برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
لا يمكن أن يوجد إنسان ليست له قوة الضحكإلا أن يوجد ذلك في الحس و الحس لا يمنعالخلاف فيما لم يحس أو يوجد بالتجربة. وأما العقل فيمكن إذا ترك العادة أن يشك فيهذا فيتوهم أنه ليس للإنسان قوة ضحك دائماو للجميع أو يتوهمه زائلا إذ ليس بمقوملماهية الإنسان أو بين الوجود له إلا أنيكون تيقنه بوجوب كون الإنسان ناطقا يوجبكونه ضاحكا إن أوجب و لم يحتج إلى زيادة. وحينئذ يكون قد عرف وجوبه بعلته فاستحال أنيعود و تبين به العلة. فإن فرضنا أنه ليسيعرف أن الإنسان ناطق فحينئذ لا يتبين لهأن الإنسان ضحاك باليقين و من طريق الناطق.و إن كان بينا مثلا أن كل ضحاك ناطق فكيفيصير من ذلك بينا أن الإنسان ناطق وبالجملة إذا كان معلوما أن الإنسان ناطقلم يكن لطلبه و القياس عليه وجه. و إن كانمما يطلب و يجهل فالصغرى في هذا القياسمجهولة يجب أن تطلب. فإذن من الجائز حينئذأن يتوهم أنه ليس كل إنسان بضاحك. فيكونالعلم المكتسب منه جائز الزوال إذ كانإنما اكتسب من جهة اعتبار أن كل إنسانضاحك. فإن علم من الوجه الذي صار الضحكواجبا و هو أن أعطيت العلة الموجبة في نفسالأمر للضحك فيجب ضرورة أن يكون ذلك قوةالنطق. فيكون عرف أولا أن كل إنسان ناطق.فاقتناصه ذلك بتوسط الضحك فضل. و كذلك حالالسواد للغراب. فإنا إنما نقول كل غرابأسود بوجه من الاستقراء و التجربة و إنمايمكننا أن نتيقن بذلك إذا عرفنا أن للغرابمزاجا ذاتيا من شأنه أن يسود دائما ما يظهرعليه من الريش. فبين أن الشيء أو الحال إذا كان له سببلم يتيقن إلا من سببه. فإن كان الأكبرللأصغر لا بسبب بل لذاته لكنه ليس بينالوجود له و الأوسط كذلك للأصغر إلا أنهبين الوجود للأصغر ثم الأكبر بين الوجودللأوسط فينعقد برهان يقيني و يكون برهانإن ليس برهان لم. و إنما كان يقينا لأن المقدمتين كليتانواجبتان ليس فيهما شك: و الشك الذي كان فيالقياس الذي