برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و يغلب على ظني أن المراد بهذا قياس مؤلفمن يقينيات و أن في اللفظ أدنى تحريف. فاليقينية إذا كانت في المقدمات كان ذلكحال البرهان من جهة نفسه. و إذا كانت فيالنتيجة كان ذلك حاله بالقياس إلى غيره. وكونه يقيني المقدمات أمر له في ذاته فهوأولى أن يكون مأخوذا في حده و معرفالطبيعته. و الاستقراء الذي تستوفى فيه الجزئياتكلها فإنه بهذا اليقين أيضا إن كانتالقضايا الجزئية يقينية و هي التي تصير فيالقول كبريات و إن كان حقها أن تكونصغريات. و هي في جملة البرهان المفيد للإن.و ذلك لأن ذلك الاستقراء هو بالحقيقة قياسو هو القياس الشرطي الذي اسمه المقسم. فهوداخل في هذا الحكم. إنما الاستقراء الآخرهو الذي لا يدخل في هذا الحد. و قد علمت أن القياس المقسم كيف هو قياسحقيقي اقتراني إذ قد علمت أنه ليس كل قياساقتراني إنما هو من جملتين. فيجب ألا يروجعليك أن شيئا يفيد اليقين في الإن و ليسببرهان. و لا يلتفت إلى ما يقوله من لا يعرف منأصناف القياسات الاقترانية إلا الحمليةفقط. بل ذلك الاستقراء قياس ما. و إذا كان القياس يعطي التصديق بأن كذاكذا و لا يعطي العلة في وجود كذا كذا كماأعطى العلة في التصديق فهو برهان [93 ا] إن. وإذا كان يعطي العلة في الأمرين جميعا حتىيكون الحد الأوسط فيه كما هو علة للتصديقبوجود الأكبر للأصغر أو سلبه عنه فيالبيان كذلك هو علة لوجود الأكبر للأصغرأو سلبه في نفس الوجود. فهذا البرهان يسمىبرهان لم. و برهان الإن فقد يتفق فيه أن يكون الحدالأوسط في الوجود لا علة لوجود الأكبر فيالأصغر و لا معلولا له بل أمرا مضايفا لهأو مساويا له في النسبة إلى علته عارضا معهأو غير ذلك مما هو معه في الطبع معا. و قديتفق أن يكون في الوجود معلولا بوجودالأكبر في الأصغر. فالأول يسمى برهان الإنعلى الإطلاق و الثاني يسمى دليلا. مثالبرهان الإن