ثمّ خرج، فقال سليمان: جعلت فداك! لقدأجزلت ورحمت فلماذاسترت وجهك عنه؟
مخافة أن أرى ذلّ السؤال في وجهه لقضائيحاجته، أما سمعت حديث رسول الله: المستتربالحسنة تعدل سبعين حجة، والمذيعبالسيّئة مخذول، والمستتر بها مغفور له.
وكان (عليه السلام) كثيراً يواسي الناسبماله، ويواسي الفقراء والضعفاء فيالطعام الذي يأكله، وكان إذا أكل الطعامأمر بصحفة فتوضع قرب مائدته فيعمل لي أطيبالطعام ممّا يؤتى عنه، فيأخذ من كلّ شيءفيضع في تلك الصحفة ثمّ يأمر بها للمساكينويتلو هذه الآية: (فلا اقتحم العقبة*فكّرقبة* أو إطعام في يوم ذي مسغبة)(1)ويقول: قدعلم الله عزّوجلّ أن ليس كلّ إنسان يقدرعلى عتق رقبة، فجعل لهم السبيل إى الجنّة.
عيون أخبار الرضا (عليه السلام): قال أبومحمّد الغفاري: لزمني دين ثقيل، فقلت: ماللقضاء غير سيدي ومولاي أبي الحسن عليّ بنموسى الرضا (عليه السلام)، فلمّا أصبحتأتيت منزله فاستأذنت عليه، فأذن لي، فلمّادخلت قال لي إبتداءاً: يا أبا محمّد! قدعرفنا حاجتك وعليك قضاء دينك، فلمّاأمسينا أتى بطعام الإفطار فأكلنا، فقال:يا أبا محمّد! تبيت أو تنصرف؟ فقلت: يا سيديإن قضيت حاجتي فالإنصراف أحب إلي. فتناول(عليه السلام) من تحت البساط قبضة فدفعهاإلي، فخرجت فدنوت من السراج، فإذا هيدنانير حمر وصفر، فأول دينار وقع في يديرأيت نقشه كان عليه: يا أبا محمّد!الدنيانير خمسون; ستة وعشرون منها لقضاءدينك، وأربعة وعشرون لنفقة عيالك، فلمّاأصبحت فتّشت الدنانير فلم أجد ذلكالدينار، وإذا هي لا تنقص شيئاً.
(1) البلد 11، 12، 13.