برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فإن ابتدأنا عن المركبات و سلكنا إلىالبسائط أو ابتدأنا من الجزئيات و سلكناإلى الكليات بالاستقراء فإنا نكونمستدلين غير مبرهنين و يكون قد اتفق أن كانالأعرف عندنا هو الأعرف عند الطبيعة. فيجبأن تتحقق هذه الأصول على هذا المأخذ. فإن قال قائل ما قد قاله بعضهم: إن المعنىالجنسي أعرف عند الطبيعة لأنه و إن لم يعرفبحسب شيء فهو في نفسه و بقياس الحق أعرف.فيقال له: لا معنى لقولك إنه بقياس الحقأعرف لأن الشيء إنما يصير معروفا بعارفهو عارفه إما نحن بالعقل أو كل ما هو ذو عقل. و أما الطبيعة في قصدها لنظام الكل علىسبيل الاستعارة فيكون الأعرف عندها ماتقصده لنظام الكل. فإن اعتبرنا بالمعرفةالحقيقية فالطبيعة الجنسية لا تكونمعروفة بذاتها إلا بالقوة: و أما بالفعلفإنما تعرف إذا عرفت بالعقول. و إنما تكونمعروفة بذاتها بالقوة على النحو الذي نريدأن تصير معروفة بالفعل. و لا ينكر أحد أنالطبيعة الجنسية أعرف عند العقول فإنالطريقة البرهانية تأخذ مما هو أعرف عندالعقول إلى ما هو أعرف عند الطبيعة كمايصرح به المعلم الأول في ابتداء تعليمهللطبيعيات. و نحن نتقبل به هناك و نشرحالأمر فيه.