برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
الظن يقتضي اعتقادا ثانيا بالفعل أوبالقوة القريبة أو البعيدة: و هو أنالشيء جائز التحول عما هو عليه. و محال أنيجتمع في الشيء الواحد للإنسان الواحدفي وقت واحد امتناع تحوله عما هو عليه وجواز تحوله معا أو يجتمع فيه رأي أن يجوززواله و رأي ألا يجوز زواله. و أما الظن الصادق و الكاذب فكيف يجتمعانفي إنسان واحد فإن الظن الذي يظنه و هوكاذب و الظن المقابل الذي له و هو فيه صادقإن تساويا لم يكن ظن بل شك في الأمرين. و إن مالت النفس إلى الصادق بقي الكاذبغير مظنون أو إلى الكاذب بقي الصادق غيرمظنون. و الشيء الواحد بعينه الثابت قديظن ممكنا مرة و يرى غير ممكن أخرى. فإذا تناول الرأي كونه غير ممكن تناولاتاما فهو علم. و إذا وقع عليه الرأي منالجهة الثانية فهو ظن. فيكون في الشيءالواحد من جهتين ظن و علم لإنسانين: مثلاهذا يظن أن القطر غير مشارك للضلع و يصدق وذلك يرى أن القطر مشارك له فيكذب. و الظنانمختلفان لكنهما واحد في الموضوع. و أما الكلام في الذهن و الصناعة و الفهم والحكمة و الذكاء و الحدس فيكاد يكون أكثرهأولى بعلوم أخرى من الطبيعيات و الخلقيات.إلا أنا نحدها هاهنا حدا. فالذهن قوة للنفس المهيأة المستعدةلاكتساب الحدود و الآراء. و الفهم جودةتهيؤ لهذه القوة نحو تصور ما يرد عليها منغيرها. و الحدس جودة حركة لهذه القوة إلىاقتناص الحد الأوسط من تلقاء نفسها: مثل أنيرى الإنسان القمر و أنه إنما يضيء منجانبه الذي يلي الشمس على أشكاله فيقتنصذهنه بحدسه حدا أوسط و هو أن سبب ضوئه منالشمس. و الذكاء جودة حدس من هذه القوة يقعفي زمان قصير غير ممهل. و الفكرة حركة ذهنالإنسان نحو المبادئ للمطالب ليرجع منهاإلى المطالب. و الصناعة ملكة نفسانية تصدرعنها أفعال إرادية