برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و كذلك فافهم الحال في الحساس و الناطق.فإن أخذ الحساس جسما أو شيئا له حس بشرطألا تكون زيادة أخرى لم يكن فصلا بل كانجزءا من الإنسان. و كذلك كان الحيوان غيرمحمول عليه. و إن أخذ جسما أو شيئا مجوزا لهو فيه و معه أي الصور و الشرائط كانت بعد أنيكون فيها حس كان فصلا و كان الحيوانمحمولا عليه. فإذن أي معنى أخذته مما يشكل الحال فيجنسيته أو ماديته فوجدته قد يجوز انضمامالفصول إليه أيها كان على أنها فيه و منهكان جنسا. و إن أخذته من جهة بعض الفصول وتممت به المعنى و ختمته حتى لو أدخل شيءآخر لم يكن من تلك الجملة و كان خارجا لميكن جنسا بل مادة. و إن أوجبت له تمامالمعنى حتى دخل فيه ما يمكن أن يدخل صارنوعا. و إن كنت في الإشارة إلى ذلك المعنى لاتتعرض لذلك كان جنسا. فإذن باشتراط ألاتكون زيادة يكون مادة و باشتراط أن تكونزيادة نوعا و بألا يتعرض لذلك بل يجوز أنيكون كل واحد من الزيادات على أنها داخلةفي جملة معناه يكون جنسا. و هذا إنما يشكلفيما ذاته مركب و أما فيما ذاته بسيط فعسىأن العقل يفرض فيه هذه الاعتبارات علىالنحو الذي ذكرنا قبل هذا الفصل في نفسه. وأما في الوجود فلا يكون منه شيء متميز هوجنس و شيء هو مادة. و إذا قررنا هذا فلنقصد المقصود الأول ونقول: إنما يوجد للإنسان الجسمية قبلالحيوانية في بعض وجوه التقدم إذا أخذتالجسمية بمعنى المادة لا بمعنى الجنس. وكذلك إنما يوجد له الجسم قبل الحيوانيةإذا كان الجسم بمعنى لا يحمل عليه لا بمعنىيحمل عليه. و أما الجسمية التي يجوز أنتوضع متضمنة لكل معنى مقرون به مع وجوب أنتتضمن الأقطار الثلاثة فإنها لا توجدللشيء الذي هو نوع من الحيوان إلا و قدتضمن الحيوانية بالفعل بعد أن كان