برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
مبدأ للحياة بذاتها. و أن الغضب غليان دمالقلب. و أيضا شهوة حركة إلى الانتقام و ماأشبه ذلك. فإذا جعل واحد من هذين الحدينحدا أوسط و الآخر حدا أكبر كان تأليفا ماقياسيا. إلا أنه يعرض منه شيئان: أحدهما أنالمكتسب بالحقيقة لا يكون حدا تاما بل حداناقصا و جزء حد تام. و الثاني أن هذا الأوسطلا يخلو من أن يكون حمله على الأصغر حملااشترط فيه أنه حده و الأكبر كذلك في حملهعليه أو يكون الحمل في أحدهما حملا فقط ولم يقل إنه حد لما حمل عليه. فإن قيل مثلا إن ا حد لب ب حد لج ف أحد لجلأن حد الحد حد فقد خرج عن صواب التعريف منوجوه. و ذلك لأن كون ب حدا لج موضوع وضعا ومقتضب اقتضابا من غير قياس. و كان الشرط في التحديد بعد انكشاف الجنسعند هذا المنازع ألا يكون إلا بقياس. و أماألا يكون ب فقد صح أولا أنه حد لج بقياسآخر. و أما أن يكون التحديد ليس طريقهالإنتاج بقياس لكن لا يجوز أن يكوناستبانة ذلك معولا فيها على قياس و إلالاحتيج إلى حد ثالث يكون متوسطا و كان لايزال يكون بين كل حدين حد فيكون للشيءحدود بغير نهاية إذ لا يجوز أن يكون الحدبين ب ج هو ا فإن هذا دور. و قد بان أن ذلكينتهي إلى أوساط لا أوساط لها فتكون حدوداغير مكتسبة و هذا خلاف ما يذهبون إليه. فقد بان أن أخذ الأوسط حدا للأصغر و أخذالأكبر حدا للأوسط يكون قد اقتضب اقتضابافقط. و أيضا فإن الطلب واحد: أنه هل هذاالشيء حد الشيء أو حد لحده و لا يتبينأنه حد لحده أو يكون بينا أنه حد للشيء.فهذا أيضا نحو آخر قد خرج فيه عن صوابالتعريف إذ وضع أن ا حد لحد ج و المشكوك فيهأنه هل ا حد لج. هذا إذا كان وضع أن ا حد لب بحد لج. و أما إذا لم يوضع ب حدا لج فلا يدرىهل حده حد لج أم لا. لكن يقال إن حده محمولعلى ج كما أن حد الفصل و الجنس و الخاصةمحمول على النوع و ليس حدا للنوع. و لا يفيد هذا القياس الحد إذا لم يوضع أنا حد لب: فإنه ليس إذا علم أن ا موجود لحد بيجب أن يكون هو حد ب: فليس كل لازم و محمولذاتي حدا.