ترفعوا له الستر أرسل الله الريح وسخّرهاله لرفع الستر كما سخّرها لسليمان،فارجعوا إلى خدمته فهو خير لكم، فعادواإلى ما كانوا عليه، وزادت عقيدتهم فيه.
عيون المعجزات: روي عن الحسن بن عليالوشّا قال: شخصت إلى خراسان ومعي حلل وشيءللتجارة، فوردت مدينة مرو ليلاً وكنت أقولبالوقف على موسى بن جعفر (عليه السلام)،فوافق موضع نزولي غلام أسود كأنّه من أهلالمدينة، فقال لي: يقول لك سيدي وجّه إليّبالحبرة التي معك لأكفّن بها مولى لنا قدتوفي. فقلت له: ومن سيدك؟ قال: عليّ بن موسىالرضا (عليه السلام). فقلت: ما معي حبرة ولاحلّة إلاّ وقد بعتها في الطريق، فمضى ثمّعاد إليّ فقال لي: بلى، قد بقيت الحبرةقبلك. فقلت له: إنّي ما أعلمها معي، فمضىوعاد الثالثة فقال: هي في عرض السفطالفلاني، فقلت في نفسي: إن صحّ قوله فهيدلالة.
وكانت ابنتي قد دفعت إليّ حبرة وقالت:تبيع بثمنها شيئاً من الفيروزج والسبح منخراسان، ونسيتها، فقلت لغلامي: هات هذاالسفط الذي ذكره، فأخرجه إليّ وفتحه فوجدتالحبرة في عرض ثياب فيه، فدفعتها إليهوقلت: لا آخذ لها ثمناً، فعاد إلي وقال:تهدي ما ليس لك، وهذه دفعتها إليك ابنتكفلانة، وسألتك بيعها وأن تبتاع لها بثمنهافيروزجاً وسبحاً، فابتع لها بهذا ما سئلت،ووجّه مع الغلام الثمن الذي يساوي الحبرةبخراسان.
فعجبت ممّا ورد عليّ وقلت: والله لأكتبنّله مسائل أنا شاكّ فيها، ولأمتحننّهبمسائل سئل عنها أبوه (عليه السلام)،فأثبّتت تلك المسائل في درج وعدت إلى بابهوالمسائل في كمّي، ومعي صديق لي مخالف، لايعلم شرح هذا الأمر، فلمّا وافيت بابهرأيت العرب والقوّاد والجند يدخلون إليه،فجلست ناحية داره وقلت في نفسي: متى أناأصل إلى هذا وأنا متفكّر وقد طال قعوديوهممت بالإنصراف إذ خرج خادم يتصفّحالوجوه ويقول: أين ابن ابنة الياس؟ فقلت:ها أنا ذا، فأخرج من كمّه