الرضا (عليه السلام) تقول: لمّا حملت بابنيعليّ لم أشعر بثقل الحمل، وكنت أسمع فيمنامي تسبيحاً وتهليلاً وتمجيداً منبطني، فيفزعني ذلك ويهوّلني، فإذا انتبهتلم أسمع شيئاً، فلمّا وضعته وقع على الأرضواضعاً يده على الأرض رافعاً رأسه إلىالسماء يحرّك شفتيه كأنّه يتكلّم، فدخلإليّ أبوه موسى بن جعفر (عليه السلام) وقال:هنيئاً لك يا نجمة كرامة ربك، فناولتهإياه في خرقة بيضاء، فأذّن في أذنه الأيمنوأقام في الأيسر ودعا بماء الفرات فحنّكهبه، ثمّ ردّه إليّ وقال: خذيه، فإنّه بقيّةالله تعالى في أرضه، وسمّاه علياً.
وكنيته: أبوالحسن، وأبو علي، وألقابه:سراج الله، ونور الهدى، وقرّة عينالمؤمنين، ومكيدة الملحدين، وكفو الملك،وكافي الخلق، وربّ السرير، وربّ التدبير،والفاضل، والصابر، والوفي، والصدّيق،والرضي، والرضا; وإنّما سمّي بالرضا لأنّهرضى به المخالف والمؤالف، وهو إمام مفترضطاعته بنصّ من أبيه موسى بن جعفر (عليهالسلام)، بل بنصّ من رسول الله (صلّى اللهعليه وآله وسلّم) كما في البحار عن يزيد بنسليط الزبيدي قال:
لقيت موسى بن جعفر (عليه السلام) فقلت:أخبرني عن الإمام بعدك بمثل ما أخبر بهأبوك. قال (عليه السلام): كان أبي في زمن ليسهذا مثله. قال يزيد: فقلت: من يرضى منك بهذافعليه لعنة الله. قال: فضحك ثمّ قال: أخبركيا أبا عمارة إنّي خرجت من منزلي فأوصيت فيالظاهر إلى بنيّ وأشركتهم مع عليّ ابنيوأفردته بوصيّتي في الباطن، ولقد رأيترسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيالمنام وأميرالمؤمنين معه، ومعه خاتموسيف وعصا وكتاب وعمامة، فقلت له: ما هذا؟فقال: أمّا العمامة فسلطان الله عزّوجلّ،وأمّا السيف فعزّة الله عزّوجلّ، وأمّاالكتاب، فنور الله عزّوجلّ، وأمّا العصافقوّة الله عزّوجلّ، وأمّا الخاتم فجامعهذه الأمور. ثمّ قال رسول الله (صلّى اللهعليه وآله وسلّم): والأمر يخرج إلى عليّابنك.