برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و الثالث أنها إذا وفت على الواجب كانتتشتمل على الفصول الذاتية كلها فلا يبقىشيء من الداخلات في ماهية الشيء إلا وقد ضمن فيه فنكون قد أعطينا الفصول علىتواليها طولا و أعطيناها بتمامها و لوعرضا. فإنه يمكن أن يقسم الجنس بقسمين ليسأحدهما تحت الآخر مثل الجسم ذي النفس: إلىالمتحرك بالإرادة و غير المتحرك بالإرادةمرة و إلى الحساس و غير الحساس مرة. فيجب أنيراعى هذا في القسمة عرضا كما روعي طولالئلا يفوت فصل من فصول ما ينقسم إلى فصولذاتية متداخلة أو متوافية. و المتداخلةمثل المائت و غير المائت و الناطق و غيرالناطق. و المتوافية مثل الحساس و غيرالحساس و المتحرك بالإرادة و غير المتحركبها. و القانون في مراعاة الوجه الثاني والثالث حتى يحصل منه منفعة أن تكون القسمةبالذاتيات المقومات للأنواع و أن تكونالقسمة قسمة أولية للجنس و هو في القسمةالتي للجنس من طريق ما هو جنس. مثلا إنمايجب أن يقسم الحيوان أولا إلى الطائر والسابح و الزاحف و الماشي ثم يقسم الماشيإلى ذي رجلين و كثير الأرجل و الطائر إلىمتصل الجناح و منفصل الجناح. فإن أخل بهذاو قسم الحيوان أولا إلى متصل الجناح ومنفصل الجناح فما قسم الحيوان من جهة ما هوحيوان بل من جهة ما هو طائر. و كذلك إن قسمالحيوان إلى كثير الأرجل و ذي الرجلين فماقسم الحيوان من جهة ما هو حيوان بل من جهةما هو ماش. فيجب أن ينظر أولا أن الجنس هل يحتاج إلىأن تصير له طبيعة زائدة على طبيعتهالجنسية [118 ب] حتى يقبل هذه القسمة أو لايحتاج بل و هذه القسمة له أولا فتقدمالقسمة التي تكون أولا و تؤخر القسمة التيليست أولا. فإذا قسمت قسمة أولية جمعتالمقسوم و الفصل ثم قسمت قسمة أولية أخرى وكذلك إلى أن تنتهي إلى ما لا ينقسم إلابالعدد ثم تقتضب أطراف القسمة محمولاتللنوع و تضيفها للتركيب. فإذا قسمت شيئامرة قسمة أولية فيجب أن تجتهد جهدك و تنظرهل يوجد له قسمة أخرى أولية غير هذهالقسمة: فإن وجدت قسمت أيضا حتى تستوفيالقسمة طولا و عرضا فتستوفي جميعالمحمولات. و يجب أن تكون الفصول المقسمةذاتية. و قد بينا كيفية ذلك في الفن الأول.