برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
التأويل كالصحيح فيجب أن يجعل بدلالتعليم و التعلم التعريف و التعرف أويفهم من التعليم و التعلم ما لم يتواطأعليه في هذه الكتب بل ما يفهم من التعريف والتعرف و لا مناقشة في ذلك. و قد قالوا إن قول القائل كل تعليم و تعلمذهني ليس في صحة قول القائل كل تعليم وتعلم فكري: فإن هذا القائل يكون قد أخرجبقوله الفكري الحسي. فهؤلاء يعرض لهم ماعرض لأولئك. و شيء آخر: و هو أن الذهني هوالذي يكتسب بالذهن و الذهن غير الحس: فأيحاجة إلى ما يفصله عن الذي بالحس و الذيعندي هو أن الذهني أصلح من الفكري فإنالذهني أعم من الفكري و الحدسي و الفهمي:فإن الفكري هو الذي يكون بنوع من الطلبفيكون هناك مطلوب ثم تتحرك النفس إلى طلبالأوسط على الجهة المذكورة في اكتسابالقياس. فلا تزال تستعرض الأمور المناسبةإلى أن تجد حدا أوسط. و أما الحدسي فهو أن يكون المطلوب إذا سنحللذهن تمثل الحد الأوسط عن غير طلب. و هذا كثيرا ما يكون. أو تكون إحدىالمقدمتين سانحة للذهن فيضاف إليها دفعةحد إما أصغر و إما أكبر فتخلق نتيجة من غيرفكر و لا طلب. و أما الفهمي فهو ألا يكون الحد الأوسطحصل بطلب و لا بسنوح بل بسمع من معلم منخارج و الذهن هو الذي يتلقى جميع هذا. فإنقال قائل إن الفهمي هو فكري أيضا: لأنالنفس عند ما تسمع تفكر فيقال له إن المعلمكلما أورد حدا للقياس فعلمه المتعلم منجهة التصور كان ذلك دفعة. ثم إذا انضافإليه حد آخر فحصلت مقدمة فإن شك فيها لمينتفع بما قال المعلم إلا أن يفكر في نفسهفيعلم فيكون هذا تعليما مركبا من فهمي و منفكري: إذ هو قياس مركب و كل قياس من جملتهفهو تعليم مفرد و كلامنا في المفرد. و إماأن يرجع إلى المعلم فيفيده المعلم العلمبالقياس فيكون العلم إنما جاء مع القياس: وكلامنا في ذلك القياس كهذا الكلام. فأما إنلم يشك المتعلم فظاهر أن الصديق يتبعالتصور دفعة بلا فكرة.