برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
العقلية. و أما إذا رتبت الكليات النوعيةبإزاء الكليات الجنسية كانت الكلياتالجنسية أقدم بالطبع و ليست أعرف عندالطبيعة و كانت الكليات الجنسية أيضا أقدمو أعرف عند عقولنا. و الكليات النوعية أشد تأخرا و أقل معرفةبالقياس إلينا: و ذلك لأن طبيعة الجنس إذارفعت ارتفعت طبائع الأنواع و إن كانتطبيعة الجنس من جهة ما هي كلية لا من جهة ماهي طبيعة فقط قائمة بالأنواع. فطبائعالأجناس أقدم بهذا الوجه من طبائعالأنواع. لكن الأعرف عند الطبيعة هي طبائعالأنواع: لأن الطبيعة إنما تقصد لا طبيعةالجنس في أن يوجد بل طبيعة النوع. فيلزمهاطبيعة الجنس على سبيل المقصود بالضرورة أوبالعرض: و ذلك لأن النوع هو المعنى الكاملالمحصل. و أما طبيعة الجنس وحدها فلا يمكنأن يوضع لها في الوجود تحصيل. و الطبيعةتقصد الكامل المحصل الذي هو الغاية. و أيضالو كان المقصود طبيعة الجنس بذاتها لماتكثرت أنواع الجنس في الطبيعة و وقعالاقتصار على نوع واحد. و بعيد أن يظن ظان أن طبيعة اللون هي أعرفعند الطبيعة من البياض و السواد و غيرها بلالطبيعة الكلية الممسكة لنظام العالمتقصد الطبائع النوعية. و الطبائع الجزئيةالتي ليست ذاتية لنظام العالم تقصدالطبائع الشخصية و الجنس داخل في القصدبالضرورة أو بالعرض. فقد بان أن طبائع الأنواع أعرف من طبائعالأجناس في الطبيعة و إن كان الجنس أقدمبالطبع من النوع. لكن طبائع الأجناس أقدمعندنا من طبائع الأنواع أعني بالقياس إلىعقولنا و إدراك عقولنا الإدراك المحققلها: فإن العقل أول شيء إنما يدرك المعنىالعام الكلي و ثانيا يتوصل إلى ما هو مفصل.فلهذا ما نجد الناس كلهم مشتركين في معرفةالأشياء بنوع أعم. و أما نوعيات الأشياءفإنما يعرفها أكثر من بحثه أكثر. و نحن فيمبدإ استفادتنا للمدركات يلوح لنا ما هوأقدم عندنا على الإطلاق و أشد تأخرا فيالطبيعة على الإطلاق و هي الجزئياتالمحسوسات فنقتنص منها الكليات. و بعد ذلكإذا أردنا أن نتحقق الكليات تحققا كلياليس شيئا منتشرا خياليا يكون ما نبتدئ منههو من جانب الأعرف عندنا و الأقدم