برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و لسنا نقول إن التجربة أمان عن الغلط وإنها موقعة لليقين دائما. و كيف و القياسأيضا ليس كذلك! بل نقول إن كثيرا ما يعرضلنا اليقين عن التجربة فيطلب وجه إيقاع مايوقع منها اليقين. و هذا يكون إذا أمنا أنيكون هناك أخذ شيء بالعرض و ذلك أن تكونأوصاف الشيء معلومة لنا ثم كان يوجددائما أو في الأكثر بوجوده أمر فإذا لميوجد هو لم يوجد ذلك الأمر. فإن كان ذلك عنوصف عام فالشيء بوصفه العام مقارن للخاص. فالوصف الخاص أيضا مقارن للحكم. و إن كانذلك الوصف مساويا للشيء أيضا فوصفهالخاص المساوي مقارن للحكم. و إن كان لوصفخاص بل أخص من الطبيعة التي للشيء فذلكالوصف الخاص عسى أن يكون هو الذي تكررعلينا فيما امتحنا و في أكثر الموجود منالشيء عندنا فيكون ذلك مما يهدم الكليةالمطلقة و يجعلها كلية ما أخص من كليةالشيء المطلقة و يكون الغفول عن ذلكمغلطا لنا في التجربة من جهة حكمنا الكلي:فإن في مثل ذلك و إن كان لنا يقين بأن شيئاهو كذا يفعل أمرا هو كذا فلا يكون لنا يقينبأن كل ما يوصف بذلك الشيء يفعل ذلكالأمر: فإنا أيضا لا نمنع أن سقمونيا فيبعض البلاد يقارنه مزاج و خاصية أو يعدمفيه مزاج و خاصية لا يسهل. بل يجب أن يكونالحكم التجربي عندنا هو أن السقمونياالمتعارف عندنا المحسوس لدينا هو لذاته أولطبع فيه يسهل الصفراء إلا أن يقاوم بمانع.و كذلك حال الزمرد في إعمائه الحية. و لو كانت التجربة مع القياس الذي يصحبهاتمنع أن يكون الموجود بالنظر التجربي عنمعنى أخص لكانت التجربة وحدها توقع اليقينبالكلية المطلقة لا بالكلية المقيدة فقط.و إذ ذلك وحده لا يوجب ذلك إلا أن يقترن بهنظر و قياس غير القياس الذي هو جزء منالتجربة فبالحري أن التجربة بما هي تجربةلا تفيد ذلك. فهذا هو الحق و من قال غير هذافلم ينصف أو هو ضعيف التمييز لا يفرق بينما يعسر الشك فيه لكثرة دلائله و جزئياته وبين اليقين. فإن هاهنا عقائد تشبه اليقين وليست باليقين. و بالجملة فإن التجربةمعتبرة في الأمور التي تحدث على الشرطالذي شرطناه و في اعتبار عللها فقط. فإنكان ضرب من التجربة يتبعه يقين كلي حتم علىغير الشرط الذي شرطناه لا شك فيه فيشبه أنيكون وقوع ذلك اليقين ليس عن التجربة