برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
عند الطبيعة [96 ا] معا و نسلك منه منحطا علىالتدريج إلى الخواص و الجزئيات أيالنوعيات فنبحث أول شيء أعم بحث ثم نفصلو ننزل بالتدريج. فإذا كنا نتعرف أول شيءطبائع الكليات الجنسية ثم النوعية فإنانكون قد ابتدأنا مما هو أقدم بالطبع و أعرفعندنا و ليس أعرف عند الطبيعة و انتهيناإلى ما ليس أقدم بالطبع من الجهة التيحددنا بها الأقدم بالطبع لكنه أعرف عندالطبيعة. فإذا انتهينا إلى الأنواعالأخيرة ختمنا التعليم فإنا لا ننزل إلىالأشخاص و إنما نختم التعليم عند الأشياءالتي هي أعرف عند الطبيعة. فأما إذا ابتدأنا أولا و أخذنا من البسائطو صرنا على طريق التركيب إلى المركباتفنكون قد ابتدأنا مما هو أقدم في الطبع.لكن و إن كان ذلك مما خصصنا به نظرنا أعرفعندنا فليس هو دائما أعرف عندنا فإنه ليسكل بسيط أعرف عندنا من المركب و إن كان هذاالبسيط النافع لنا في معرفة هذا المركبالمخصوص أعرف عندنا و نكون قد سلكنا سبيلابرهانيا لا محالة لأن البسائط أسباب.فلنبحث هل البسائط أعرف عند الطبيعة أوالمركبات. فأما البسائط التي هي أجزاء من المركباتفيشبه أن تكون هي لأجل المركبات فإنالمادة لأجل الصورة و الجزء لأجل الكل.فيجب أن تكون المركبات أعرف عند الطبيعةلأنها هي الغاية لتلك البسائط و هذا هوالأصح. و لا يجب أن تكون الأجزاء واحد منهاأعرف من الآخر من حيث إنها أجزاء. بل هيسواء في المعرفة عند الطبيعة إلا أن تعتبرلبعضها خصوصية زائدة على أنه جزء. و أما البسائط التي هي علل كالفواعل والغايات فليست بأجزاء المعلولات. فيشبه أنتكون هي أعرف و أقدم معا عند الطبيعة منالمعلولات التي لها بالذات فيكون البيانمنها برهانيا: لكن عما هو أقدم عند الطبع وأعرف عند الطبع معا لما هو أشد تأخرا.