برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و مما غلطهم في أمر الأصل الموضوع ما سمعأنه جعله أحد قسمي ما لا وسط له و حسبوا أنمعناه لا وسط له في نفسه و ليس كذلك. بلمعناه ما لا وسط له في ذلك العلم سواء كانله وسط في علم آخر أو لم يكن و لا في شيءمن العلوم وسط. و اعلم أن المقدمات البرهانية التي علىمطالب ضرورية إنما هي في مواد واجبةضرورية و المغالطات البرهانية في أمثالهاهي في مواد ممتنعة ضرورية. و أعنيبالمغالطات البرهانية ما يشبه البرهان وليس برهانا. فإن من المغالطات مغالطاتجدلية غير برهانية. و الفرق بينهما أنمقدمة المغالطة البرهانية تشبه بالأوليةو تكون من أمور ضرورية إلا أن يكون المطلوبأمرا ممكنا فيكون القياس عليه منالممكنات. و أما القياس على ما ليس منهافإنما يكون من ضروريات و مقابلاتهامقابلات الضرورية. فلذلك توجد كلية كاذبةفي الكل كبرى و صغرى و ينتج منها نتائجكاذبة في الكل إذا أخذت كبرى و تكونالمقدمة منها مضادة للمقدمة البرهانية والنتيجة منها مضادة للنتيجة البرهانيةإذا أخذت على هذه الصورة. و أما المقدمة المغالطية الجدلية فإنهاتشبه بالمشهورة و لا تكون مشهورة عندالتعقب و لا يجب في الأكثر أن تكون ضرورية.و ربما كانت شنعة و ربما كانت مع شناعتهاصادقة و لكن استعمالها في الجدل يكونمغالطة لأنها و إن كانت صادقة فهي خلافالمشهورة. فإن كثيرا من المشهورات كاذب وكثيرا من الشنع حق. و نسبة المشهور و الشنعإلى القياسات الجدلية نسبة الحق و الباطلإلى القياسات البرهانية فالغلط فيالبرهان هو بما ليس بحق و في الجدل بما ليسبمشهور و المغالطة البرهانية تقع لسهو منالقياس و قد تقع لقصد الامتحان و قد تقعشرا و رداءة نفس.