نور الأبصار فی أحوال الأئمة التسعة الأبرار نسخه متنی

ومن كثرة عبادته نودي في محرابه: أنت زينالعابدين، وبهذا الإسم ينادي يوم القيامةإذاحشرالناس كماقال رسول الله (صلّى اللهعليه وآله وسلّم): إذا كان يوم القيامةينادي المنادي: أين زين العابدين، وكأنّيأنظر إلى ولدي عليّ بن الحسين يشقّ الصفوفويأتي.

ومن جملة أسمائه وألقابه سيد الساجدينلأنّه روحي له الفداء كان كثير السجود،يسجد عقيب كلّ صلواته، وما ذكر لله نعمةإلاّ وسجد، ولا قرأ آية من القرآن فيها لفظالسجدة إلاّ وسجد، ولا دفع الله عنه شرّاًيخشاه إلاّ وسجد، ولا وفّق لإصلاح ذاتالبين إلاّ وسجد; حتى حصلت مواضع سجودهثفنات يقطعها في كل سنة مرّتين وفي كلّمرّة خمس ثفنات. وقال الباقر (عليه السلام):يسقط من مواضع سجوده في كلّ سنة سبع ثفنات،يجمعها في الجراب، فلمّا مات دفنت معه،فسمّي من ذلك ذوالثفنات.

وكان أسخى أهل زمانه، ولقد قسّم أموالهمرّتين بين الفقراء، وكان إذا انقضىالشتاء تصدّق بكسوته للفقراء، وإذا انقضىالصيف تصدّق بكسوته، وكان يلبس من خز،فقيل له: تعطيها من لا يعرف قيمتها ولايليق به لبسها، فلو بعتها وتصدّقت بثمنها،فقال: إنّي أكره أن أبيع ثوباً صلّيت فيه.

في المناقب عن أبي حمزة الّثمالي قال:سمعت عليّ بن الحسين زين العابدين (عليهالسلام)يقول: إنّ صدقة السر تطفىء غضبالربّ، وكان هذا شأنه في مدّة عمره، لأنّهروحي له الفداء يخرج في الليلة الظّلماءويغطّي وجهه بردائه، ويحمل الجراب علىظهره، وفيه الصّرر من الدنانيروالدّراهم، وربّما حمل الطعام على ظهرهوالحطب، ويأتي أبواب الفقراء ويقرع البابويناول من يخرج إليه، ويفرّق عليهم،وكثيراً ما كانوا قياماً ينتظرونه علىأبوابهم، فإذا رأوه تباشروا به وقالوا:جاءنا صاحب الجراب، فيأخذوا منه ولميعرفوه، لأنّه كان متلثّما.

وقال الباقر (عليه السلام): إنّه كان مائةبيت من فقراء المدينة، وفي كلّ بيت جماعةمن