إليه، ويقابل الجاني عليه بعفوه عنه،ولكثرة عباداته كان يسمّى بالعبد الصالح،ويعرف في العراق بباب الحوائج إلى الله;لنجح المتوسلين إلى الله تعالى به،كراماته ما تحار منها العقول،وتقضي بأنّله عند الله تعالى قدم صدق لا تزل ولاتزول، إنتهى.
كان روحي له الفداء أعلى الناس علماً،وأعظمهم حلماً، وأكرمهم نفساً، وأكثرهمجوداً، وأطيبهم قلباً، وأحلاهم كلاماً،وفي الجود والكرم يضرب به المثل، وصرارموسى كان مثلاً بين الناس.
في البحار: عن محمّد بن عبدالله البكريقال: قدمت المدينة أطلب بها ديناًفأعياني، فقلت: لو ذهبت إلى أبي الحسن(عليه السلام) فشكوت إليه، فأتيته فخرجإليّ ومعه غلامه وسألني عن حاجتي، فذكرتله قصّتي، فدخل ولم يقم إلاّ يسيراً حتىخرج إليّ فقال لغلامه: إذهب، ثمّ مدّ يدهإليّ فناولني صرّة فيها ثلاث مائة دينار،ثمّ قام وولّى، فقمت وركبت دابّتيوانصرفت.
حضره فقير مؤمن يسأله سدّ فاقته، فضحك(عليه السلام) في وجهه فقال: أسالك مسألةفإن أصبتها أعطيتك عشرة أضعاف ما طلبت،كان قد طلب منه مائة درهم يجعلها في بضاعةيتعيّش بها، فقال الرجل: سل. فقال موسى(عليه السلام): لو جعل إليك التمنّي لنفسكفي الدنيا ماذا كنت تتمنّى؟ قال: كنتأتمنّي أن أرزق التقيّة في ديني وقضاءحقوق إخواني. قال (عليه السلام): وما لك لمتسأل الولاية لنا أهل البيت؟ قال: ذلك قدأعطيته وهذا لم أعطه، فأنا أشكر على ماأعطيت وأسأل ربّي ما منعت. فقال (عليهالسلام): أحسنت، أعطوه ألفي درهم. وقال(عليه السلام): إصرفها في كذا يعني فيالعفص، فإنّه متاع يابس.
في البحار: إنّ رجلاً من ولد عمر بن الخطابكان بالمدينة يؤذي أبا الحسن موسى (عليهالسلام)، ويسبّه إذا رآه ويشتم عليّاً،فقال له بعض حاشيته يوماً: دعنا نقتل هذا