إن عدّ أهل التقى كانوا أئمّتهم
لا يستطيع جواد بعد غايتهم
يستدفع الضرّ والبلوى بحبّهم
ويستربّبه الإحسان والنّعم
أو قيلمن خيرأهل الأرض قيل هم
ولا يدانيهمقوم وإن كرموا
ويستربّبه الإحسان والنّعم
ويستربّبه الإحسان والنّعم
قال: فغضب هشام لعنه الله فحبسه بعسفانبين مكة والمدينة. فقال الفرزدق وهو فيالحبس يهجو هشاماً ويذمّه:
أيحبسني بين المدينة والتي
يقلّب رأساً لم يكن رأس سيد
وعيناً لهحولاء باد عيوبها
إليها قلوبالناس يهوي منيبها
وعيناً لهحولاء باد عيوبها
وعيناً لهحولاء باد عيوبها
فبعث إليه هشام، فأخرجه من الحبس، ووجّهإليه عليّ بن الحسين (عليه السلام) عشرةآلاف درهم وقال: أعذر يا أبا فراس، فلو كانعندنا في هذا الوقت أكثر من هذا لوصلناكبه. فردّها وقال: ما قلت ذلك إلاّ لله، وماكنت لأرزأ عليه شيئاً. فقال له علي (عليهالسلام) قد رأى الله مكانك فشكرك، ولكنّاأهل البيت إذا نفذنا شيئاً ما نرجع فيه،فأقسم عليه، فقبلها.
وفي خبر: فغضب هشام ومنع جائزته منه وقال:إلاّ قلت فينا مثلها، قال: هات جدّاً كجدّهوأباً كأبيه وأمّاً كأمّه حتى أقول فيكمثلها:
وأمّه ذات العلى والمجد
وهو ابن شهريار ابن كسرى
وكم له من معجز وفضل
والحجر الأسود لمّا طبعه
أرى عجيباالذي كان معه
شاه زنان بنتيزدجرد
ذو سؤدد ليسيخاف كسرى
وشرف باد وقول فصل
أرى عجيباالذي كان معه
أرى عجيباالذي كان معه
يا للعجب! أفمن كان جدّه رسول الله (صلّىالله عليه وآله وسلّم) وجدّه الآخرأميرالمؤمنين وجدّته فاطمة الزهراء وأبوهالحسين سيد شباب أهل الجنّة وأمّه شاهزنان بنت الملك كسرى يحمل على بعير بغيروطاء، وتوضع الجامعة في عنقه، وتقيّدرجلاه من تحت بطن الناقة، ويسار به منكربلا إلى الكوفة، ومن الكوفة إلى الشام،كما يسار سبي