برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و أما الحدود فللمعاني المفردة و ما فيحكم المفردة. و القضايا المتعارفة والأصول الموضوعة مركبة فإذن لا يتحقق فيهامعنى إعطاء الحد و الماهية و لا بد من أنتقبل بالهلية ليتبين بها غيرها. فقد حصل من هذا أن هذا القسم من المبادىءيوضع بالهلية. و أما المعاني المفردة فمنها ما هي أعراضموضوع الصناعة و منها ما هي داخلة في جملةموضوع الصناعة. فما كان منها من أعراضموضوع الصناعة و آثاره فهي التي تطلب فيالصناعة ليصحح فيها وجودها. و ليس وجودهاإلا للموضوع. فيكون النظر في أنها موجودة عالصناعة لتلك الصناعة. و ذلك هو النظر فيأنها موجودة. فإذن إثبات وجوده إلى تلكالصناعة. فهذه لا يجوز أن تكون بينة الوجودو مجهولة لموضوع الصناعة إذ موضوع الصناعةكما يبين لك من بعد هو مأخوذ في حدها ووجودها أن يكون له. و إذ هذه في الصناعةالمستعملة لموضوعها غير بينة الوجود وإنما يطلب وجودها لموضوع الصناعة بلوجودها مطلقا في تلك الصناعة فيستحيل أنيفرض وجودها مطلقا فمستحيل أن يفرض وجودهافي المبادىء. و إذ لا بد من أن تفهمحدودها فيجب أن توضع حدودها في المبادىء.فهذا القسم حدودها في المبادىء دونوجودها. و أما ما كان من المفردات داخلا في جملةالموضوع فلا بد من أن يفهم و لا بد أيضا منأن يعترف بوجودها و أنها حقة معا. فإنها إنلم تفهم ماهيتها لم يمكن أن يعرف شيء منأمرها. و إن لم يوضع وجودها فكيف يطلب وجودشيء لها و إذ لا مفرد في العلومالبرهانية إلا شيء داخل في الصناعة: والداخل في الصناعة إما الموضوع الذيللصناعة و ما هو منه و إما أحكام الموضوع.فإذن بعض المفردات توضع حدودها فيالمبادىء دون وجودها: و بعضها توضعحدودها و وجودها. و إذ ما خلا المفرد المركب و المركبالنافع في العلوم قضية و القضية إنما يوضعوجودها لا محالة دون حدها. و على ما قلنافتبين من جميع ذلك أن من الأمور المصدرة فيالصناعة