برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وسطى هي علل منعكسة على الحدود الكبرى بلو على الصغرى فأمر باطل. و إنما غرهم قلةالعناية و النظر و فصل من كلام المعلمالأول لم يستقصوه حق الاستقصاء و سنصيرإليه عن قريب و نبين أن العلل قد تكون أخصمن المعلولات في كثير من الأشياء و لاتنعكس عليها إلا أنا نشتغل هاهنا بما هوغرضنا فنقول: إن المعلم الأول دل على أن البراهين ذواتالعلل تعطى بوجه ما تنبيها على الحدود وذلك في الأشياء التي هي عارضة لشيء و فيشيء لعلة من جنس العلل المأخوذة فيالحدود. و أما ما لا علة له في وجود ذاته مطلقا أولشيء: لأنه غير عارض في شيء أو عارض أولبلا علة و من جنسه مبادئ العلوم فإنه قديصدق به من غير قياس يعطي هلية البتة. بلهليتها واضحة. و مع ذلك فقد يكتسب لها حد. و أيضا كثير من المعاني يوضع في العلوموضعا مثل الوحدة في علم العدد فلا يقاسبالبرهان على وجوده بل يوضع وضعا و ربماأقنع فيه بكلام جدلي أو استقراء إقناعاغريبا ليس من شرط التعليم و لكن ذلك لايتعذر تحديده. فإذن ليس كل حد إنما يتوقع فيه أن يصارإليه من البرهان بل كثيرا ما يحد الشيءأولا فيقتنص من حده البرهان على عوارضه وخصوصا من حدود البرهان الذاتية و الحدودالتي فيها شيء علة و شيء آخر معلول مثلقولنا إن الرعد صوت يحدث في الغمام لطفوءالنار فيه. و طفوء النار علة و الصوت معلولو مجموعهما لا أحدهما وحده هو الحد التام:فإنه و إن كان طفوء النار علة فاعلة للصوتو الصوت معلول له فالصوت علة للرعد علىسبيل العلل الصورية. و الحد بجملته علةصورية للمحدود و إن كان بعض أجزائه علةلبعض. و إذا كان الحد بالجملة علة صوريةللمحدود فكل جزء منه هو علة لا محالة. وإنما يكون البرهان مفيدا للحد إذا كان فيهجزء هو علة و جزء هو معلول على نحو ما قلنا.