قال أبو هريرة العجلي الذي عدّ من شعراءأهل البيت ـ ليس هو أبو هريرة الصحابيالمعروف بالكذب ـ رثاه بهذه الأبيات:
أقول وقد راحوا به يحملونه
أتدرون ماذا تحملون إلى الثرى
غداة حثا الحاثون فوق ضريحه
تراباوأولى كان فوق المفارق
على كاهل منحامليه وعاتق
ثبيراًثوى من رأس علياء شاهق
تراباوأولى كان فوق المفارق
تراباوأولى كان فوق المفارق
يقول الراثي: أيها المشيّعون! أتحثّونالتراب على إمامكم وملاذكم ومعاذكمومفزعكم وسيدكم ومولاكم، ولعمري يحقّ أنتحثوا التراب على رؤسكم وقد دفنتم إمامكمبأيديكم وواريتموه تحت أطباق الثرى. نعم،يحقّ أن نحثوا التراب على المفارق حيث فقدهذا الإمام من بين أيدينا وواروه تحتالتراب، لكن قضى نحبه في فراشه وعظّموهوحملوا جنازته وغسّلوه وكفّنوه في غايةالتعظيم والتبجيل، وشيّعوا جنازته ببكاءوعويل، وصلّوا عليه ودفنوه، فعلى مثلالحسين فليبك الباكون و إيّاه فليندبالنادبون; قتلوه ونحروه وذبحوه عطشاناً،ثمّ بعد ذلك سلبوه عريانا، وبعد سلبهداسوه بحوافر خيولهم عدوانا، وحملوا رأسهالشريف على رمح طويل، وسيّروه من كربلاءإلى الكوفة ومن الكوفة إلى الشام:
الجسم منه بكربلاء مضرّج
والرأس منهعلى القناة يدار
والرأس منهعلى القناة يدار
والرأس منهعلى القناة يدار
قبض أبو عبدالله في شوّال من سنة ثمانوأربعين للهجرة، وقيل: في اليوم الخامسوالعشرين من شوال، وقيل يوم الإثنين لنصفمن رجب، ودفن في البقيع مع جدّه وأبيه، ولهمن العمر خمس وستّون سنة.
وقال (عليه السلام): من زارني غفرت ذنوبهولم يمت فقيراً.
وروي عن العسكري (عليه السلام): من زارجعفراً وأباه لم يشتك عينه ولم يصبه سقمولم يمت مبتلى الخ.