برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
لا بأن تكون هذه المعاني مضمنة في الحساستضمينا بالفعل و لا بأن يكون العقل يوجب فيأول الأمر أن يكون كل حساس يلزمه هذهالمعاني كلها بذاتها و جملة هذه المعانيمعنى الحيوان. فإذن كون الحساس حيوانا بلا بيان آخر أمرليس يتعين بالوجوب إلا بوسط بل هو أمر لايمنع العقل في أول وهلة أن يكون شجرا أويكون جسما له حس و ليس له سائر المعانيالتي بها تكون الحياة. فإذن توسيط الحساسوحده لا يوجب اليقين المدعى إلا أن يؤخذالحساس من جهة يكون علة للحيوان لا فصلا.ثم يتمم سائر المعاني التي يصير بها علةموجبة للحياة على ما نوضح في باب العلل منكيفية أخذ العلل حدودا وسطى. فحينئذ لايكون الحساس الفصل حدا أوسط و لا أيضاالحساس وحده. و أما إذا كان الحيوان هوالحد الأوسط و الحساس مضمن فيه ليس لازماخارجا عنه وجب اليقين بالحساس لا محالة ولم يمكن أن يتغير. و أنت تزداد تحقيقا لهذامما سلف.