برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و كذلك دلالته على الوجود. و هذا الحدالمقول بحسب الاسم إذا لم يوافق معنىالوجود كان اتحاد أجزائه شيئا معتبرا منوجه. فإذا كان بحسب الذات كان اتحاد أجزائهمعتبرا من وجه آخر: و ذلك لأن القول إنمايكون واحدا على أحد وجهين: إما لأنه متصلالأجزاء بالأربطة الجامعة كما مضى مناذكره فيما سلف مثل قصيدة أو كتاب فما دونه.و إما لأن أجزاءه تصير شيئا واحدا في النفسيدل على شيء واحد في الوجود. و الحد الذييكون بحسب الاسم فيشبه أن يكون اتحادأجزائه ما دام ليس مطابقا لموجود واحداتحادا بالأربطة إلا أن يؤخذ بالقياس إلىخيال واحد في النفس. و إلى هذا القسم والوجه ذهب قوم. فكأنه غير مستمر في جميعالحدود التي هي بمعنى شروح الاسم. فإنه إذاكان المعنى محالا لا خيال له في النفسالبتة فكيف يكون خياله وجدانيا و إن كانمحالا و له خيال في النفس ذو أجزاء لاتجتمع في الطبع فكيف يكون ذلك الخيالواحدا مثل تخيلنا إنسانا يطير. فإن كان هذا الخيال واحدا فعساه أن يكونواحدا بجهة غير الجهة التي بها تكون [116 ا]المعاني العقلية و الخيالات الصحيحةواحدة. فإن الواحد يقال على وجوه كثيرة ونحن لا نذهب إلى هذا المعنى في قولنا معنىواحد و شيء واحد بل نشير إلى اتحاد طبيعيجوهري. هذا و أما الحد الكائن بحسب الذات فهومتحد الأجزاء بالحقيقة لأنه لخيال أولمعنى أو لموجود واحد بالحقيقة بوحدةطبيعية. و هذا وجه مما يقال عليه الحد. و يقال حد بوجه آخر لما يعطي علة وجود معنىالمحدود و يؤخذ بعينه في البرهان حدا أوسطفيكون مبدأ للبرهان. و إذا أخذ هذا الحد وضم إليه كماله و هو إضافته إلى المعلول