برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و وجود ذلك الشيء يقتضي وجودها و بهايتحقق و يتحصل و يتخصص. فتكون أمثال هذهالعلل المحصلة للذات فيما له وجود محصلمخصص و وجود منتشر غير مخصص مخصصة لأمر ماحتى تجعله محصلا. و يكون ذلك الأمر مخصصابها. فذلك الأمر جنسي و العلل فصلية. كقولكصوت من طفوء النار: فالصوت جنس و من طفوءالنار فصل إن كان كل رعد هكذا. أما أمثلة الحدود المتحدة من العللالمختلفة فأنت تحد الزاوية القائمةبالصورة فقط فتقول: المساوية لأخرى في جنبخطها القائم على مستقيم. و تحد حمى الغببالفاعل فتقول: حمى تئوب غبا لعفونة الصفراء. و تحدالخاتم بالغاية فتقول: الخاتم حلقة يلبسهاإصبع. و تحد الفطوسة بالموضوع فتقول: تقعيرفي الأنف. و ربما جمعت الجميع في واحد فقلت:إن السيف آلة صناعية أو سلاح صناعي من حديدمطاول معرض محدد الأطراف ليقطع به أعضاءالحيوان عند القتال. فقولك الآلة و السلاح جنس و قولك الصناعيفصل من المبدإ المحرك و قولك من حديد فصلمن الموضوع و قولك مطاول و معرض محدد فصلمن الصورة و قولك ليقطع به أعضاء الحيوانفصل من الغاية. و لقائل أن يقول: إن الحد يعرف جوهرالشيء و ذاته فكيف تؤخذ فيه الأسبابالخارجة عنه فالجواب أنه إنما يؤخذ في حدالشيء أسبابه: لأن جوهره متعلق بتلكالأسباب و إضافته إليها ذاتية له في جوهره.و إن كان من الأسباب الخارجة عن الشيء ماهو هكذا فلا يمكن أن يعرف ما هذا حال جوهرهأو تذكر أسبابه.