برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ينقطع بك العمل و تجد الاستخفاف بالبخت والامتعاض للضيم ليسا نوعين لكبر النفس.فليس كبر النفس كليا لهما. و إنما يكونالحد الواحد و البرهان الواحد لكلي واحدلا للتفاريق الجزئية. فإن الطبيب يحد الصحة من حيث هي صحة كليةلا من حيث هي صحة صحة و يبرهن على شفاءالعين لا شفاء هذه العين و تلك العين بلشفاء العين الكلية الواقعة بمعنى واحد علىعيون شخصية. و اعلم أنا إذا ابتدأنا في التحديد منالكليات لم نأمن أصعب شيء نقع فيه و أجرهإيانا إلى الغلط و هو اشتراك الاسم الخفي.فإذا ابتدأنا من المفردات و الجزئيات وتصعدنا من طريق المعنى إلى الكليات علىنحو ما مثلنا في كبر النفس أمنا الوقوع فياشتراك الاسم لأن تضليل اشتراك الاسم فيالكليات أكبر. و كما أن الغرض المقدم فيالقياس و المصادر عليه للقياس هو أن يكونمظهرا للتصديق الخفي فكذلك يجب أن يكونالغرض المقدم في الحد و المصادر عليه للحدهو أن يكون مظهرا لتصور الخفي و أن يكون فيغاية الوضوح. و هذا الوضوح قد يستره الاسمالمشترك. و قل ما يقع هذا الخلل إذا أخذت منالجزئيات الوحيدة: فإنه إذا قيل لون شبيهبلون و شكل شبيه بشكل فإن أتى من جانبالشبه أمكن أن يغلط و يظن أنه معنى واحد وخصوصا إذ هو من العوارض الذاتية بالكيفيةو هما من باب الكيفية. و أما إذا أتى منجانب الشكل و اللون فنظر أي شكل شبيه بشكلفكان ذلك شكلا يساوي زواياه زوايا شكل آخرو تتناسب أضلاعهما على التناظر ثم نظر أيلون شبيه بلون فكان ذلك لونا يشارك اللونالآخر في الحاسة مشاركة يكون انفعالهامنهما واحدا. و إذا حذفت الخاصيتين منالشبيهين لم يبق شيء مشترك فأمن وقوعالغلط من اتفاق الاسم. و كذلك حال الحاد فيالصوت و الحاد في الشكل كالزاوية. فبين أن الابتداء في التحديد من الأنواعثم تركيبها بعضها إلى بعض لظهور حد الجنسأفضل و أقرب إلى الاحتياط.