برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
هل و تابع له لكنه قد يسبق من حيث هو مطلبما بمعنى الاسم. فإذا أعطى ثم أعطى مطلب هلاتضح في الحال مقتضى طلب ما بحسب الذات. ويتبع المطلب المركب من مطلبي الهل أيضاعلى وجه من الوجوه حتى يكون كأنه يطلب ماالحد الأكبر أو ما الحد الأوسط. و ذلك لأن الموضوع في المطلوب بالهلالمركب يجب أن يكون معطي الهلية و الماهيةأولا في كل علم ثم تطلب عوارضه الذاتية لهبالهلية. فإذا طلب وجود العارض له أولاوجوده بالهل المركب بالقياس إلى ذلكالموضوع فبالحري أن ذلك يقتضي إثباتالمحمول العارض بالهل البسيط بالقياس إلىنفسه. و ذلك لأن البراهين إنما تبحث عنالأعراض الذاتية للموضوعات و تلك الأعراضلا توجد إلا في تلك الموضوعات و أجناسها.فإن منع أن يكون لها وجود في تلك الجملةمنها صارت في جملة الممتنعات. و إذا أعطيتوجودا في شيء منها ثبت أنها فيالموجودات. فيكون البحث عن هليتها للموضوعبحثا بوجه من الوجوه عن هليتها مطلقا: كالبحث عن هلية المثلث المتساوي الأضلاعللمثلث المعمول على خط طرفاه مركزادائرتين و قد وصلا أيضا بالتقاطيع فهو بحثعن هليته في نفسه. فبذلك يعلم أن له إمكانوجود. و إذا صح للشيء هليته استحق أن يطلب لهالمائية و أن يعطاها بحسب الذات. و قبل ذلكلا يكون استحق طلبها أو إعطاءها إلا بحسبالاسم لا بحسب الذات فقد فرغنا من هذا فيماسلف. فوقت وضوح بحث الما بحسب الذات لهذهالعوارض هو هذا الوقت و إن كان لا مانع منأن يكون ما قد أفيد في جواب ما بحسب الاسمقبل الاشتغال بالهل كافيا ابتداء طلب مابحسب الذات: فإنه يتضح حينئذ مع إيضاحالهلية.