديق.