برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فإنا نعرف أن كل اثنين موجود عرف أو لميعرف فهو زوج. بل الجواب عن هذا: أنا لم نقلإنا نعرف كل اثنين زوج فإذا لم نعرف اثنينزوجا ينتقض قولنا. و أيضا لم نقل إنا نعرفمن كل شيء هو اثنان أنه اثنان فنعرف أنهزوج. بل قلنا أحد قولين: إما [92 ب] أن كلاثنين عرفناه فإنا نعرف أنه زوج أو كلاثنين في نفسه عرفناه أو لم نعرفه فهو فينفسه زوج. أما القسم الأول فلا ينتقضبالشبهة التي أوردت. و أما الوجه الثانيفهو معرفة عامية لا يناقضه الجهل الخاصي:لأنا و إن لم نعلم أن الذي في يد فلان زوجأو ليس بزوج فعلمنا أن كل اثنين فهو فينفسه زوج ثابت معناه غير باطل. و أما ماجهلناه فإنه داخل في علمنا بالقوة لابالفعل. فالجهل به لا يكون جهلا بالفعل بماعندنا. و إذا حصل عندنا أن الذي في يدهاثنان و تذكرنا المعلوم الذي كان عندناعرفنا في الحال أن الذي في يده زوج. فإذن مجهولنا غير معلومنا. و ليس إذا لمنعرف أن شيئا ما هو زوج أم لا لأنا لا نعرفأنه اثنان أم لا يبطل ذلك أن نعلم أن كل ماهو اثنان فهو زوج فنكون قد علمنا أيضا أنذلك زوج من وجه فبهذا يزول ذلك الشك. و قد ذكر أن مانن الذي خاطب سقراط في إبطالالتعليم و التعلم قال له: إن الطالب علماما إما أن يكون طالبا لما يعلمه فيكون طلبهباطلا و إما أن يكون طالبا لما يجهله فكيفيعلمه إذا أصابه كمن يطلب عبدا آبقا لايعرفه فإذا وجده لم يعرفه. فتكلف سقراط فيمناقضته