برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و إذا كانت هذه النسبة إحدى الدواعي إلىتقديم القياس فكذلك تلك هي إحدى الدواعيإلى تقديم كتاب الجدل. لكن بينهما بعد ذلكفرق. و ذلك لأن العام قد يكون [90 ب] مقوماللشيء و قد يكون عارضا. و نسبة القياسالمطلق إلى القياس البرهاني هي نسبة أمرمقوم. و نسبة المشهور إلى الصادق بلا وسط ليسنسبة أمر مقوم. و لذلك إذا التفت الإنسانإلى الصادق بلا وسط من حيث هو صادق بلا وسطو لم يلتفت إلى شهرته بل فرض مثلا أنه غيرمشهور بل شنيع لما أوقع ذلك خللا فيالتصديق به كما لو سلب القياس البرهاني حدالقياس المطلق لاختل بل لامتنع. لكنه و إنكان كذلك فإن الابتداء بالأعم ثم التدرجإلى الأخص متعرفا فيه الفصل بينه و بين مايشاركه في ذلك الأعم أمر نافع و إن كانالأعم ليس مقوما. و على هذه الصورة حصلت ملكة البرهان: فإنهإنما فطن أولا للجدل ثم انتقل إلى البرهان. و أيضا فإن الأمور المجهولة إذا طلبتفإنما يتوصل إليها في أكثر الأمر بأن توردأولا قياسات جدلية على سبيل الارتياض ثميتخلص منها إلى القياس البرهاني. و هذاشيء ستعلمه في صناعة الجدل. فأما صناعة الخطابة و الشعر فبعيدان عنالنفع في الأمور الكلية النظرية: و ذلك لأنموضوعهما الأمور الجزئية. و إن نقلت إلىالأمور الكلية ظلمت هي الأمور الكلية. و أما المغالطة فإنها و إن شاركت الجدل فيأنها كانت أولا قبل البرهان في الزمانفإنها إنما كانت تتقدم تقدم الضار لاالنافع. و تقدم الجدل تقدم النافع. والمغالطة ليست مما ينفع بوجه و لا مادتهابمشاركة لمادة البرهان بوجه. بل لا المادةالمغالطية تحمل على مادة البرهان و لاصورتها على صورته و لا بالعكس. و الخطابة فقد تقدمت أيضا على البرهان فيالزمان فكانت إما مشبهة بالجدل و من حكمالجدل أو كانت على حكم المغالطة. و ليسالتقدم في الزمان هو المقصود بل التقدمالنافع الذي مع مشاركة ما.