سبعة أيام وصلنا إلى الساحل، ولمّا كنّاعراة صبرنا حتى أظلم الليل فعلوت علىمرتفع فرأيت سواد بلاد وضوء نار، فذهبتإليه مهتديا بعلامة النار، فلمّا وصلتإليه رأيت باباً عالياً، فدققت الباب،فكانت الدار لرجل تاجر من رؤساء اليهود،فخرج فأعطيته قليلاً من العنبر الأشهبوأخذت منه أثواباً وفرشاً، ورجعت في الليلإلى ولديَّ وسترنا عورتنا.
فلمّا أصبحنا، دخلت البلد وأخذت هذهالحجرة في هذا الخان، وجئت بولدي وصيّرتمن الفرش جوالق حملت بها في الليل العنبروالجيني من الزورق إلى الحجرة وبعث منهاعلى التدريج واشتريت متاع البيت وصرت فيزيّ التجّار، والآن قريب سنة أنا في الهمّوالبكاء والقلق من فراق العاجزة الضعيفةالمهجورة، وكذلك أولادي يبكون في فراقأمّهم.
فلمّا بلغ كلامه إلى هذا المقام، عرضتنيرقّه فبكيت معه ساعة، ثمّ قلت: لا رادّلقضاء الله وتدبيره، ولا مغيّر لمقاديرهوحكمته، ولكنّي أظنّ أنّك لو زرت الإمامالثامن أبا الحسن (عليه السلام) وشكوت إليهما دهاك من هذه المصيبة، وعرضت عليه قصّتكوقصّة زوجتك لأجاب سؤلك، وكشف ضرّك، ونفّسهمّك، فإنّه لم يلجأ إليه أحد إلاّ أصلححاله، ولم يستعن به ضعيف إلاّ أعانه، ولميستغث به مضطر إلاّ أغاثه، فإنّه أبوالأيتام، وملجأ الأنام، وذخر المؤمنين،وكهف المظلومين.
فلمّا سمع كلامي أثّر في قلبه ووقع فيخاطره فعاهد الله تعالى مخلصاً في هذاالمجلس أن يصنع قنديلاً من الذهب الخالصويمشي راجلاً إلى زيارته ويشكو إليه ضرّهوفاقته ويطلب منه الإجتماع مع زوجته، ثمّقام وطلب الذهب من يومه وصنع القنديل وركبالسفينة وسار في البحر حتى نزل إلىالصحراء وقطع الفيافي والقفار إلى أن بلغمرحلة من المشهد الرضوي.
رأى المتولي في تلك الليلة الإمام الثامن(عليه السلام) فيّ المنام وقال له: غداًيدخل