برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و أما على سبيل الوجه الثاني و ذلك أن نعنيأن كل ب من حيث هو ب هو كذا و كذا يدل علىماهية فإن هذا القول مانع أن ينتجالاقتران و يغير الوسط و يجعله آخر. و لوكان هذا القول منتجا لوجب أن يكون ما هو حدب من حيث هو ب هو حد ج و هو غيره في الحد وغير حده. هذا محال: فإن الخاصة و الفصل و إنكانا يقالان على النوع و يحمل على النوعحدهما فإنما يحمل لا من طريق أنه حد للنوعأو حدهما واحد: فحدهما حد النوع و لكن منطريق أنه موجود للنوع. و فرق بين أن يكونهذا الشيء موجودا للشيء و بين أن يكونحدا له أو يكون حدهما واحدا. بل حد طبيعةالنوع و حد طبيعة فصله و حد طبيعة خاصتهمفترق. فحد فصله جزء من حده. و حد خاصتهمأخوذ فيه حده بالقوة أو بالفعل. فإذن ليس يمكن أن يكون الحد الأوسط خاصةأو فصلا من هذا الوجه و لا رسما أيضا. و أقول من رأس كالمعيد إن مثل هذا الوسطإما ألا يفيد الحد و إما أن تكون الكبرىكاذبة: لأنك لا تخلو إما أن تقول مثلا كلضحاك أو ناطق فهو حيوان ناطق مائت و تسكتفحينئذ ينتج أن كل إنسان حيوان ناطق مائتمن غير زيادة بيان أن هذا حده. و حينئذ يكونحمل الحد على موضوع النتيجة ليس أخفى منحمله على الحد الأوسط بل ربما كان ذلكأوضح: فإنا إنما نعلم أن الضحاك حيوان ناطقمائت لأنا نعلم أنه إنسان. و قد بان لك من حال الفصل أن حمل حد النوععليه يجب أن يكون أخفى من حمله على النوعإن كنت تذكر أصولا سلفت. و إما أن تقول كلضحاك أو ناطق فهو محدود بأنه حيوان ناطقمائت و أن هذه الجملة ماهيته فتكون هذهالمقدمة كاذبة: لأن معنى قولك كل ضحاك أوكل ناطق يفهم على وجهين متضمنين فيه:أحدهما أن كل ضحاك من جهة ما هو ضحاك أو كلناطق من جهة ما هو ناطق. و الآخر كل شيءيوضع للضحاك و كل شيء يوضع للناطق