في البحار عن سالمة مولاة أبي عبداللهجعفر بن محمّد (عليه السلام) حين حضرتهالوفاة وأغمي عليه، فلمّا أفاق قال: أعطواالحسن بن علي بن عليّ بن الحسين (عليهالسلام) وهو الأفطس سبعين ديناراً، وأعطوافلاناً كذا وكذا، فقلت: أتعطي رجلاً حملعليك بالشفرة يريد أن يقتلك؟ قال: تريدينأن لا أكون من الذين قال الله عزّوجلّ:(والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصلويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب)(1) نعم ياسالمة! إنّ الله تعالى خلق الجنّة فطيّبهاوطيّب ريحها، وإنّ ريحها يوجد من مسيرةألفي عام ولا يجد ريحها عاقّ ولا قاطع رحم.
وفي جنّات الخلود: سقي السمّ مراراًعديدة، وفي آخر مرّة سقي السمّ فمرض مرضاًشديداً، وعارضه وجع شديد في بطنه وأحشائهوأمعائه، قال عمرو بن زيد: دخلت عليهأعوده، فرأيته متّكأ وقد دار وجهه إلىالحايط والباب وراء ظهره، فلمّا دخلت عليهقال: وجّهني إلى القبلة، فوجّهته وأردت أنأسأله عن الإمام بعده وعن الحجة فقال: لاأجيب الآن وستعلمنّ نبأه بعد حين، ثمّ قضىنحبه، فغسّله الإمام موسى بن جعفر (عليهالسلام) وحنّطه وكفّنه في خمسة أثواب،فلمّا أراد أن يصلّي عليه الكاظم (عليهالسلام) نازعه في ذلك عبدالله الأفطح كانأخا الإمام موسى بن جعفر وهو أكبر منهوأصغر من إسماعيل بن جعفر الصادق، فتحيّرفي ذلك الشيعة وكادوا أن يعملوا على مذهبأبي حنيفة إذا تعارضا تساقطا، فأظهرالإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)معجزاتعديدة حتى رضي الناس واختاروه وقدّموه علىالأفطح وصلّى على أبيه ودفنه عند والده.
عن أبي بصير قال: دخلت على أمّ حميدة بعدوفاة الصادق (عليه السلام) أعزّيها بأبيعبدالله (عليه السلام)، فبكت وبكيتلبكائها ثمّ قالت: يا أبا محمّد! لو رأيتأبا عبدالله (عليه السلام)
(1) الرعد 21.